الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللؤم والقبح والنفاق ثقافة انقاذية!
نشر في الراكوبة يوم 04 - 07 - 2015

أشعر من وقت لآخر بانه لابد من وقفة أشكر فيها القراء (المحترمين) الذين يتابعون كتاباتى، وتفاعلهم مع المادة التى أنشرها – ليس بالضرورة أن يكتبوا أو يعلقوا - وهم وشخصى الضعيف نقوم بذلك العمل بلا من أو عطاء أو مقابل، بل مساهمة فى الواجب الملقى على عاتق المثقف المؤمن بعملية (التغيير) ومسوؤلية (التنوير) فى الح الأدنى أشكرهم على مداخلاتهم ورسائلهم واتصالاتهم أو حينما التقى بأحدهم صدفة فى اماكن تواجدى وخلال سفرى وترحالى من غربة لغربة، والشكر كذلك موصول (لعبدة الشيطان) أولئك الذين نهلوا حتى ارتوا وكادوا أن يغرقوا فى مستنقع ثقافة الأنقاذ الآسنة التى ذكرتها فى عنوان المقال أعلاه، ثقافة (اللؤم والقبح والنفاق) وهم معذورين، فقد نشأوا وتربوا كما هو واضوح فى عصر تلك الثقافة، ومعذورين مرة أخرى لأنهم يظنون بتلك السلوكيات (الشاذه) الغريبة والأستفزازات المستمرة يمكن أن يمنعوا كاتبا من التواصل والأستمرار فى أداء دوره المقدس فى حده الأدنى نحو وطنه ومواطنيه، فى وقت يؤدى فيه بعض آخر دورا أكبر وأخطر وأهم من ذلك ، اؤلئك هم المرابطين فى ميادين القتال فى الغابات والسهول والجبال، لا يخيفهم ازيز طائرات الأنتنوف أو براميلها المليئة (الفارغة)، لا حبا للدماء أو عشقا للموت وأنما من أجل تحقيق غد أفضل لهذا البلد وهذا الشعب الذى يستحق البذل والعطاء والتضحيات حتى لو كانت خصما على جوانب وأهتمامات ذاتية وشخصية قد تبدو فى نظر البعض هى الأهم.
وهنا لابد أن أعترف بأن هذا فكرة هذا المقال قد نبعت من خلال النوعية الثانية من القراء، الذين وصفهم الشاعر الكبير نزار قبانى بأنهم (يقرأون فى بلادنا القصيدة .. ويذبحون صاحب القصيدة)، اذكر بهذه المناسبة كاتبا رياضيا معروفا، كان يسئ الينا ولغيرنا وبنى مجدا من كتاباته (المنافقه) وتطبيله لأصحاب الأموال حتى اصبح واحدا منهم، ثم نتفاجأ به من وقت لآخر يتبنى ذات الأفكار التى طرحناها منذ فترة والتى سخر منها أو قام بتسفيهها.
على كل قد لا يعلمون بأنى اتناسى عادة سوء ظنهم وافعالهم وقبحهم ولؤمهم وسعيهم الدوؤب لتشويه المادة المكتوبة و(التشويش) عليها وابدأ من جديد فى صياغة فكرة (تنويرية) تؤدى الى (التغيير) كما اراه وفى الرسم بالكلمات وبعد أن اخلص من المادة وارسل بها للمحرر فى الغالب يكون الوقت قد تعدى منتصف الليل، ويكون النعاس قد بدأ فى التسرب للأجفان اردد عندها فى نشوة بيت للمتنبئ يقول فيه: (أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا, وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ.)، اعرف ان (الدواعش) عبدة الشيطان يحتاجون لمن يشرح لهم معنى هذا البيت لأنهم لا يقرأون .. واذا قرأوا لا يفهمون .. ولولا ذلك لما كانوا يقتلون ويذبحون.
