من الاخبار ما يدفعك الى تحسس وطنك بشكل لا ارادي ، خبران، يفعلا بي ذلك تماماً وانا اطالع العناوين:(الصحة: سنسحب تراخيص اي مؤسسة لا تبلغ عن الأمراض الوبائية)..(الخارجية تكشف عن جهود لاستعادة الشباب من داعش)، وريثما استعيد توازني ارجو كريم تفضلكم قراءة ما وراء العنوان لكليهما..وبتشريح العنوان الأول نخلص الى تنصل الصحة من دورها محملة آخرين باثامها أو تماماً كمن يرتكب جرماً ويدس أدواته وسط مقتنيات غيره وهذا ما ترمي اليه الصحة إن توافر فيها ما افترضنا من ذكاء وبالتوغل في متن الخبر نكتشف بان المسألة لاتعدو سوى نقص في الكوادر الصحية تعاني منه الصحة وهي في نقصها يمنعها حياؤها من الإقرار فتعلل على طريقة (اطفال حقبة الانقاذ): يا ابوي عزو عضته نملة وانا داير حلاوة من الدكان. وفي رأيي ان الطفل شقيق عزو والصحة سيان لولا فارق العمر فقط .. وبعيداً عن المقاربة دعونا نتساءل في براءة الطفل ..أي طفل وليس بالضرورة (عزو) اذ لا يخلو من مكر سياسي وانتهازية سافرة ..دعونا نطلق سراح المسكوت عنه من استفهامات حول دور وزارة الصحة الاتحادية باداراتها المختلفة، ويلينا منها ذات الصلة بموضوعنا (ادارة الطب الوقائي، وادارة صحة البيئة)، وهناك الادارة العامة للبحوث والدراسات والادارة العامة لتقنية المعلومات والاتصالات والادارة العامة لمكافحة الامراض الوراثية والمزمنة والادارة العامة للاحصاء والمعلومات والادارة العامة للأمن والسلامة..الخ وكل هذه المسميات تظل مجرد لافتات وشواهد لاداراتها وهي فى كمونها وبياتها ولا تخرج إلا لماماً وفق مقتضيات المؤتمرات والاحتفالات لتعبر عن حضورها (السريري) مرتدية شعاراتها وبوستراتها وعروضها عبر شاشات (البروجيكتر)، وكلما يصلح غطاءاً ل(فول سوداني بقيمة (3) آلاف جنيه، وتمر بقيمة (5) آلاف جنيه، أما (الثلج) فقيمته تفوق العشر جنيهات "لكثرة كساريه"، وقس على ذلك بكل المؤسسات باداراتها وشعاراتها وهيلماناتها بلا دور واضح يذكر لها وتلك ماساتنا ..ماساة وطن يطالعنا في الشعار، بينما يحتجب حين نتحسسه. اليس من الغرائب ان تغيب الصحة عن الفعل الصحي، وترخي ازرعها الرقابية والاحصائية فتعجز بذلك عن قتل باعوضة او ذبابة ما (وان يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه)، ثم تتهدد الآخرين وتتوعدهم بسحب التراخيص حال عدم قيامهم بالتبليغ عن أمراض وبائية هي من صميم مسؤولياتها ودوائرها المهنية (يالله الصحة دي غيروها) !..ولطرفة صاحب الدكان حضور بالمناسبة وهو في محاولته المستميتة لرد (الغنماية) عن مضغ البصل المفروش امام الدكان بغرض التجفيف والرجل في صياحه: "تك..تك..تك"، بينما "الغنماية" ماضية في مضغها فتساءل من حيرته :(ياربي تك دي غيروها ؟)!، أما الشق الآخر مما يدفعك لتحسس وطنك لا ارادياً أمام أخبار( الهرم المقلوب) ومحاولة المؤسسات لتبادل الأدوار مع جمهورها فهو خبر (الخارجية تكشف عن جهود لاستعادة الشباب من داعش)، والخارجية في جهودها المقدرة فات عليها اوربما تعمدت غض الطرف عن كشف أسباب خروج الشباب ولعلها عولت على فرحتنا بجهودها ومساعيها للاستعادة المرتقبة وبحسن النوايا افترضت فينا الغفلة بفعل الفرحة، ولكن هيهات فحيلتها اهون من حيلة الطالب الذي جلس لإمتحان مادة التاريخ مطمئناً وبحوزته (بخرة) عن سياسة بسمارك الداخلية فلم تلجمه مفاجأة ورود سياسة بسمارك الخارجية فكتب يقول: للحديث عن سياسة بسمارك الخارجية لا بد أولاً من الحديث عن سياسته الداخلية، ومن ثم افرغ بخرته على كراسة الاجابة، فالخارجية لم تحدثنا عن اسباب الخروج وعن وطن طارد للشباب لا يوفر لهم تعليماً، وإن فعل لا يضمن لهم سوقاً للعمل كما لا يوفر للشباب احلاماً مشروعة تجد حيزا من التنفيذ، وطن مستلب ومغتصب من قبل مرضى السلطة واعداء الحب والخير والجمال ممن يعملون على تدمير الشباب .. يقودونهم الى التهلكة بتوفير كل ما يفضي إليه الإحباط والتوهان وغربة الذات، توفر لهم المخدرات بانواعها عبر الحاويات التي ترد البلاد نهاراً جهاراً بالمناسبة( آخر أخبار حاوية الحبوب المخدرة القبضوها في بورتسودان شنو؟.. اكيد طلعت مجرد حبوب تسمين)، وتغرقهم عنوة في الحسيات والمغيبات؛ وتوفر لهم إدمان الجنس والمخدرات والفشل، فلماذا لا يفضلون الانضمام الى داعش أو حتى الشيطان وهو رجيم لا يقود الشباب الى ابعد من حيث انتهيتم بهم، ثم تبشروننا بجهودكم لاستعادتهم فمن انتم سوى دواعش الداخل, فلم لا تعلنوا لنا عن تحوطات تمنع وتضمن عدم خروجهم مرة اخرى وسط ما يعاني الشباب من فراغ روحي وحدكم من انتجه وذج الصبية والصبايا في متونه فلماذا لايخرجون !... [email protected]