رفدت بريدي الالكتروني وهاتفي الجوال عشرات الرسائل من اهل الخير عقب مقالي السابق بعنوان (30سنة مأساة ) ، الرسائل لم يكتف مرسلوها بطلب تفاصيل عن الحالة الانسانية التي تطرقت لها وانما ترك كل منهم رقم هاتفه للتواصل معه وتسليم مساهمته المالية والعينية للاسرة . الاسرة نفسها والتي تطرقت لظروفها المادية السيئة ووجود ثلاثة اشقاء معاقين دفعة واحدة فيها وما يحملونه من اعاقة عقلية وجسدية ، تلك الاسرة نفسها ظلت تستقبل زيارات اهل الخير بترحاب وود وابتسامة ، تطل من عيون المعاقين قبل الاصحاء . عقب كتابة مقالي السابق زرتهم على مرتين لتوصيل فاعلي خير للمنزل مباشرة. وفي كل مرة كنت اجد في المنزل ما يرسل اشارة طيبة مفادها أن الدنيا بخير وأن هناك من زارهم. وبذلك يضرب الشعب السوداني الصبور المكافح المناضل الكريم الشهم العطوف الذي يؤثر على نفسه رغم ما به من خصاصة ؛ يضرب مثلا في التسابق لفعل الخير رجالا ونساء داخل السودان وخارجه ، بتلقائية وحماس وانفعال وعفوية تؤكد أن مساعدة الآخرين جزء اصيل في جيناتنا كسودانيين لم تنل منها انواء الحياة ولا تقلبات الاقتصاد ولا فساد الساسة وامراض المجتمع. وقد حاولنا من خلال المبادرات التي وصلت الى الاسرة أن نرصد قائمة بمتطلباتهم ، ونحن نضع نصب اعيننا القاعدة الذهبية التي تقول "لا تعطني سمكا بل علمني كيف اصطاد". وكان الهدف الاول ايجاد منزل ارضي بحالة افضل قبل أن ينهار عليهم ذلك المنزل الذي يقطنون فيه مع اول (مطرة) ، وشراء غسالة ملابس وشراء عدد واحد كرسي متحرك به (نونية) وعدد واحد سرير طبي لشقيقهم المشلول منعا لحدوث تقرحات له ، وتوفير مواد تموينية ومواد نظافة ومطهرات والاتفاق مع بعض الاطباء لمتابعة حالتهم الصحية وايضا توفير مصدر دخل دائم للأسرة. فأما المنزل فجار البحث مع عدد من السماسرة لإيجاد منزل في منطقة السجانة او الديوم وقد تكفل عدد من اهل الخير بدفع مقدم 6شهور . ايضا قامت موظفة في احدى شركات الاتصالات بالتكفل بقيمة السرير الطبي وفاعل خير بالغسالة ، اما الصابون ومواد التنظيف الاخرى فقد تكفلت احدى مصانع الصابون بتلبية احتياجات الاسرة من الصابون وبالجملة . ايضا طبيب كبير طرح مساعدة شقيقهم ماديا وايجاد فرصة عمل له كما قام اكثر من فاعل خير بإرسال مواد تموينية ومساعدات عينية للاسرة. الآن تم جمع مبلغ عشرة ملايين ننتظر أن يتم استكمالها لشراء ركشة حتى تصبح مصدر دخل ثابت للأسرة يعمل عليها الشقيق المعافى . خارج السور:- قامت وزيرة الرعاية الاجتماعية بزيارة الاسرة سابقا وتبرعت لهم بعدد (أربعة سراير) ..؟؟؟ لا تعليق غير أن نقول ( تمخض الجبل فولد فأرا). لا عزاء لك سيدتي وزيرة الرعاية الاجتماعية ...ولا عزاء لديوان زكاتكم اذا كان غاية مساهمتك (أسرة ) لا تسد رمقا ولا تستر حالا إن الله غني عنك وعن وزارتك والشعب السوداني قادر على اعانة ودعم بعضه البعض وتقديم السند والعون لليتامى والفقراء والمعاقين . سؤال أخير :- اين برنامج الراعي والرعية؟؟؟ ام حتى هذا البرنامج فيه خيار وفقوس ومحاباة وتفضيل لحالات على حساب أخرى. الآن ديوان الزكاة ووزارة الرعاية يمتنعان...؟؟ والسودانيون يستجيبون ﻷنهم سودانيون . اذا" من أين أتى هؤلاء..؟؟!! نقلا عن السوداني