الشاهد فى الأمر أن ثقافة النفاق والقبح واللؤم، ثقافة (انقاذية) دخيلة لم تكن تعرفها المجتمعات السودانية من قبل، وواهم من يظن ان (الأنقاذ) كمشروع بدأت فى السودان بالتاريخ المشوؤم المحدد بيوم 30 يونيو 1989، فى الحقيقة بدأ ذلك المشروع قبل ذلك بكثير ويعود الى منتصف الخمسينات من القرن الماضى من خلال طائفتين أو مجموعتين ظهرتا فى المجتمع السودانى الطيب البسيط المتسامح (الحنين)، كنبت شيطانى غريبة ودخيلة على ثقافته وأعرافه هما (لأخوان المسلمين) و(السلفيين) وأشباههما، حيث بدأوا يظهرون القبح والغلو والتطرف ورفض للعادات والأعراف التى تأسست عليها المجتمعات السودانية على مر العصور ومنذ ظهور الحضارة النوبية أو الكوشية القديمة على ظهر الأرض.
مثلا تفاجأ بجارة أو قريبة لك، كبيرة فى السن تجدها حزينة أو باكية، وحينما تسألها عن السبب تقول لك، هل تصدق يا بنى أن ابن أختى أو ابن أخى الذى حملته طفلا صغيرا على كتفى وكان يتبول على ثوبى، جاء من السفر بهيئة وشكل غريب حتى كدت الا اعرفه، وحينما أندفعت نحوه لكى اسلم عليه بحراراة وشوق و(محنة) ، بطبيعتنا السودانيه دفعنى (صارى) وجهه واشاح عن وجهى وأعتذر لى بأنه لا يسالم النساء فى ايديهن!
تلك التصرفات بألأضافة الى الأساءة للأولياء والصالحين كانت بدايات ظهور هذا الفكر (المتطرف) الشاذ الغريب على مجتمعنا الذى اصبح أكثر تطرفا، بل وصل درجة (الداعشية)، فى الحقيقة (النظام) الأنقاذى القبيح هو المؤسس الفعلى (للدواعش) بتأسيسه لنظام (القاعدة) من قبلهم فى الخرطوم، قبل أن ينتقل الى افغانستان عام 1996.
على كل فالبداية الحقيقية الواضحه للثقافة الأنقاذيه الكريهة، بتاريخ محدد فى الوقت القريب كانت فى سبتمبر 1983 فى عصر الرئيس الأسبق (نميرى) – رحمه الله - حينما خدعوه وصوروا له بأنه (ملك) يطير بجناحين مما جعله يسارع باعلان ما سمى بقوانين سبتمبر سيئة السمعة المتكئة على شريعة (القرن السابع) وأن كره تلك التسمية (الدواعش)، التى لم يجد منها السودانيون غير السوط والسيف والقطع من خلاف، ومن يومها تفشى (النفاق) وظهر أنعدام المودة والرحمة بين السودانيين، بل تفاقم الأمر ليصل درجة اللؤم والقبح والكذب والنفاق بل والأختلاق.
وهم لا يعلمون بأننا حينما نسميها شريعة (القرن السابع) فذلك لأننا (بالحق) وعن طريق العلم والمعرفة، نريد أن نبرأ شريعة (العدل) وتلك هى شريعة الله لأن من أسمائه (العادل)، ونحن نعلم أن كثير من فقه تلك الشريعة أعنى شريعة (القرن السابع) يحيك فى نفس الكثيرين حتى من بين الأسلامويين القريبين منهم فكريا، لأنها تحرض على القتل وعلى تحصيل الجزية وعلى السبى ونكاح ما ملكت الأيمان، لا ينفيها الا جاهل وتلك كلها ممارسات ما عادت مقبولة فى عالم اليوم وفى عصر دولة (المواطنة).
من زاوية أخرى معلوم فى التاريخ الأسلامى أن النفاق لم يكن معروفا فى (مكة)، حيث كان الناس اما على اسلام صراح أو كفر صراح، وذلك حينما نزلت الرسالة الأصلية وقرآن الأصول (فذكر أنما انت مذكر لست عليهم بمسيطر)، حيث كان من حق الشخص أن يؤمن أو يكفر وأن يعلن كفره صراحة، والرسول (صلى الله عليه وسلم) وعلى جلالة قدره، كان الأمر الألهى الموجه اليه أن (يذكر) الناس فقط لا أن (يسيطر) عليهم .. لكن ومع فرض شريعة (القرن السابع) بدأ يدب النفاق فى جسد المجتمع ويكثر عدد المنافقين، ففى ذلك الوقت كان عليك أن تؤمن اما طوعا أو كرها واذا لم تفعل اما أن تقتل أو تدفع الجزية عن يد وأنت صاغر.
