مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    ماذا بعد انتخاب رئيس تشاد؟    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    500 عربة قتالية بجنودها علي مشارف الفاشر لدحر عصابات التمرد.. أكثر من 100 من المكونات القبلية والعشائرية تواثقت    مبعوث أمريكا إلى السودان: سنستخدم العقوبات بنظام " أسلوب في صندوق كبير"    قيادي بالمؤتمر الشعبي يعلّق على"اتّفاق جوبا" ويحذّر    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصادق وعقدة تضخيم الذات
نشر في الراكوبة يوم 28 - 07 - 2015


اقتباس
أن الصادق المهدي، رئيس وزراء السودان الأسبق وزعيم حزب الأمة القومي كان قد حظي بالدراسة في جامعة اكسفورد البريطانية، كما ورد اسمه في تقرير بريطاني يشير إلى صلاحية ذاك الطفل (12 عاما وقتها) ليكون الحاكم المستقبلي للسودان.
ويكشف المهدي في الحلقة الأولى من سلسلة شهادته لبرنامج "شاهد على العصر" عن خلفية هذا الترشيح البريطاني له ، وعن تفاصيل أخرى تتعلق بنشأته وطفولته وتعليمه.
ويقول إن غريهام طوماس، وكان من حزب العمال البريطاني وصديق جده ووالده التقى به في الخرطوم وهو صغير السن-أي المهدي- وأثار معه نقاشا سياسيا، قام بعده بكتابة تقرير إلى السكرتير العام الإداري البريطاني في الخرطوم جاء فيه " ينبغي أن لا تستمر الإدارة البريطانية في البحث عن القائد المستقبلي للسودان.. فهو هذا الطفل"، في إشارة إلى المهدي.
ويضيف أنه علم بأمر هذا التقرير عندما كبر، وأن طوماس نشر هذه المعلومات في كتاب
نهاية اقتباس
السودانيون يتمتعون بطيبة الفلاح او البدوي البسيط . ويميلون لتبسيط الامور بطريقة ساذجة . من كان يحكم الامبراطورية البريطانية ، كانت منظومة ضخمة . وهنالك شد وجذب وتناطح بين الوزارات والمنظمات . وكانت الدولة تحكم عن طريق نظام ديمقراطي . وللجميع خلفياتهم وايديولجياتهم المختلفة . والسودان لم يكن مستعمرة بريطانية . بل كان تحت الادارة البريطانية . وكان السودان تابعا لوزارة الخارجية البريطانية ، وليس وزارة المستعمرات . وكتب البريطانيون عشرات الكتب اغلبها يشيد بالسودانيين . وبلغت مرحلة الحب والاعجاب في بعضها . فالبريطاني بشر في نهاية الامر له شعور انساني قد يكون نبيلا او لئيما .
لقد ضحت المخابرات البريطانية بغردون وتأخرت في انقاذه . وارادوا ان يجعلوا منه بطلا قوميا وقديسا . والحقيقة ان شخصية غردون ، مع اختلافنا معه، كانت اسطورية . لقد رفض مبلغ العشرة الف التي كان يتقاضاها صمويل بيكر كحاكم عام للسودان واكتفي بمبلغ 2 الف . وكان يسافر حتي بدون حرس . وناصر المسحوقين وكانت له صناديق للشكاوي في كل مركز . وحارب الرق بجسارة . وكان في امكانه ان يهرب بالباخرة التي كانت مجهزة امام القصر . وواجه قتلته بشجاعة وثبات . ورفض ترك الآخرين لمصيرهم . واراد البريطانيون ان يستفيدوا من موته لفرض سيطرتهم علي السودان بعد ان سيطروا علي مصر . وموت غردون كان بمثابة قميص عثمان .
