خلال الشهر الماضي تعرض منزلنا وثلاثة من منازل الجيران للسطو، اللص كان متخصصا في سرقة (الموبايلات) ، في منزلنا سرق هاتف والدتي والشغالة، وفي منازل الجيران سرق هواتفهم وهواتف (ضيوفهم)..؟؟ هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها منزلنا أو منازل الجيران للسطو، فقد سبق وتعرضنا لسرقة تجاوزت فيها قيمة المسروقات مبلغ ال(500) مليون، وكانت تلك حصيلة المجوهرات ومبالغ مالية وعملة أجنبية، بمعنى أن نفس هذه المسروقات قد تفوق قيمتها الآن مبلغ ال(600) مليون مع مراعاة التضخم وارتفاع سعر الذهب والدولار. المدهش في أمر سرقتنا تلك ولا أقول سرقتنا الأولى لأنه سبقتها سرقات وسرقات؛ المدهش أن أمي تعرفت على المتهمة وأرشدت إلى علامة في رأسها تم الكشف عليها لاحقاً. بعد القبض على المتهمة تنفست والدتي الصعداء وغادرت إلى (أمريكا) وهي تقول الآن سأسافر وأنا مطمئنة وستستعيد الشرطة المسروقات، ولكن يبدو أن أمي كانت متفائلة جدا، فعقب سفرها تم إطلاق سراح المتهمة. الآن عاد زوار الفجر مرة أخرى؟؟؟؟؟؟؟؟. أصدقك القول سيدي وزير الداخلية ومدير عام قوات الشرطة أننا أصبحنا لا نأمن على أنفسنا ولا على ممتلكاتنا رغم أننا نقطن قلب العاصمة، وفي الليل نحكم إغلاق الأبواب وفي النهار نتردد كثيراً في فتح الباب قبل أن نسأل من الطارق؟. الأسبوع الماضي استوقفتني إحدى الجارات لتحكي لي عن سطو حدث لمغتربين استأجروا منها شقتها العلوية حيث قضى اللص على الأخضر واليابس مثل النار تماما، وتركهم على البلاط، فقرروا مغادرة البلاد قبل انتهاء إجازتهم. إننا ندرك جيدا أن الشرطة تبذل مجهودا كبيرا بدليل امتلاء السجون باللصوص، وعودة حقوق كثيرة لأصحابها، ولكننا نعلم أيضا أن هناك الكثير من اللصوص مطلقي السراح وما زالوا يعيثون في الأرض فسادا ودونكم متهمتنا التي أطلق سراحها دون أن نسترد مسروقاتنا، ودون أن تتعرض لعقوبة رغم سجلها المثقل بالسرقات. والغريب في الأمر، أن هناك شيئا محيرا استوقفني في أقسام الشرطة خلال محاولة والدتي التعرف على المتهمة، فقد اكتشفت أن هناك بدائية في التعامل مع فيش اللصوص مع فقر في الداتا، الصور قليلة والموجود منها غير واضح وعبارة عن ألبوم فقير وليس صورا حديثة في أجهزة كمبيوتر، وهذا يوضح جليا تمكن الكثير من اللصوص من الإفلات من العقوبة. وقد كنت أتوقع ومع الميزانيات الهائلة المرصودة للشرطة والأمن، أن يكون هناك أرشيف موحد على الأقل في كل الأقسام ، يشمل أسماء المتهمين الحقيقية والمستعارة وتصنيفهم حسب تخصص سرقاتهم بحيث أن أي لص يغادر دائرة عمله إلى إي منطقة أخرى لنقل نشاطه إليها يسهل على الشرطة التعرف عليه، على أن يتم توحيد الأرشيف عبر شبكة موحدة وتغذيته باستمرار عن طريق موظفين مسؤولين عن تحديث البيانات وإعادة تصنيفها وجدولتها حسب نوعية اللصوص وتخصصاتهم. أما أن تكون الأمور بهذه العشوائية التي تحدث الآن، فأبشروا بطول حرية يا لصوص السودان. *نقلا عن السوداني