كذلك حينما أعلن مشروع الأنقاذ فى صورته (النهائيه) القبيحة واللئيمة والمدمرة بتاريخ 30 يونيو 1989، بدأ معه ظهور (النفاق) بشكل سافر فى المجتمع السودانى، ووصل الأمر درجة من (العفونة) أن يصبح (المنافقون) لهم مكانة وينالون تقديرا وأحتراما من الدولة ومن بعض ضعاف النفوس فى المجتمع، لأنهم يزينون الباطل ويزيفون الحقائق ويجنون من وراء ذلك العمل اموالا طائلة تصنع لهم تلك المكانة، طالما اصبحت العبارة السائدة فى أى مجال (الكاش بقلل النقاش).
تصادمت هذه الثقافة (العفنة) مع ثقافة نشأنا عليها ، اجيالنا على زمن الطفولة الناضجه والشباب الباكر تعلمت مبادئ الدين فى المنازل من الأباء والأمهات والأقارب، بالصورة التى لا تجعلك تتحول فى يوم من الأيام الى متطرف وكاره للأخر حيث (لكم دينكم ولى دين) هى المرجعية، ليس بالضرورة فى مجال الدين وحده.
تعلمنا أن الدين لله والوطن للجميع، وأن حب الأوطان دين وأن الأديان السماوية هى الأسلام والمسيحية واليهودية، وذلك لا يمنع أن يكون للآخرين معتقداتهم الأخرى – بل كان من حقهم الا يكن لهم دين – يعنى المجتمع السودانى فى ذلك الآوان كان مشابه لما كان عليه الحال فى (مكه) وكان يقيم بينا ونتعامل معهم فى مساواة ومحبة معتنقى تلك الأديان الأخرى (يهودية) و(مسيحية) بدأ يتناقص عدد الطائفة الأولى بعد حرب 67 التى سميت (بالنكسة) أما الطائفة الثانية فقد أستمرت فى مكانها ولم يتناقص عددها الا بعد سبتمبر 1983 وتزائدت هجرتهم وتركهم للسودان بأعداد كثيفة متجهين الى استراليا ومصر وكندا وأنجلترا بعد يونيو 1989.
فى ذلك الزمن ما كنا نعرف معنى كلمة (ارهاب) أو فى الحقيقة لم نسمع بها .. فهل بدأ (الأسلام) مع الأنقاذ أو مع ظهور (القاعدة) و(الدواعش) وكان غائبا طيلة تلك الفترة وتحديدا بعد زوال عرش (بنى أمية) الأقرب لثقافة عبدة الشيطان مع استثناءات قليلة تكاد تنحصر فى حاكم واحد لا أكثر؟
فى الحقيقة كنا نسمع من خلال الأباء والأقارب قيم ومعانى رفيعة ومختلفة شرحوا لنا مبادئ الدين والعبادات والمعاملات بصورة عفوية وفى شكل قصص، حكوا لنا عن كيف كان النبى (صلى الله عليه وسلم) كريما ومتسامحا، وكيف كان له جار يهودى يرمى له بالأوساخ فى بيته وعلى رأسه اذا كان ساجدا يصلى، فحينما توقف (اليهودى) عن ذلك الفعل لعدد من الأيام ذهب وتفقده، وخشى ان يكون قد حدث له مكروه وفعلا وجده مريضا، الان (عبدة الشيطان) هؤلاء (الدواعش) يقتلون الآخر من خلال أسمه، وربما كان مسلما، لأن جهلهم وغباءهم يصور لهم أن المسلم لابد أن يكون اسمه عمر أو على أو حمزة، وهم لا يعلمون بأن اؤلئك كانت اسمائهم هى ذاتها التى ينادون بها فى الجاهلية ولم يستبدلونها باسماء أخرى.