السير لي استاك كان مصابا بالسرطان . ولم يتبقي له الكثير لكي يعش . وعرض نفسه عن وعي للاغتيال في القاهرة لخدمة الامبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس . وفرضت علي مصر الغرامة والاستسلام وترك السودان . والاخيرة نعمة نشكر عليها الانجليز . فالاستعمار المصري عاد للسودان في مايو بواسطة القوميين العرب وحلفائهم الشيوعيين . وتلك احدي المحن السودانية . عندما يتحالف حزب اممي مع حزي قومي شبه فاشي لتقويض نظام ديمقراطي اعرج . ولا يزال المصريون يبلطجون علي السودان ويحتقرون السودانيين في العلن . ويقتلون الجنود السودانيين في حلايب ويحتلونها ويحتلون شمال حلفا التي اغرقوها بعد سيطرتهم علي نظام عبود بالانقلاب داخل الانقلاب بقيادة شنان ومحي الدين احمد عبد الله . وهذه اشيا تجعل كل سوداني شريف يخجل من انتسابة للسودان اليوم ، خاصة بعد خضوع البشير لمصر وجبنه .
من الممكن جدا ان قريهام توماس قد قال ما قال بسبب شخصية الصادق المميزة منذ طفولته. وقد يكون السبب ان المستر توماس قد قال هذا كنوع من المجاملة لوالد الصادق وجده في احدي زياراته. ولكن القرار هو قرار الحكومة الموجودة في ذلك الوقت . والاشتراكيون بعد الحرب العالمية التانية سيطروا علي الحكم في بريطانيا . وطردوا تشيرشل الذي قاد الامبراطورية في ايام الحرب العصيبة . وشعار الاشتراكيين كان ان من من يصلح للحرب ليس من المفروض ان يكون صالحا للسلم . واللبرالية والاشتراكية كانت تطل برأسها بقوة في كل العالم . والاقطاعية والطائفية والاستعباد كانت من اكثر الاشياء التي حاربهاحكام بريطانيا الجدد . وليس من المعقول ان ينادي البريطانيون بعد الحرب بسيطرة الطائفية .
نعم لقد استعان البريطانيون بالطائفية في بداية حكمهم ممثلة في شخص علي الميرغني والهندي لكسر شوكة الانصار ، او لتحجيمهم علي اقل تقدير . الا انهم بعد حوادث 1924 وموت البريطانيين في شوارع الخرطزم تغيرت السياسة . واحطضن البريطانيون السيد عبد الرحمن . واعطوه لقب سير الذي حرموه منه في البداية . واعطوة عقودات ضخمة واراضي شاسعة . وصار اقوي واغني رجل في السودان .
لقد قلنا ونقول اليوم وغدا ان الاستقلال قد فرضته الظروف الموضوعية في السودان . فلقد تقرر قبل نهاية الحرب ان المستعمرات ستحظي بالاستقلال . والسودان لم يكن من المستعمرات . بل تحت الادارة البريطانية . ولم يكن هنالك استعمارا استيطانيا مثل كينيا والجزائر . وكل الموظفين البريطانيين كانوا 700 موظف فقط . ولم يكن مسموحا للاجاني بامتلاك الارض .
بعد اتفاقية 1936 بين مصر وبريطانيا . ذهب بابكر بدري الي مكتب السكرتير الاداري السير قلين الذي كان اقوي رجل في السودان وبمثابة رئيس الوزراء . وفي صفحة 46 في الجزء الثالث من كتاب تاريخ حياتي . ان السكرتير الاداري بعد هجوم بابكر بدري ومشاكساته مع الانجليز كعادته . والتي بسببها حرم من زيارة قصر الحاكم العام كأحد كبار السودانيين . ,, قال لي ما الذي تطلبه للسودان ؟ قلت اطلب للسودان حفظ الجنسية وحفظ الاطيان . فقال ان الاطيان منذ 1907 قد حفظناها لكم الم تري ان الاجانب الذين سبق ان اشتروا اراضي بجزيرة توتي وفي الجزيرة الكبري لم تسجل لهم وانك من سكان رفاعة وقد حرمتك الحكومة مشتري اراضي في الجزيرة فهذا برهان علي حفظ الاطيان من كل اجنبي بالسودان اما الجنسية فهي موقوفة علي استمساككم بها وليس للحكومة دخل فيها فاقتنعت بقوله وخرجت .
