يوم الإثنين الذي مضي هذا كنت ضيفاً على برنامج الأستاذ الطاهر حسن التوم "حتى تكتمل الصورة" عبر مداخلة تلفونية ساهمت فيها بالنقاش مع ضيوفه داخل الاستديو السيد أحمد قاسم وزير البنى التحتية بولاية الخرطوم ومدير هيئة مياه الخرطوم وآخرين. في الحقيقة أنني كنت قد وجدت من أثنى لي كثيرًا على الأخ أحمد قاسم باعتباره خبيراً أكاديمياً جيداً في مجاله ولكنني تيقنت أن الرجل وقع باكرًا في الفخ الذي يقع فيه من الوزراء وهم يقعون أسرى لسطوة المعلومات التى يملكها لهم مديرو الهيئات ومديرو الأقسام التي تتبع لوزاراتهم فيضعون الوزير في جيبهم يوجهونه بموجب تلك المعلومات كيف يشاءون. نعم أصبحت لدينا مافيا مؤسسات متمثلة في المديرين العامين وكبار الموظفين يغلقون تلك المؤسسات عليهم ويقدمون مصالحهم الخاصة على حساب المصلحة والخدمة العامة التي تقدمها تلك المؤسسات للمواطنين وأولى خطوات تلك الهيمنة هي السيطرة الكاملة على كل وزير قادم فيضعونه في التراك الذي يريدونه وإلا فإن الوزير إن كان قليل الحيلة فإنه سيعيش غريباً في وزارته إلى أن يخرج منها. يوم أمس ظل السيد الوزير يلجأ الى لغة تبريرية واهنة وهشة وغير مقبولة وهو يسعى لتبسيط المشكلة فيقول إن في الخرطوم أكثر من 2000 حي سكني وإن المشكله القائمة يتأثر بها فقط حوالي خمسين حياً!!! وبعدين؟ ؟ هل يصمت الناس على أزمة خمسين حياً؟؟ لم نسمع بهذا في الأولين ورب القبلتين، الغريب أن ذات الإفادة وبنفس تغليفها هذا قالها السيد الوالي الجديد في رمضان ووضع أن المتنفذين في هيئة المياه هم من يفرون رمال هذا التبرير المخجل ولهذا طلبت من السيد الوزير عدم اللجوء لمنهج تبسيط المشكلات وسألته هل يوجد أحد من مهندسيك البالغ عددهم ثلاثة آلاف يصبر علي عدم صرفه لراتبه أكثر من شهرين؟ كذلك رددت على السيد الوزير وهو يشير الى وجود فاقد في تحصيل فاتورة المياه وأن هنالك أسراً لا تدفع قروش المياه فسألته ومن هو المسؤول عن هذا التقصير يا عزيزي؟ ولماذا تعاقبون المواطن الملتزم بالدفع فتضاعفون له الفاتورة مائة في المائة؟ ثم سألته إلا يتعلل بالتوسع العمراني لأنه يقوم بموجب خطط سكنيه تقوم ضمناً بدراسة وتحصيل رسوم الإمداد المائي مسبقاً ثم سألته هل يستطيع الأخ الوزير أن يقدم لنا تعهدًا قاطعاً بأنه في حال تحقيق تلك الزيادات أن ينهي سيادته بشكل نهائي مشكلة المياه في الولاية حتى لا يأتي وزير من بعده بعد سنتين فيجد الأزمات في مكانها فيقرر ويكرر مضاعفة الفاتورة مرة أخرى ثم سألته من يضمن لنا أن الأموال المتحصلة من الزيادات ستذهب مباشرة الى إنتاج المياه ولن يتم تبديدها في البند الأول رفع مرتبات المديرين وتغيير موديل سياراتهم والرحيل لمبنى جديد مغطى بزجاج البنسون الغالي. الساده الضيوف شربوا كل الماء الذي أمامهم وتركوا أسئلتى عطشى يتخطفها الصدى. الصيحة