حدثونا عن الأديان الواجب احترامها مثل الأسلام تماما وعن الأنبياء والرسل الواجبة معرفتهم وعن الكتب السماوية الواجب الأعتراف بها مثل القرآن ووقتها لم يقل لنا أى واحد منهم ان تلك الكتب محرفة أو مزورة أو انها تحتوى على (اسرائيليات) كما يدعى السلفيون وأشباههم – وهم فى غالبهم انصاف متعلمين وأشباه مثقفين - لأنه لم يكن فى يد أى واحد منهم نسخة لذلك الكتاب الذى يقال عنه (مزور) أو (محرف) حتى يرفض النسخة التى يؤمن بها معتنق تلك الديانة وهى فى آخر الأمر ديانته ومعتنقه ومن حقه أن يؤمن به بالطريقة التى يراها، مثلما نؤمن نحن (بقرآننا) والبعض من المتشددين فى الديانات الأخرى يطعن فى بعض آياته، وذلك لن يجعل المسلم يترك يترك كتابه أو ينصرف عنه، اضافة الى ذلك فالكذب والأنتصار للحق بالباطل لم تكن تعرفه المجتمعات السودانية.
سمعنا عن قصة شخص بسيط لدرجة صدقه لقبوه (مصداقية)، قيل أن أحدهم اخذ منه دينا ولم يعده له وأنكره، ولم يكن لديه اثبات، فقال له محام، سوف اعيد لك مبلغك، على شرط الا تسألنى كيف افعل ذلك، وفعلا تقدم المحامى بشكوى لمحكمة (العمد) وأتى بشاهد زور، شهد بأن (مصداقية) يطلب ذلك المتهم مبلغا وقدره كذا وكان حاضرا حينما استلم المبلغ، وفى اللحظة التى كاد فيها القاضى أن يحكم لصالح (مصداقية) وقف وقال للقاضى ( نعم يا مولانا اقسم بالله لدى دين على هذا الشخص، لكن الشاهد هذا كاذب، حيث لم يكن موجودا حينما سلمته له)!
وخسر مصداقية قضيته لكنه لم يخسر نفسه.
أنظر ماذا فعلت الأنقاذ بنا الآن وقد ذكرت من قبل انها لم تبدأ بيوم 30 يونيو 1989 – المشؤوم - وأنما ترسخت وتجذرت فى المجتمع ثقافتها اللئيمه والقبيحة بصورة أعمق بعد ذلك التاريخ مباشرة، حتى أن الأنقلاب نفسه الذى فعل كل ذلك بدأ (بكذبه) فى الحقيقه هما كذبتين، مل الناس من سماع تفاصيلهما.
من الدعوات المحببه عندى والتى استمعت اليها من لسان الشهيدالأستاذ/ محمود محمد طه : " اللهم اجعل بيت فلان أو بيت آل فلان بيت دين ودنيا".
للأسف (الأنقاذ) أفقدت الناس دينهم ودنياهم .. وتواصل الكذب والقبح واللؤم والنفاق وتفشت تلك الخصال حتى حلت مكان الصدق والشرف والأمانة، حيث اصبح (الرئيس) ونظامه لا يقربون الا كل خنوع أو مأجور وارزقى أو منافق من الأحزاب والحركات، والقصد معروف هو شق وحدة تلك الكيانات وأضعافها حتى تصل للدرجة التى تقبل فيها بالفتات وحتى يبقى (النظام) مرددا انها كيانات ضعيفه غير قادرة على أحداث (التغيير) وغير قادرة على حكم البلاد وأن يستمر من بعده (جوقة) المطبلاتية والمنهزمين نفسيا فى ترديد نفس الأسطوانة المشروخة، مسبتدرين حديثهم بنفى من أى انتماء لما يسمى (بالمؤتمر الوطنى).