الانجليز حافظوا علي اراضي السودان . والانقاذ تتصدق باراضي السودان ذي لقيمات القاضي في الصدقة . والجواز السوداني في يد من هب ودب . والبعض من لم تطأ اقدامه السودان . اعطتهم الانقاذ الجوازات الدبلوماسية والخاصة . المحن السودانية .
لقد احب بعض البريطانيين السودان بطريقة مبالغة وكما اورد اخي الاكبر واستاذي هلال زاهر سرور الساداتي انهم كانوا في رحلة الي بورسودان وكان فنان القعدات هو البريطاني الاستاذ هوبسن . واحد المفتشين البريطانيين كان يكتب الدوبيت السوداني متأثرا بالبطانة . وبذل البريطانيون جهدا خارقا لحماية السودانيين من المصريين . ولم يكن البريطانيون يعاملون المصريين بالاحترام الذي مارسوه مع السودانيين .
في صفحة 60 يقول بابكر بدري .......في هذه السنة قدمت لجنة مؤتمر الخريجين وكان رئيسها ابراهيم افندي احمد . .. واضيف انا شوقي ان العم ابراهيم احمد هو من اقطاب حزب الامة ووالد المناضلة سعاد ابراهيم احمد الرحمة للجميع .. مذكرة للحكومة بواسطة السكرتير الاداري طالبة فيها من الحكومة المصرية البريطانية . منح السودانيين حق تقرير المصير بناء علي ما جاء في مادة من مواد ميثاق الاطلنطي المنعقد بين الرئيس روزفلت والمستر تشيرشل .
وفي مؤتمر يالطا علي البحر الاسود بين ستالين وروزفلت وتشيرشل قرر اعطاء المستعمرات حريتها . وكان هذا في 1944 والحرب علي وشك الانتهاء . والغرض من الاستعمار هو ايجاد اسواق للدول الصناعية ودول منتجة للمواد الخام . فلم يكن في امكان الانجليز زراعة المطاط والقطن والكاكاو في لانكشير ، وخلق مشترين للبضائع الصناعية . فافريقيا القديمة لم تكن تشتري المذياع والدراجة واالسيارة . ولكن بعد الحرب كان من الارخص اعطاء المستعمرات حريتها السياسية ، ومواصلة خضوعها الاقتصادي كما هو حاصل اليوم . وكاذب من يقول انه اتي للسودان بالاستقلال , فحزب الامة كان يريد ان ينصب السيد عبد الرحمن ملكا علي السودا . والحزب الوطني الاتحادي تكون في منزل محمد نجيب المولود في السودان لام امدرمانية . وكان هذا في القاهرة في اكتوبر 1952 بعد الاطاحة بالملك فاروق بانقلاب لم يشترك فيه جمال عبد الناصر لانه لم تكن عنده قوات لانه كان في العريش . والحزب الاتحادي تكون من الاشقاء وحزب والدي النيل ومجموعات اخري مدفوعة بالخوف من سيطرة الانصار علي البلاد . والاتحادي كان يدعوا لاستقلال السودان تحت التاج المصري ..ذي فول بالزيت بدون زيت .
في صفحة 74 يقول بابكر بدري في ديسمبر سنة 47 قال لي المستر كمنز السكرتير القضلئي ,, تعادل وزير العدل اليوم ,, بحضور المستر ماكلقان ..... بعد خمسة عشر سنة السودانيون يستلمون مقاليد امورهم حتي وظيفتي . واليوم بعد سبعة سنوات من كلامنا اراد الله ان يستلم السودان مقاليد اموره كما شاء . المحن السودانية اننا نصنع الاصنام ونقنع انفسنا بانهم قد انتزعوا الاستقلال وهزموا البريطانيين . الانجليز الذين حكموا السودان كانوا من الاوكسبريدج او خريجي اكسفورد وكيمبريدج . وكانوت من خريجي علم الاجناس والتاريخ والجغرافيا والعلوم السياسية والانسانية . تعلموا اللهجة السودانية وتعلقوا بالسودان والسودانيين . ولم يكونوا من موظفي المستعمرات المتعجرفين . وكانت تصلهم نشرات دورية ,, اقرأ واحرق ,, وكانوا يطالبونهم بأحترام السوداني وتركه في حاله ويستشيرون كبار السودانيين ويبدون لهم الاحترام الصادق .
