بسم الله الرحمن الرحيم في تقاطع شارع الأسطبلات مع الإشارة الضوئية لمحطة (أبوحمامة) يقف وفي الصباح الباكر وعند منتصف النهار ومع هجير الشمس وعند القيلولة وقبل الغروب رجل المرور (عماد الدين عصام جمعة) ، هذا الرجل يعرف في هذه المنطقة باسم (صديق الأطفال ). عماد رجل يمثل الواحهة المشرقة لشرطة المرور . رأيته أول مرة قبل أكثر من عام وشاهدته آخر مرة يوم أمس ، وفي كل المرات التي ألتقي به تجد ابتسامته مشرقة في وجه الجميع ، يقوم بتنظيم حركة السير بكل ذوق واحترام وروح عالية مما يجعل أصحاب المركبات يمارسون الانضباط في الشارع تلبية لروحه العالية قبل ان يكون إذعانا" لحركة يديه وانصياعا لصافرته. أبرز ما يميز رجل المرور هذا مساعدته للأطفال وكبار السن والمعاقين والمكفوفين في عبور الطريق ، خاصة وأن هذا التقاطع تقع شماله العديد من رياض الاطفال ومدارس الأساس وجنوبه يقع صندوق المعاشيين . لذلك تجد هذا الشرطي طيلة النهار وهو ممسك بكلتا يديه بالأطفال يحاول جاهدا" مساعدتهم في عبور الشارع ؛ لأن إصرار سائقي المركبات علي اقتلاع حقهم في الإضاءة الخضراء يحجب عنهم الرؤية وضرورة إفساح الطريق قليلا" لعبور الأطفال وكبار السن . إن رجل المرور (عماد) المعروف بصديق الأطفال هو في الحقيقة صديق للجميع ويمثل الصورة الذهنية الإيجابية التي ينبغي أن تكون ديدن كل رجال المرور ؛ فالمرور ليس جزاءات وإيصالات وتحصيل نقود لصالح خزينة ولاية الخرطوم أو وزارة الداخلية بل هو سلوك وممارسة وتواصل إيجابي مع أفراد المجتمع . قبل يومين شاهدت نفس الشرطي عماد في زحمة السوق الشعبي الخرطوم ويبدو أنه جوكر لدي المرور يرسلونه في أكثر الأماكن اختناقا" ، وربما يعلمون هم أيضا" أنه رجل يساعد علي فك الاختناقات المرورية ولايساعد علي صناعتها مثل البعض . برة المسطبة التحية أيضا" لكل رجال المرور الذين ظلوا طيلة الشهر الكريم يضربون أروع الأمثال في التفاني والإخلاص والعمل الجاد ، لم يثن عزمهم كثرة الزحام ولا ارتفاع درجة الحرارة ولا ضيق صدر الآخرين . هذه تحية كان لابد منها فنحن لاننتقد من اجل امتهان النقد ولكن من أجل تصحيح المسار نحو طريق أخضر . كل سنة وكل الشعب السوداني بصحة وعافية ، وكل سنة وكل رجال المرور أصحاب الملابس والقلوب البيضاء بصحة وعافية *نقلا عن الوطن [email protected]