تفاصيل المرحلة كلها معلومة ومرصودة وموثقة، ولا داع لتكرارها خاصة مع تطور التكنولوجيا ودور قوى تلعبه مواقع التواصل الأجتماعى، وأن كانت الأضافة ضرورية فهى التى أتناول فيها الأحداث التى أدت الى هجرة عدد من ابناء المسوؤلين فى النظام والى جانبهم ابناء الأغنياء ميسورى الأحوال الى كهوف (الدواعش) فى سوريا تحديدا لا تدرى هل كان محفزهم لذلك (النكاح) أم من أجل (جهاده)، والجهاد الحقيقى موجود بالقرب منهم بل أقرب اليهم من حبل (الوتين) وهو داخل وطنهم ضد نظام فاسد ولئيم وقبيح ومنافق، غبش وعيهم حتى جعلهم يلتمسون (الجهاد) بعيدا عنهم فى (سوريا) مع أنهم لو ارادوا الفلاح والمجد والخلود لتحركوا مع رفاقهم من شباب وطلاب لتخليص الوطن من النظام الذى جعلهم مثل الصم البكم العميان.
وحتى لا يذهب سوء الظن بعيدا باصحاب الظن السئ، (فالنكاح) فى الفقه الأسلامى يعنى الزواج، وهذه أكثر آية تؤكد ذلك ويحفظها الأسلامويون عن ظهر قلب: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا).
وهنا لا أقرر امرا وأنما اطرح روؤس أسئلة، هل كان السبب فى سفر اؤلئك الشباب ومعهم الفتيات من أجل ذلك النكاح الذى سمعوا به خاصة وجميعهم فى سن المراهقه؟
أم هل كان السبب محاولة منهم للدخول فى مغامرة جديدة غير محسوبة العواقب، وتلك سمات المجتمع (الغربى) الذى عاشوا فيه جزء من طفولتهم، بدون أن يتجانسوا مع ذلك المجتمع أو يتفاعلوا معه، حيث حصلوا على جنسيات تلك الدول لكنهم فى ذات الوقت لا يشعرون بمودة نحوه أو بانتماء حقيقى اليه اضافة الى شعور يشاركهم فيه اقرانهم من تلك الدول المتمثل فى شكل (الحياة) المادى المصنوع، اضافة الى خواء (فكرى)، وهذا ما يجعلهم أقرب (للدواعش) لأنهم كذلك مثلهم يعانون من خواء (فكرى) أوصلهم للحالة التى لا يرون الدين فيهاالا فى القتل وسفك الدماء وقطع للرؤوس، وذلك كله يؤدى الى رغبة فى (انتحار) - حسن - أى مثل البدعة (الحسنة) لا يوصف بأنه كفر؟
ام ياترى السبب فى تحفيزهم لتلك الهجرة، جهات غرست فى عقولهم أدبيات ذلك الفكر المتطرف المنحرف مع وعد بالشهادة ودخول الجنة، اذا قتلوا، لا أدرى اذا كان الشباب يوعدون بنساء حور فى الجنه فما هو الوعد الذى اغرى الفتيات، هل اولاد حور فى الدنيا بالطبع عن طريق (النكاح) الشرعى؟
ام ياترى السبب فى ذلك يعود الى (اكل) الحرام الذى اتاحته (الأنقاذ) لكل منتسيبيها بل لكل صاحب مال أو (علم) طالما لم يقف أمام مسيرته رافعا يديه مكبرا ثلاث مرات بتلك الطريقة المعروفه الخاليه من أى احساس فى القلب، فى حقيقة الأمر (الأنقاذ) اصبحت مثل كل الأنظمة من هذا النوع التى لا جذور لها فى المجتمعات لابد لها من أن تتحالف مع راس المال الفاسد حتى لو كان قادتها جميعهم قد اتوا من أسر فقيرة ومتواضعة، سرعان ما يتنكرون لتلك البئية ويصبح همهم جمع المال بكل السبل والحصول على جنسيات أجنبية، كما تلاحظ على غالبية من هاجروا (للدواعش) أنهم يحملون جوزات سفر بريطانية وكندية وأمريكيه .. واباءهم يلعنون تلك الدول (كذبا) صباحا ومساءا ويرفضون أن يحكم السودان بنفس النمط المتوفر فى تلك الدول والذى يتحقق فيه قدر عال من الحرية والديمقراطية والعدالة الأجتماعية مع انهم ادوا قسم الولاء لتلك الدول التى لا تميز الناس فيها أجانب أو مقيمين بسبب دينهم أو جنسهم أو فكرهم طالما عبروا عنه بطريقة سلمية.