ويقول بابكر بدري في 23 ... 9 دعوت المستر لي المعروف بالشيخ لي والمستر اوين شايا بمنزلي وفي اثناء الانس دخلنا في السياسة فقلت لهم يا انجليز حكومة السودان انتم ترون الوعي الفكري في السودان جميعه والمطالبة بالحكم الذاتي فأخبرونا بعد كم سنة تمنحونا اياه فقال المستر لي ردا علي نحن ندخل في حكم الله ؟ فقال مستر ل اوين بحدة واذا لم نعطكم وعدا بذالك فما انتم صانعون ؟ فوقفت من الكرسي ورفعت يدي وقلت اذا نقول شئ لله يا فاروق مستغيثين به . فضحك الاثنان ومالا الي الوراء حتي خشيت ان يقعا علي ظهريهما ثم انتقلنا للأنس البرئ من السياسة . نرجو ملاحظة ان البريطانيين كانا من الاكاديميين ويتقنان العربية واللهجة السودانية . ويعلمان ان شئ لله يا حسن هو ما يرددة الختمية وبابكر بدري انصاري وفاروق قد عين نفسه ملكا علي مصر والسودان .
عندما زار بابكر بدري المستر اوين في مكتبه قال لبابكر بدري ان الامر لن ينعدل وتاتي نهاية الحزبية والطائفية الا بموت السيد علي والسيد عبد الرحمن . فبلغ بابكر بدري السيد عبد الرحمن بالكلام . واصر محمد الخليفة شريف الذي كان متشنجا علي محاسبة المستر اوين . ولام المستر اوين بابكر بدري لانه كان يقدم نصيحة لصديق . فقال له بابكر بدري ,, هل اذا اخبرتك بشئ ، الن تخبر السكرتير الاداري؟ وعندما كان الرد بنعم . قال بابكر بدري ان موقعه من السيد عبد الرحمن مثل موقع المستر اوين من السكرتير الاداري . فقال البريطاني انه يتفهم موقف بابكر بدري ويعذرة . وهذه هي المعقولية التي نفتقدها نحن كشعب سوداني وكحكام .
عندما كان بابكر بدري مدعوا لزواج االمستر اوين . ويقول في صفحة 67 ,, جاءني السير روبرتسون السكرتير الاداري لحكومة السودان الذي لم يسبق لي ان تكلمت معه ومشيت معه وبادرني بقوله .... ان المستر لونق اخبرني انك غاضب بخصوص تأخر ابراهيم بدري بالجنوب اتختار انت يا شيخ بابكر نقله من الجنوب عن ترقيته به ؟ قلت اختار ترقيته لانها لا تحصل الا منك اما النقل فهذا حقنا انا وهو لان مستخدما يمكث بمكان واحد ، او مديرية واحده عشرين سنة فله الحق في النقل متي شاء والي اين شاء .
ابراهيم بدري هو والدي ،مكث بالجنوب 30 عاما . احب الجنون وكان يعتبر نفسة دينكاويا . واتقن لغة الدينكا ووضع لها الحروف والقواعد وكان يدرسها في كلية غردون. وكان متزوجا منقلا ابنة السلطان عمر مرجان في رمبيك . انا اورد هذا الكلام لتوضيح سهولة التعامل بين الناس والحكام والآخرين في السودان قديما . ولهذا نلوم انفسنا كثيرا اننا وصفنا البريطانيين في السودان بالوحوش . ووضح ان احسن حكومة مرت علي السودان كانت حكومة الادارة البريطانية . واعقل من سير امور العباد في السودان كانوا هم البريطانيين .
