(الانقاذ) وحدها من تستحق صفة السلطة الخارقة فهي وحدها من يتوهم اختراق الحجب وسبر اغوار (الميتا فيزيقيا) وعبور سدرة منتهى علماء العالم وما اكتفوا بتسميته (ما وراء الطبيعة) ..وحدها الانقاذ من يتوهم قدرة (تفكيك شفرة الفانتازيا) ونفخها الروح فى شخوصها بملامحها واسمائها بل تدعى فى كراماتها قدرتها على كشف الفضاء الزمانى و المكانى للنص الابداعى..والانقاذ بعد ارهابها (لامريكا روسيا) بالجلالات وتصديها للجنائية ..و بعد حسمها لأكبر الملفات التى أجبرت كل الدول ا(لكبار والقدرها) على الدخول الى بيت الطاعة الامريكية لم يبق امامها سوى ملء فراغها بحل الكلمات المتقاطعة وتعاطى الثقافة ولوجا بالمحاكمات السياسية للنصوص الابداعية..(بيت الجالوص)نموذجا والجالوص بوصفه جزءا لا يتجزا من الموروث السودانى الاصيل وملمحا لا يمكن تجاوزه فى سياق قراءة شخصيتنا المعمارية, ليس للريف فحسب بل وصولا الى حاضرة سودان الطين هذا, والجالوص بلبنه وطينه الحميم للمزاج الجمعى العام له حيز مقدر فى ادابه وفنونه ما يدلل على مصداقية مذهبنا, ولى جالوص شدت من قوافيه نصا اذكر منه (وفلسفة التطاول تفضح عُرى بيت الطين والغُرف الهلاك/ أواهُ من شبق العمارات /التراود الجالوص فى وضح النهار.. وتلك ايام كنا نعاقر فيها المنابر ونقترض الشعر , وللاخ المهاجر الشاعر جدا عاطف خيرى دلو فى السياق أترعه الراحل المقيم مصطفى سيداحمد رواءً ..حكمة الجوع /الشرح للأرضة/كيف تقرا الِمِرق/وقبال يقع فوقك سقف/ يتنحنح الجالوص,....وكم جميل وعاطف هو فى خيره وصوره الشعرية البليغة هذا المبدع الذى تكرمنا به للمهاجر فى جود وسخاء سودانى مميز وكافأنا به الانقاذ لتحقيق مآربها فى عدائها للحب والخير والجمال ثم جلسنا نولول من عسف لا يجد من الحرف مايكبح شبق طغيانه, ونحن حقا من عنى به عاطف خيرى:اجمل الناجين من الذبح صار يعبد خنجرا. وعودة للمحاكمة السياسية الفضيحة للعمل الدرامى(بيت الجالوص)وهو مسلسل اذاعى تابعه المستمع طيلة النصف الاول من رمضان الحالى الى ان تم مصادرته لينضم الى القائمة الطويلة لنماذج انتهاكات حقوق الانسان وهو منهج عرفت به الانقاذ فى محاولاتها اليائسة لدرء الشبهات عنها ومقاومة كل ما يتهددها باماطة قناعها والكشف عن وجهها القمىء و(بيت الجالوص) لكاتبه الدكتور على بلدو وهو غنى عن التعريف لاسهاماته المقدرة اعلاميا وعبر مسيرته التخصصية (الطب النفسى) فيه رمزية تضفى على العمل متعة (الفنتازيا) بما تتيحه من امكانية توافقه مع (اى زمان واى مكان) وبعيدا عن المحاكمة السياسية للابداع بادواتها العقيمة التى تتوهم الامساك بالنوايا واستدعاء الايحاء والرمز و شخوص النص الادبى الى محكمة (عُمد الانقاذ )على طريقة الطرفة ذات سعار وهيستيريا اعترت السلطة و تحكى عن: نمرٍ روّع أمنها فأطلقت فريقا من قواتها للقبض عليه, فلما أعيتهم الحيلة ولم يجدوا خيارا لاقناع القائد سوى القبض على قطٍ ليوسعوه ضربا وهم يأمرونه: (قول انا نمر...قول انا نمر ) وهو ما يُمارس تماما من نهج غريب فى تكميم الأفواه وادراج الحريات ضمن ما عُرف بنوتة او دفتر الكوتة ابان الجمعيات التعاونية بالبلاد و(بيت الجالوص) ليس بسابقة مصادرة ابداعية ولن تكون آخرها فى ظل حكومة الجمارك الانقاذية ففى الذاكرة (وجه الضحك المحظور) لهاشم صديق والقائمة تطول لسوابق الانقاذ فى السياق ,فقط يمكن القول باننا ماعدنا نستهجن هذا النهج التسلطى للانقاذ (ومن وين تجيبلها عدالة عاد) ويكفى خلوصنا الى تجاوزنا للدراما كجنس ابداعى منتج يحتاج وسائط للعرض وحسبنا مانحن فيه من(مسرح العبث) العريض من انتاج الانقاذ بعروضه المستمرة دون قيد بالمواسم على طول البلاد .وحسبنا الله ونعم الوكيل [email protected]