في هذا المقال ساتناول ثلاثة مقترحات قدمها مهندس سوداني مغترب لحل مشكلة المياه بولاية الخرطوم تلك المشكلة التي ظلت تؤرق كل الاسر وتسبب لها مضايقات مستمرة لان الماء هو الحياة وانقطاعه يعني انقطاع الحياة، خصوصاً في ظل المنازل المغلقة ذات التصاميم الحديثة والشقق التي اصبحت الآن تمثل نسبة كبيرة من نسبة المنازل بالعاصمة المثلثة. المقترحات قدمها المهندس المغترب (أحمد الرضي) في برنامج الصالة على قناة الخرطوم الذي يقدمه الاستاذ خالد ساتي، وأوردتها هنا لأنني اقتنعت أنها هي الحل الأمثل والشافي لمشكلة المياه بولاية الخرطوم، لا سيما أن المهندس (أحمد) الآن يدير شبكة مياه مدينة والقرى التابعة لها كاملة بالمملكة العربية السعودية. المقترح الأول وهو الاهم ويتلخص في تحويل محطات انتاج المياه لمناطق جنوبالخرطوم أو جبل أولياء تحديداً، وبهذا نضمن سير المياه مع الطبيعة وليس عكسها كما يحدث الآن، فالمعروف أن كل أرض السودان منحدرة من الجنوب للشمال، فأغلبية المشاكل التي تحدث هذه الايام هي في مناطق جنوبالخرطوم مثل (الشجرة والصحافات وجبرات والكلاكلات وخلافه) وهذا ليس مصادفة بل لان التيار المائي يبلغ أقصى مراحل مصارعته لطبيعة الأرض في هذه المناطق، فليس من الطبيعي ان تسقي الكلاكلة من بحري بأي حال من الأحوال دون المشاكل التي تحدث وتعطل الخدمة، أما تلك المناطق التي تقع شمال محطات انتاج المياه مثل الكدرو والدروشاب وغيرها فهي الاقل مشاكل لان الطبيعة تقف في صفها. المقترح الثاني هو تغير الشبكات لأنها أصبحت قديمة وغير مواكبة لكمية المياه المضخة داخلها، والتي زادت ازدياداً مضطراً بسبب ارتفاع المنتج من المياه لمقابلة التوسع السكاني التي تشهد الخرطوم بصورة يومية. المقترح الثالث هو إدخال ثقافة الخزانات الأرضية بالمنازل وهذه تكاد تكون منعدمة تماماً وغير موجودة بالخرطوم إطلاقاً، فلو أن أي منزل به خزان أرضي يتم ملئه بالمياه، وستنساب المياه داخله بكل ارتياح وبعدها يسحب المواطن المياه من خزانه برافع إلى حيث يريد، وهذه الثقافة في رأيي تتيح لهيئة المياه قفل الإمداد المائي في فترات الآن تظل فيه كل صنابير المياه مغلقة بينما المضخات تضخ المياه في شبكة قديمة ومهترئة مما يؤدي إلى اتلافها وتوقف الخدمة وتسرب مياه كثيرة، وهذه الفترة يمكن ان نحددها في الفترة من الواحدة صباحاً إلى السابعة صباحاً، وتتيح هذه الفترة للهيئة إجراء الصيانات التي تحتاجها الشبكة بصورة لا تضايق المواطن لأنه اساساً سيكون لديه ما يكفيه في خزانه الارضي. المقترحات الواردة هذه أتمنى ان تجد طريقها لجهات الاختصاص وهي تتلمس الحلول الجذرية لمعالجة المشكلة لينعم المواطن بمياه رخيصة وصحية ومستديمة، وتحية قوية للمغتربين السودانيين بمختلف مشاربهم ووظائفهم، والذين ظلوا يضعون البلاد ومشاكلها نصب أعينهم ويحاولون بكل جد واجتهاد تقديم ما يفيد تقدم البلاد في شتى المجالات. منحنيات/عمود للصحفي محمد الننقة [email protected]