في وعد أشبه بخطرفة السُكارى أطلق الرئيس لسانه الكذوب ، بعد لحظات من أدائه اليمين وتعهده بأن يكون مخلصاً وصادقاً ، بكذبة أضحكت كل الدنيا حيث تعهد بخمس سنوات من الرخاء والهناء وفر لها هو وحكومته 330 مليار دولار بعد أن باع في الهواء ثمانية آلاف طن من الذهب مطمورة في جوف صحاري السودان الواسعة مازال يحلم بها الحالمون منذ عهد محمد علي باشا وجُرِّدت من أجلها الجيوش وحُرق من أجلها الباشوات. جاءنا هذا ( الخِرطي ) كما يقول السعوديون يحدثنا في سكرته بالتنصيب عن ثمانية آلاف طن من الذهب المكتشف عبر التخريط الجيولوجي سيضع يده عليها ويحقق بها الرفاه لنا !!! أما كان الأجدى بك أيها الخِرطي أن تحدثنا عن شركة ارياب للتعدين التي بدأت العمل كمشروع تعاوني مشترك بين حكومة السودان في عهد الصادق المهدي والحكومة الفرنسية في عام 1986 ، ثم تحول المشروع الي شركة في عام 1991 تمتلك حكومة السودان فيها نسبة 56٪ ، وتعتبر أكبر شركة لتعدين خام الذهب بالسودان حيث بدأت إنتاجها التجاري في نفس العام وقامت بالتصدير في عام 1992. هذه الشركة بعائداتها الضخمة أنقذت فرنسا من الإنهيار والكساد الإقتصادي في وقت ضربت فيه الأزمة المالية كل أنحاء العالم ، فأين ذهبت عائدات السودان التي تبلغ 56٪ متفوقة على نصيب فرنسا بستة في المائة ؟ لماذا لم تظهر تلك العائدات في مصادر تمويل الميزانية لتحقق الرفاهية لشعب السودان الذي تعده الآن برخاء بذهب في باطن الأرض ؟ والآن تخرجون بارياب من الشراكة الفرنسية لتدخلوا بها في شراكة مع الإمارات العربية ، ولن تحققوا شيئاً !!! لقد أديت هذا اليمين كاذباً كما عهدناك وأنا أقسم لك يميناً صادقاً مغلظاً لو أنّ النهرين الأزرق والأبيض تدفقا ذهباً من منبعيهما ومعهما كل روافدهما من تُمَت الي عطبرة ثم حولنا مصب النيل الي صحراء وعتامير السودان لنخزِّن فيها ذلك الذهب المتدفق لتحققوا لنا به تلك الرفاهية المزعومة لفشلتم ولتنازعتم في الغنيمة لأنّ جوفك وأجواف من معك لا يملؤها الا التراب !!! هل استمعت الي حديث نائبك الأول السابق بعد شهر من خطاب التنصيب الذي وعدت فيه بالرخاء ، يخرج علينا مبشرا بالسنين العجاف قائلا ان نظامكم لن يستطيع توفير قفة الملاح لا في خمس سنين ولا خمسين سنة ؟ ليؤكد بذلك القول كذب وعودك وادعاءاتك التي أطلقتها في غمرة الفرح بالتنصيب !!! هل تحدث اليك نائبك السابق في هذا الموضوع قبل أن ينشره على الملأ أم هدف الي مفاجأتك به ليوجه لك ضربة قاسية بعد تأكده من فرارك من شرك الجنائية في جنوب أفريقيا وعودتك الي الخرطوم سالما ؟ ومن أحاديث السكارى حديثك عن الزراعة ووعودك الفارغة بأن نكون مخزون العرب الاستراتيجي وسلة غذاء العالم !!! الزراعة التي لم تخصص لها الا 1٪ من ميزانية الدولة التي يذهب جُلُّها للأمن والدعم السريع والقطاع السيادي ، لتظل قطاعات حيوية لا تتحقق رفاهية الأمم والشعوب الا بها مثل التعليم والصحة والزراعة ، في ذيل اهتماماتك لأنّك عاشق حروب وكلما أطفأ الله ناراً للحرب أنت موقدها ، أشعلت حربين !!! هنيئاً لك بحروبك المستعرة في كل أرجاء الوطن ، في دار فور وجنوب كردفان والنيل الأزرق فلن يكون مصيرك أفضل من مصير قرطاجة وبقية الأمم العاشقة للحروب والمتعطشة للدماء ، وسينعتك التاريخ بدراكولا أفريقيا !!! الحشد الذي جاءك مهنئاً بالتنصيب ليس فيه وجه تُسعد رؤياه الاّ وجه فاطمة فال ، ذلك الباغم النضر ، حفظ الله تلك النخلة الموريتانية البارعة القوام التي جاءت تتهادى من بلاد شنقيط ، من كل عين لامَّة ومن عين عبد الله الأزرق وقصائد غزله الفاضح التي كانت سبباً في الإطاحة بالسيدة الناها بنت مكناس من منصب وزير الخارجية الموريتانية ، فهل يكون حفل تنصيبكم سبباً في الإطاحة بفاطمة فال من منصب وزير الخارجية الموريتانية !!! هذا الحشد الذي جاء مهنئا قد استمع مع أهل السودان الي تلك الأكاذيب وضحك أفراده حتى بانت نواجزهم وسيعودون لنا بعد خمس سنوات ليتغنوا معنا باغنية أبو داؤود أو تذكرين صغيرتي أو لا تذكرين الخمسة الأعوام قد مرت ولا زال الحنين !!! Mahdi Zain [email protected]