*حاجتنا للاهتمام بما يجري في العالم من حولنا لاتقل عن حاجتنا للاهتمام بما يجري في الساحة السودانية‘ خاصة وأن العالم تقلص جغرافياً وإنسانياً وأصبح الإنسان العالمي حقيقة ماثلة في الوجود الكوني. *هذه المقدمة الممعنة في النظرية كان لابد منها لتقديم كتاب الباحث المفكر الكاتب والإعلامي السوداني عوض الكريم موسى" ثورة عالمية أو نهاية العالم" الذي يبشر فيه بثورة فكرية عالمية لمواجهة الأخطار البيئية والنووية والإنسانية التي تهدد مستقبل البشرية في ظل سطوة النظام الرأسمالي في العالم. *الباب الأول من الكتاب أسهب في الحديث عن الأخطار العالمية الماثلة والمتفاقمة وقدم رؤيته الناقدة للرأسمالية والديمقراطية اللبرالية‘ وقال أنهما أصبحا يحكمان العالم في غير وقتهما‘ وأن العالم الان في حاجة إلى ثورة فكرية عالمية لدرء المخاطر التي باتت تهدد النشرية جمعاء. *يخلص عوض الكريم موسى إلى أن الرأسمالية لم تعد تلبي حاجة البشرية للعدالة والسلام ويشير إلى الدعوة التي تبلورت وسط مجموعة البركس BRICS وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا لقيام نظام إقتصادي دولي أكثر عدلاً وتوازناً‘ وهي دعوة تبشر بفتح الطريق امام نظام إقتصادي جديد تتحقق فيه الحرية الإقتصادية والعدالة الإجتماعية. * يتضمن الكتاب دعوة لتبني إعلان عالمي جديد لحقوق الإنسان يطور الإعلان العالمي الحالي بحيث يستوعب طاقات الإنسان وحاجاته الجديدة‘ ويحقق النظام الإقتصادي العالمي المتكافئ والتنمية العالمية التوازنة ‘ والنظام العالمي الثقافي الديمقراطي‘ والنظام الأمني العالمي منزوع السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل وخال من الإرهاب. *دعا عوض الكريم موسى إلى ضرورة ربطالتقدم العلمي والتقني بالدين في إطار معرفي شامل لخلق التوازن المطلوب بين المتغيرات الإقتصادية والسياسية والمتغيرات الثقافية والإجتماعية‘ وأوضح ان قوانين التطور الإلهية هي التي تسير الكون والحياة إلى الغايات الصاعدة. *يخلص الكاتب في الفصل الثالث إلى أن النهج القراني يستوعب العلم الحديث وعلوم المستقبل‘ و‘ العلم القراني يرتفع بالإنسان من حالة الحيوانية والعدوانية في السلوك إلى رحاب الرضا والمصالحة مع البيئة والطبيعة الإنسانية. *يحدثنا الكاتب بعد ذلك عن الرحمة النبوية التي جاءت للعالمين كافة مصداقاً لقوله تعالى في محكم تنزيله" وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين" صدق الله العظيم‘ هذه الرحمة الإلهية جاءت لترفع عن الشعوب أغلال الإستغلال الملكي إيذانا بنهاية عهد الملوك وبداية عهد الشعوب. *الباب الرابع من الكتاب يركز الحديث عن خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم" كلمة السر لحضارة المستقبل"‘ الحضارة الإنسانية القادمة التي توظف العلم والتكنولوجيا لخدمة الإنسان ‘ سلامه وأمنه ورفاهيته ولإقامة العلاقات الدولية على أساس السلام المستدام والعدل الشامل. *رمضان كريم [email protected]