مؤسف أن تجد نفسك فاقد لأقل مقومات الحياة من الدولة أو هكذا حال أولائك المرضى في مدينة شندي الذين فقدوا أبسط مقومات العلاج وهي توفير ماكينة غسيل للكلى مخصصة لمرضى الفشل الكلوي المصابين بفايروس الكبد الوبائي، فباتو يتنقلون مابين عطبرة والخرطوم لحجز كرسي للعلاج، بالرغم من توافر وحدة كاملة بمستشفى المك نمر إلا أن عناية المستشفى تعجز حتى عن تحويل ماكنة لصالح أولائك أو شراءها بالتعاون مع ديوان الزكاة أو وحدة الصحة داخل المحلية أو الإتصال بوزارة الصحة الولائية المشرفة على المستشفيات بصورة مباشرة أو غير مباشرة وفضلت أن يكتفوا بالمعاناة رغم أنهم هم ذات المرضى الذين يستغلون تلك الماكينات فهجروها لإصابتهم بالفايروس. محاولات كثيرة يقوم بها الناشط في مجال الفشل الكلوي وعضو مرضى زارعي الكلى سفيان احمد الصادق في السعي لتوفير ماكينات من خلال علاقاته وحراكه داخل المدينة، سفيان ذهب لأكثر من مسؤول بالمحلية حتى وصل للمعتمد إلا أن المعتمد صدق إليهم بعض المبالغ التي لايمكن أن تتكفل بالترحيل لمدينة عطبرة لتلقي الغسلات التي وفرتها مستشفى عطبرة دعك من اللقاحات التي تقدر بمبلغ 2500 جنيه وهي لقاحات من فايروس الكبد الوبائي يتم إعطاءها المرضى الغير مصابين وقاية من المرض. لكن الأدهى والأمر هو أن ذات المبالغ التي تم تصديقها من المعتمد لم يتم صرفها بحجة أن المحلية بكامل عتادها ومرافقها التي بلغت كل المدينة وديواناتها لا تستطيع توفير المبلغ الذي لا يتعدى 2000 فقط الفين جنيه، المرضى الى هذه اللحظة يعانون وسيظلوا يعانون في ظل غياب الولاية في المقام الأول عن مشكلتهم وكذلك المحلية، الخيرين في المنطقة وذوي النخوة جمعوا مبالغ مالية لتكاليف الترحيل لكن هذا لا يعني بأنهم سيظلون في حال تبرع دائمة لتوفير تلك المبالغ المرهقة والتي لا يستطيع المرضى مجابهتها في ظل إستمرارية الغسيل الذي يدوم طويلا. رسالة إلى والي الولاية وإلي وزير الصحة الإتحادية وكذلك الولائية بأن يلتفتوا إلى تلك القضية المهمة والتي إن لم تعالج بصورة سريعة سيفقد أكثر من تسعة مرضى حياتهم وهم يتسولون مابين عطبرة والخرطوم فقط لعدم توفر ماكينة لمرضى الكبد الوبائي المصابين بالفشل الكلوي، ورسالة أخرى للناشطين والمهتمين بمرضى الفشل داخل السودان وخارجه بأن ينظروا لحال أولائك المرضى الذين لا هم لهم سوى أن يجدوا حقهم في الحياة عبر أقل ما يجب أن توفره الدولة وهو ماكينات لعلاج أولائك المرضى ومجانيته لتلك الشريحة التي تعاني وستظل تعاني في ظل تجاهل متعمد رغم التطرق الكثير على هذه القضية . الرأي العام [email protected]