بسم الله الرحمن الرحيم في سلسلة من المقالات التي تم نشرها من قبل,بينا فيها الارضية التي كانت منطلقا لحركة تنقلات المعلمين بولاية جنوب كردفان ولا سيما في هذا العام الدراسي 2015م -2016م,كما أوضحنا الكيفية التي تمت بها ومبلغ الضرر الذي سيلحق بالعمل والعامل,فالعملية بعلاتها هي مجرد جزء من كل. الكل هنا هو جملة السياسات التعليمية الواقعية المتبعة ذات المردود والناتج التعليمي غير الجيد والأكثر تخلفا خلال الاعوام الماضية,بالرغم من إرتفاع نسبة النجاح والتحصيل التي سمعناها؛كما في نتيجة مرحلة الاساس الاخيرة,التي كانت, فعلا معتل الاول والاخر. ويمكننا أن نعدد هذه السياسات على النحو الاتي:- سياسة التنقلات والموازنات من حيث عدد المعلمين والتخصص من ناحية, مقابل عدد التلاميذ من ناحية اخرى,والبيئة المدرسية,وعدم كفاية التدريب, وسياسة فرض وتحصيل الرسوم في ظل قرار جمهوري بمجانية التعليم والعائد منها(شنو؟), وسياسة التركيز على التحصيل الأكاديمي وتجاهل الجانب التربوي والقيمي,وسياسة تكليف إدارات مدرسية على اساس الولاء وإسقاط الكفاءة والدرجة الوظيفية وإن علت,وسياسة التعاون مع النقابات المجازية المتامرة على المعلمين. هذه السياسات جميعها؛كالخمر, ضررها على التلميذ اكبر من نفعها, وكل منها يمثل مادة لمقال سنفرد له صفحة كاملة, إن شاء الله,علها تسهم هي في التقويم والعودة الى الصواب. عود إلى مواصلة موضوع تنقلات المعلمين لهذا العام الدراسي 2015م-2016م,حيث بررت وزارة التربية التعليم فعلتها هذه بوجود نقص في عدد المعلمين نسبته 12% تقريبا,مع وجود تفاوت في العجز في بعض المدارس بالمحليات,فالوزارة ارادت بذلك أن تساوي الجميع في النقص على حد زعمها ,بمعني إنها أرادت أن "تستدين بالعجز" كما يقول أهل الإقتصاد,ولكن فات على المخطط شيئان مهمان وهما:- 1عنصر الإستدامة. 2 توزيع العجز سيتحول إلى عجز اكبر. عنصر الإستدامة هو البعد المفقود في هذه التنقلات,بينما طابعها العام هو الإنتقام وتصفية الحساب.فأي تخطيط لم يراع فيه عنصرالإستمرارية مصيره الفشل, ولا يعدو كونه تدبيرا يحمل عناصرفناءه. فنقل المعلم من محلية إلى اخري كان ينبغي أن تسبقه مراجعة للائحة التي تركز على الإستمرارية من خلال الرغبة والموافقة والظروف السكنية وغيرها من الضوابط.وأبلغ دليل هو عدم مقدرة بعض المعلمين على الإستمرار في العمل بعد التنفيذ,ما يعرضهم على حافة الفصل من الخدمة وخاصة ذووا التخصصات العلمية بالمرحلة الثانوية,أليست هذه خسارة لأبناءنا وتعطيل للطموح(المساق) العلمي الذي كاد أن يتلاشى تماما؟ أما عملية توزيع العجز بين المحليات فهذه عملية أشبه بمن يصب كوبا من مركب السكر في برميل من الماء! هل نذوق للسكر طعما أو أثرا بعد إذابته في برميل من الماء؟ فمن هنا نتوجه بالسؤوال - ما هي الإغراءات والإمتيازات التي قدمتها الوزارة لإستقطاب معلمين وتعينهم؟ وماهو الإجراء العملي لزيادة عدد المعلمين وزيادة دافعيتهم؟ أليست الوزارة هي المسؤولة؟ وبالمناسبة, لن يتحقق ناتج تعليمي جيد ما لم تتوفر الدافعية للمعلم والتلميذ على حد سواء,أي أن الدافعية من مطلوبات العملية التعليمية وليس للتلميذ فقط وهذا معلوم ! إذاً لماذا العناد؟ بنظري أن غلبة الهوى والغرض هما العاملان المسيطران على عقلية المسؤوليين التي وضحت من خلال عملية تنقلات المعلمين في هذا العام,وكذا السياسات الواقعية المشار إليها, فأي سياسات يتم تبنيها وهي بعيدة عن العلميَة والعقلانية وإحترام المهنية,ستترتب عليها مفاسد كثيرة؛ درءها مقدما على منافعها. وسنواصل. حامد يعقوب 1772015م [email protected]