بريطانيا بلد مؤسسات وسياستها لا تدار برأي او توصيلت فرد بغض النظر عن اهميته . انها وزارة الخارجية والام آي سكس الذي يمثل السي آي ايه عند الامريكان . والكلمة الاخيرة عند البرلمان . وكل اهل الشأن من وزارة العمل والتجارة والمالية .... الخ ويجب ان لا ننسي السلطة الاولي في بريطانيا هي الاعلام . وللصحافة سيف بتار في بريطانيا . والصادق يعرف كل هذا واكثر من الآخرين ، لماذا يورد هذه الترهات والسخافات . وهو الاعلم بالغربيين . فحفيد الامام ومن صار اماما للمسلمين ، لم يسكن عند اسرته بل درس في مدارس كمبوني التبشيرية في الخرطوم . وكان يسكن في الداخلية في غرفة في الجزء الشرقي ببلكونة . وكان سكن الداخليات يختصر علي ابناء الاقاليم . وذهب الصادق للدراسة في كلية فكتوريا في مصر . ثم ذهب للدراسة في بريطانيا . ولهذا لم يكن له رفقاء واصدقاء سودانيين مثل الآخرين . ولم يتعرف علي نبض الشارع السوداني .
السكرتير الاداري الذي رفعت له التوصية المزعومة لم يكن اكثر من موظف في حكومة بريطانيا قد يكون هنالك الملايين من امثاله . ولن يعتبر رايه في طفل افريقي الا من الطرف والنكات . كل بريطانيا وصحفها كانت ستسخر من توصية السكرتير الاداري . وقد يرسلونه الي مستشفي المجانين .
السكرتير الاداري نيوبولد كان يعشق السودان . خدم السودان بتفاني واجهد نفسه في ايام الحرب لدرجة انه مات من الارهاق . واتت ابنته لزيارة السودان . وتحدثت عن حب والدها للسودان والسودانيين . وزكر بابكر بدري انه كان في زيارة نيوبولد وناقشه في سياسة الدولة .وبعد نهاية المقابلة نزل نيوبولد السلم مع بابكر بدري وقبل يد بابكر بدري كعادة السودانيين مع كبارهم . انا اورد هذه الاشياء لكي اعطي الجيل الحاضر فكرة قد لا تتوفر لهم عن علاقة البريطانيين مع السودانيين في نهاية حكمهم . والامور لم تكن بالسبهللية التي عكسها الصادق . واضحكت علينا العرب .
في رياض الاطفال كنت اسمع من المدرسات ان احد الاطفال سيكون موظفا مطيعا . وان الآخر سيكون مغامرا . وهنالك من ستكون زوجة مشاكسة ، وآخر سيصير عالما او بروفسيرا . وفي المدارس يتنبأ المدرسون بمستقبل الطلاب ويصيبون كثيرا . ولكن ان يكتب بريطاني عن طفل افريقي في الثانية عشر من عمره ليكون حاكما علي اكبر بلد في افريقيا ، وان تأخذ الامبراطورية بكلامه فهذا شئ يدعو للضحك . وكم من الدول الافريقية الاخري زودت بتوصية او تزكية لاحد اطفالها للحكم ؟؟ ام ان الامر محصور علي السودان المسكين . ام هل بلغ الصادق مرحلة الخرف ؟ وكيف يوصي بريطاني من بلد اقدامه راسخة في الديمقراطية بان يكون حفيد احد زعماء الطائفية حاكما ؟؟ انها المحن السودانية .
ان الامر في السودان بلغ مرحلة القرف . وخجلنا من اننا سودانيون . قبل ايام يقول من عرف بشيخ الجيكس بانه ساعد الهلال في الفوز . وشاهدنا المريدين يقبلون اقدامه في القرن الواحد والعشرين وباسم الدين . هذا المخلوق نسي خالقه وشاركه حكمه . لماذا التعب واستيراد المحترفين والانعام عليهم بالجنسية السودانية ؟ ولماذا يصرف المال والجهد في استقطاب المدربين ؟ اننا يا سادتي قد تعدينا مرحلة الانحطاط .
من المفروض ان يصمت الصادق عن الكلام الذي ذكره . فهذا يعني ان الانجليز كافرون بسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم الا انهم وجدوا ضالتهم في الصادق الذي يصدع رأسنا بادعاءه بأنه امام اسلامي بتزكية مسيحية .انها المحن السودانية . لم نعد نصدق ما نسمع وما نري بأعيننا ، ونتشكك في سلامة عقلنا .
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.