وتكسرت الساريه وسقطت رايه رفرفت فى سماء مدينه كسلا لعقود من الزمان . ترمز للحريه والعدل ومبدأ سياده القانون , وكان دأبها البحث عن الحق والحقيقه فى دروب مهنه القانون الشاقه والعصيه ,وفى صباح اول ايام عيد الفطر خرجت مدينه كسلا تودع ابنها الذى بذل مهجته وحريته ووقته وصحته فى سبيل رفعه مدينه كسلا , رحل الاستاذ المرحوم هاشم عبد الله الامين المحامى مبكيا عليه بكاء الثكالى واليتامى , فقد بكاه الرجال قبل ان تبكيه النساء , وما امر بكاء الرجال ,عندما تنتحب وتهطل الدموع مدراره لفراق رجل عرفته المدينه دانيها وقاصيها .ولم نكن نبكى الموت يومها ولكننا بكينا الفراق , بكينا المثل العليا التى تهاوت وبكينا القمه التى انهارت , و خرج اهل كسلا وسلطتها التنفيذيه وزملاء الراحل وابناءه من المحامين لوداعه . فقد كان عليه الرحمه من قاده العمل القانونى والسياسى بالمدينه و من قاده العمل الطوعى ومنظمات العمل المدنى . تخرج المرحوم من كليه القانون بجامعه الخرطوم بمرتبه الشرف عام 68 والتحق فور تخرجه بالهيئه القضائيه و تدرج فى سلك القضاء حتى تسنم درجه قاضى محكمه الاستئناف, ثم استقال فى اوائل الثمانينات ليقود العمل السياسى ومنظمات المجتمع المدنى بمدينه كسلا . كان شجاعا غيورا على اهل كسلا يهتم لقضاياهم العامه . حرياتهم الاساسيه , وكم تبنى القضايا العامه التى تمس حياه المواطن فى معاشه وسكناه .وكم رايناه يصول ويجول فى ردهات المحاكم دفاعا عن الضعفاء والفقراء وذوى الحاجات الخاصه .كان لا يتردد ابدا فى الجهر بصوته امام عنف السلطه ابان فتره حكم مايو . كان يقيم الندوات ويكشف فيها الفساد لا يهاب اعتقالا ولا تهديدا, ولا وعد او وعيد , حتى اصبح قدوه لزملائه وتلامذته فى مهنه المحاماه . وفوق هذا وذاك كان موسوعه قانونيه يحمل عقلا جبارا عبقريا . فقد كنا نلجأ اليه عند استعصاء الامور , فكان كالبدر فى الليله الظلماء.ما استشرناه فى امر من الامور القانونيه الا وكان رايا سديدا وحجه دامغه لا تقبل اثبات العكس , فكان لنا الدليل العام لمهنه القانون بكسلا . وسوف تظل كسلا تذكر هاشم عبد الله الامين المحامى . سوف تظل تذكر صراعه من اجل الحق, ومن اجل كسلا لتظل كسلا وفيه صادقه كما كانت على مر العصور رحم الله الاستاذ الراحل هاشم عبد الله الامين بقدر ما قدم للسودان عامه وكسلا بصفه خاصه ,فهى المدينه التى راى فيها النور ثم ضمه ثراها , وانا للله وانا اليه راجعون . عبد الله احمد خير السيد المحامى / كسلا [email protected]