قُل لو كان النيل مَداداً للكتابه عن فساد الانقاذ لجف النيل قبل ان يُسطر كل فساد الانقاذ ...... ونواصل فى الخطاب الدينى الذى استخدمته الانقاذ لخًصى عقول السودانين ونتيجه لهذا الخطاب تم حشر بعض المفاهيم المغلوطه فكان الترويج لأكبر فضيحه فكريه على الاسلام وهى مفهوم الطاعه المطلقه للحاكم وتم الترويج لتلك الافكار بأن لايجوز الخروج على الحاكم مادام الحاكم مسلماً ( اطع حاكمك المسلم حتى ولو سرق مالك وجلد ظهرك ) واذكر من تلكم الاحداث وأبان احتجاجات العام 1995 عندما كانت قوى التجمع الوطنى الديقراطى لها نشاط قوى داخل العاصمه القوميه وفى خضم تلك الاحداث كانت هنالك محاضرة دينيه بمسجد المهندسين مربع 29 والمتحدث فيها الشيخ السورى / حسن عشيش وفى تلك المحاضرة وجه حافظ الشيخ الزاكى سؤال للشيخ المتحدث عن ماهيه هذة المظاهرات التى تشهدها الخرطوم فكان رد الشيخ ( يجب علينا ان نطيع الحاكم المسلم وننصحه بالحسنى ولكن لانخرج عليه ابداً) كيف يستقيم الفعل سادتى وهذاالهُراء يرتع بيننا ومنذ متى كان الطغُاه فى بلدى يصرحون بالكفر صراحه فهم امام العامه اكثر الناس ورعاً وخوفاً من الله تعالى . ولم تكن مقوله الدين افيون الشعوب من عدم فاذا تم استخدام الدين بالصورة التى تنزع حقوق المواطنين وتحرمهم من ابسط مقومات حياتهم تحول الدين الى مخدر قوى ضد الانسان والانسانيه باعتبار ان الحقيقه الاساسيه والجوهريه للدين ووجود الرساله الربانيه هى كرامه الانسان ، يقول الله عز وجل فى سورة قريش بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4) وهنا رابط واضح من الله عز وجل من اجل استحقاق ربوبيته بان جعل الاطعام من الجوع والامن من الخوف شرط ينال من خلاله واجب العبوديه . أن اخطر ما ذرعه خطاب الجبهه الاسلاميه القوميه فى فترتها الاولى أبان 90 القرن الماضى هو الفكر الاسلامى الاعوج القائم على القشريات من العموميات من كيفيه لبس المراء والاهتمام بالذقن وعدم تقصيرها والجدل حول حرمه الغناء الى مفهوم الجهاد القائم على المصالح السياسيه كل هذة المفاهيم كان لها الاثر الكبير فى تاسيس مبداء الطاعه المطلقه للحاكم وهذا بدورة يقود الى مرحله استبداد سياسي كامل ، صاحب تلك الفترة والتى نسميها بمرحله الوهن الفكرى صاحبها حرب على كل التنظيمات والاحزاب المدنيه وبالمقابل كان هنالك احتفاء كامل ورسمى بالجماعات الدينيه الاخُرى مثل انصار السنه والاخوان المسلمين والسلفيين وحتى بعض الطرق الصوفيه التى تُهادن النظام وتم استيعاب عدد مقدر منهم فى حكومه النظام بل وفردت لهم مساحات فى الاعلام فكان عصام اجمد البشير وعبدالحى يوسف والحكيم و......... وغيرهم من الدعُاء الذين تقتصر دعوتهم على للدين على امر العبادات واحيانا الثناء على الحكومه وتطبيق شرع الله ولم يتطرقوا الى العمل العام او الحقوق السياسيه او حتى الفتوى فى ماهو معلوم من الدين من بيعه اهل السودان للبشير أو صحه الجهاد فى جنوب السودان وهل اكتملت شروطه الموضوعيه حتى نطلق على من صُرع من الشباب فى جنوب الوطن شهيداً. والتبس الامر على الدعُاء ورجال الدين وفقها السلطان واصبح الكيل بمكيالين والازدواجيه هى السمه السائدة لهم فكانوا يحرضون الجماهير على التظاهر والخروج من اجل فلسطين والصومال والعراق واطفال البوسه والهرسك ويتناسون هَم الوطن واطفال الجنوب وجبال النوبه وانعدم الاحساس بالمواطنه وتعمق الشرخ وكبرات الهاويه بين ابناء الوطن الواحد ولم يصبح شعب السودان مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له ساير الجسد بالسهر والحمى . أن الخطاب الدينى الملوث الذى يستخدمه النظام لم يجد ردة الفعل الفكريه القويه التى تُردة وهو الذى زرع فى العقل الجمعى السودانى ثقافه الطاعه المطلقه والتدجين السمج هذا وهو المسؤل الاول عن حاله الغيبوبه التى يترنح تحتها الشعب السودانى على امتداد 26 عاماً وتمنع والى تاريخه اكتمال اى هبه او ثورة. ولقد ثبت علمياً بأن الخطاب الثيوقراطى وفكر الاسلام السياسي بصورة عامه ومنذ عهد الدوله الامويه هواكثر الافكارالتى تعمل على تدجين العقل البشرى وتخصى الافكار وتمنع الابتكار وتعطل تطور الشعوب وتمنع الاحتجاجات والثورة على الفساد والجبروت ، أن تجربه الاسلام السياسى وخطابه فى السودان لاكبر دليل على فشل كل الموروث لمفكرى الاسلام السياسي فالشاهد انه لاتوجد قواعد فكريه ثابته من خلالها يستمد هؤلا المفكرين طرحهم عن الحقوق السياسيه والمواطنه وكيفيه تداوال السلطه . كان لابد من مواجهه خطاب الجبهه الاسلاميه القوميه والتصدى له وان لايترك ذلك لنفر قليل من المثقفين السودانين وعلى الجميع تقع المسؤليه فى رفع تلك الغشاوة عن اعين الجماهير وفضح النظام وفض خطابه الرجعى كما يجب التمييز بين الاسلام الحقيقى وبين هذا الخطاب المتخلف الذى يستخدمه النظام لتدعيم سلطانه واستبدادة ، لابد من قراءة الاسلام بصورة صحيحه ومعتدله تضمن صيرورة الحياة الانسانيه والتعايش السلمى ونبذ كل الدعاوى والافكار الهدامه والتى تدعو الى التشدد والاستسلام والخنوع والاستكانه . أن معركتنا اليوم فى السودان لها عدة اتجاهات ليست معركه من اجل عودة الحياة السياسيه الديمقراطيه فحسب بل هنالك معركه تطهبر الاسلام من دنس تلك المرتزقه وتجار الدين ، والدعوة الى فهم متحضر قائم على احترام الاخر بعيداً عن تلك الافكار الشاذة على المجتمع السودانى والمنافيه لروح التسامح الصوفى والمسيحى التى اتسمت بها ملامح المجتمع السودانى فلم تكن هنالك شدة ولا غلظه فى قلوب السودانين على بعضهم البعض بالصورة التى نشهدها اليوم . akram .[email protected]