الخطاب: هو سلسلة من العبارات/المقولات/المفاهيم، الإشارات/الدوال، التي تصدر عن منتج للخطاب وتستند على/ تستثمر رأس مال رمزي للتعبير عن أيديولوجيا محددة في حلبة الصراع الاجتماعي، ليصل إلى مجال تأثير محدد في البناء الاجتماعي. ومن هذا التعريف، تصبح العناصر الأساسية للخطاب هي: المنتج، رأس المال الرمزي، الأيديولوجيا ومجال التأثير في البناء الاجتماعي. ويمكن القول أن الخطاب هومصطلح لساني يتميز بمنطقه الداخلي وارتباطاته المؤسسية وايدلوجيته الفكرية التي تخاطب مشكلة ما.وبمعنى آخر فان الخطاب عبارة عن نصوص تم الاعتراف بها 'انه كلام أثبت جدارته من خلال التفاف الناس عليه واكتسب راسمال رمزي من خلال سلطة الانشاء والنصوص وأصبح أثراً يرجع اليه الناس.اذاً كل الخطابات التي تتناول الظواهر الكونية سواء المتعلقة بالطبيعة أو ذات الصلة المباشرة بالانسان كالشؤن السياسية والاقتصادية والاجتماعية والايدلوجيات الفكرية والعقائدية،تنبع من منطلقات فكرية ذات صبغة ايدلوجية لطرح حلول عملية أو غيبية لاهوتية لمشكلة ما أو تفسير وتأويل هذه الظواهر وفق المنطلقات الفكرية التي تستند عليها هذه الخطابات.وبنية كل الخطابات هي سلطة النص أو الكلام الانشائي والحقائق الواقعية الموضوعية التي يتناولها الخطاب وكيفية رؤيته لحل هذه الاشكالات، بهذا المعنى يكون النص قوياً وهاماً .أو لا يكون ،يترك اصداء أو يولد تفاعلات أو يكون عديم الاثر خافت الصوت وهذا هو الفرق بين كلام قوي متوهج يتناول الحقائق الموضوعية وفق التركيبة الاجتماعية الموجودة على الارض كمشروع السودان الجديد ، وبين المشروع الحضاري الذي يستند في تبربره للمشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من منطلقات الهية وغيبية لاتمد للواقع الموضوعي بأي صلة. والخطاب باعتباره نصا ما هو الا بناء من الافكار تهدف الى ترسيخ مفاهيم فكربة والعمل بها كقيم الحرية والعدل والمساواة وباعتبار هذه المفاهيم انساق معرفية فانها تختلق خطابها الذاتي الذي يخاطب النفس البشرية عبر اليات الحقيقة الموضوعية والوجود الاجتماعي الذي يحدد الوعي الاجتماعي للفرد البشر ي عبر هذه الانساق والنظم القيمية. فاذا وضعنا انفسنا في مستوى قضية مصوغة ضمن خطاب ما،فان الفصل بين ما هو حقيقي وما هو خاطئ ليس فصلاً اعتباطياً ولا قابل للتعديل .ولكن اذا وضعنا انفسنا في مستوى آخربقصد معرفة ماذا كانت وما هي استمرار ارادة الحقيقة عبر خطاباتنا الموضوعية فات انساق القيم الاخلاقية كالحقيقة قد تبدو قابلة للتعديل لتواكب ظرفاً موضوعياً ما عبر انساق خطاب الوجود الاجتماعي والوعي الاجتماعي. ان الخطاب الحقيقي بالمعنى القوي والقيّم للكلمة .هو الخطاب الذي يحظى من طرفنا والاطراف الاخرى بالاحترام والهيبة ،هو الخطاب الذي يتعين الخضوع له لانه الخطاب الموضوعي السائد وهو الخطاب الذي يطبق العدالة على مستوى القول والفعل ويعطي لكل نصيبه – انه الخطاب الذي يعلن وهو يتنبأ بالمستقبل – لا عما سيقع فقط بل يسهم في تحقيقه ويحمل معه مساهمة الناس ملتحماً مع المصير. [email protected]