الشعارات الاسلامية الفجة التي رفعها الانقلابيون ذو التوجهات الدينية عام 1989 في الثلاثين من يونيو ، كانت اوهام المشروع الحضاري ، نأكل مما نصنع ، امريكاروسيا قد دنا عذابها ، هي لله لا للسلطة ولا للجاه ، الاسلام عقيدتنا والقرآن دستورنا ، كل الاوهام الاسلامية طرحت بصورة فجة وصورة جنونية لحشد اكبر قدر من السودانيين للانضمام الي هذه العصابة الاسلامية والقتال في جنوب السودان بحجة ان نشر الاسلام في ادغال افريقيا ، كأن افريقيا لم تعرف هذا الاسلام الغازي الاستيطاني ، يريد هؤلاء العصابة نشره في افريقيا علي يدهم القذرة ، والمحصل النهائي لهؤلاء العصابة الدينيين الاسلاميين في السودان بقيادة حزبي المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي هي تقسيم السودان الي شمال وجنوب حتي استقل جنوب السودان الي دولة وليدة ، وانتشار الحرب الي اقليم دارفور اثناء التفاوض بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزب المؤتمر الوطني الحاكم في كينيا بشرق افريقيا ، وقعت اتفاقية السلام الشامل عام 2005 ، واشتدت الحرب في وحشيتها العنصرية ، بتجييش عنصري وتقسيم اثني واضح ، مع دعم مجموعات عربية موالية للحكومة ضد المجموعات الافريقية المستقرة في اغلب مناطق دارفور ، وهل وتوقف العدوان علي المدنيين الدارفوريين والتهجير الاجباري والاغتصاب الجماعي ، وحرق القري ، حتي من هم في معسكرات النازحين لم يسلموا من عراقل المليشيات التي اطلقت الحكومة يدها لتعبث علي حياة ومصير المواطنين العزل . في واقع الحكم الاسلامي والشريعة التي يطلق عليها السمحة انتشر الفساد الاخلاقي المكسوت عنه من قبل الاسلاميين انفسهم ، هذا هو الحصاد المنتظر ، حتي صار بعض رجال الدين والمؤيدين للدولة الاسلامية الوهمية يغتصبون الفتيات ، من اشهر الحوادث هي اغتصاب رجل دين لطالبة تدرس في كلية التربية بجامعة بخت الرضا ، عندما جاءت سائلة عن علاج لها ، في ثقة تامة لانه رجل دين ، او هكذا يوهمون الناس بالكذب ، وحدث العكس ، ونفسيته الضعيفة ما كانت الا لتقوم بها العمل اللاخلاقي تجاه الطالبة ، هذا ليس تحاملا ولا هجوما علي رجل الدين المريض ، لكن المؤسف ان احدي المحاكم في ولاية النيل الابيض حكمت عليه ب10 سنوات ، الا ان امير المؤمنين في هذه الدولة الاغتصابية ، اصدر قرارا باطلاق سراح رجل الدين المغتصب، بصراحة لانها دولة مؤسسة علي الاغتصاب علي اساس العرق والقبيلة . واصبحت ظاهرة التحرش من قبل رجال دين باتت منتشرة الا انها لا تجد حظها من الانتشار، ومثل اغتصاب رجال الدين في الخلاوي بالتلاميذ الذين يدرسون القرآن ، يطلق عليهم مجتمعيا ب(الحيران) ، وعندما اوضحت الناشطة في حقوق الانسان نسرين عن تحرش بعض سائق ترحيل رياض الاطفال التحرش بالاطفال او اغتصاب في رياض الاطفال ، لم يعجب كلامها السلطة الحاكمة هذه الحقائق التي تسعي دوما الي اخفاءها علي المواطنين، وامر الحزب الحاكم جهاز الامني بمصادرة كل الصحف التي تناولت هذا الخبر بالمصادرة والايقاف القسري ، والمطالبة بالاعتذار علي ما كتب ، لاعتقاد الحزب الحاكم ان هذا تشويه صورة المجتمع السوداني الذي اصابته تشوهات كثيرة منذ اكثر من 25 عاما . مرور 26 عاما علي حكم الاسلاميون الدمويون يقيمها كثيرون انها فترة نهوض اقتصادي باكتشاف البترول وتصديره الي الخارج ، والاقبال علي الاستثمار علي السودان من دول خليجية علي اراض السودان ، المتابع للشأن الاقتصادي ان الاستثمار الاجنبي العربي جاء وبالا علي المواطنين ، اجبرتهم الحكومة علي ترك اراضيهم للاخرين بالاجبار ، او المواقفة عن طريق الاجبار ، معظم الاراضي الغنية بيعت لاجانب ، لا حبا في السودان والعمل علي تطوير اقتصاده والنهوض به ، لكن رغبة في سرقة موادره وتحويل اموال السودان الي الخارج ، هذا الدليل يؤكد ان القوم الاسلاميين ، كل ما يريدنهم الاستيلاء علي كل موارد البلاد وخدمة التنظيم الاسلامي الدولي ، هم جزء منهم رقم الانكار، المتكرر لذلك امام قادة دول الخليج العربي . في الحلقة القادمة اتناول دور رجال الدين الاسلاميين الموالين للحزب الحاكم والعمل علي السكوت علي كل جرائم النظام في دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة وحتي المناطق التي لا تشهد حربا ، وعدم تناول حوداث الاغتصاب الممنهج في الاقليم الغربي ، ولماذا هذا السفور الديني يطغي علي السودانيين ويحطم الحلم في الوحدة علي اساس التنوع ولم يجد السودان هذا الحظ التعيس والمميت والمقزز الا في واقع هذا الاسلام . [email protected]