تلك الأسباب كلها واردة لكن الكيل بمعيارين و(النفاق) الحقيقى يتضح من لهفة ولهث المتحدث الرسمى بأسم وزارة الخارجية للحاق ببنته قبل أن تغادر تركيا وتدخل فى (وكر) الدواعش، لماذا لم يسأل نفسه، الم يروج النظام منذ انقلابه على الديمقراطية فى 30 يونيو 1989 لهذه الثقافه الجهادية المحرضة للهجرة الى هذا الفكر الأرهابى المتطرف، اذا كان داخل البلد أو خارجها ومن قبل هاجر الكثيرون الى افغانستان؟ هل باستطاعة اى أب لا يعمل كمتحدث رسمى لوزارة خارجية النظام أن يسارع ويبحث عن ابنه أو بنته فى سوريا كما فعل وأن يسمح له بمشاهدة كاميرات مراقبة مطار الخرطوم؟
الم يجند (النظام) ابناء البسطاء لمعسكرات الخدمة (الوطنية) والدفاع الشعبى وفى كثير من الأحيان كانوا يحملون فى اللوارى مباشرة من الشارع الى معسكرات التدريب السريع لأرسالهم من بعد لمحاربة اخوانهم فى الجنوب ثم دارفور، اليس لهم امهات وأباء وأخوان وأخوات، وهل سمحوا لأحدهم بأن يعيد ابنه من تلك المعسكرات؟ الم يسمع ذلك الناطق الرسمى بأسم وزارة الخارجية بمعسكر العيلفون الذى قتل فيه أكثر من 100 صبى رميا بالرصاص أو غرقا فى نهر النيل، بعد أن هربوا من المعسكر لقضاء العيد بين اهلهم، والشخص المسوؤل عن تلك (المذبحة) موجود داخل أروقة النظام ، يوما هو سفير ويوما آخر هو وزير، ومنظمات حقوق الأنسان قد رصدت تلك الجريمة التى تنتظر معاقبة من ارتكبها مثل المحكمة الجنائية تماما.
لو كنت مكان ذلك المتحدث الرسمى وفى كل الحالات، أعاد بنته فى يده أم عادت اليه لاحقا بعد فترة من نفسها تجر فى يدها طفلا من (نكاح الجهاد) – الشرعى - لتركت كل شئ ولأرتديت جلابية (دراويش) مرقعة، أدعو الله ما تبقى لى من عمر أن يغفر لى خطأ الأشتراك مع هذه الجماعة القبيحة اللئيمة المنافقة، واستغفر مرة أخرى لما فعلوه بأبناء البسطاء والغلابة، واستغفر مرة ثالثة للتغيير السالب الذى أحدثوه فى المجتمع السودانى المتسامح حتى جعلوا بعض ابنائه يدمنون الخبث والمكر وسوء الأدب، لا يفهمون معنى الحياد وقيمته، وأن تقف مع الحق اينما كان لا يعنى حينما ترفض قتل الشيعة فى مصر بتلك الطريقة البشعة أو أن ترفض استتابتهم فى السودان فذلك يعنى أنك شيعى، ولا يعنى رفضك واستنكارك لقتل رجل مقعد فى جماعة (حماس) مهما كان سلوكها فذلك يعنى أنك مؤيد لسياسات (حماس) أو أنك منتم لها، فالعيب الوحيد والقبح الذى لا قبح بعده هو الأنتماء الى تنظيم (الأخوان المسلمين) أو من يشاركونهم فى السوء والظلامية والتخلف وهم (السلفيين)، الذين لا يفهمون معنى الآيه التى تتحدث عن الحياد أو (الأستقامة) كما وردت فى الآية التى قال عنها الرسول (صلى الله عليه وسلم) شيبتنى (هود وأخواتها) وهو يقصد (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)، وفى هذا الجانب قال (الصوفية) بحق: (الأستقامة خير من الف كرامة).
تاج السر حسين – [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.