ان اعظم نعم الله سبحانه وتعالى على الانسان هى فسحة العمر مع الامل فلا معنى للانسان بدون امل ولا امل بدون حياة فالعمرهو منحة الخالق العظيم لنا جميعا لنستثمرهذه السنوات المعدودة التى يجب ان ننتقى فيها اعمالنا بما ينفعنا..ونستشف من خلالها امالنا ونعبر فيها عن وجودنا كبشر وعبرهذا الزمن تتبلور...افكارنا... انفعالنا .. تفاعلنا...طموحاتنا ....الخ عرض فيلما خياليا بعنوان IN TIME قصة الفيلم تدور حول قرصنة الزمن بيعه وشراءه واحتكاره وسرقته فكل شخص انتهازى لديه الامكانية فى اكتساب المزيد من العمر يعنى عمرك انت وشطارتك كلما تكون فهلوى اصولى حرامى نصاب يمكنك اغتصاب المزيد من سنوات من اعمارالاخرين ليضاف الى رصيدك عمر مديد كما تريد .... اما الفقراء فهم يتسولون الدقائق والثوانى ويعتاشون على فتات اعمار الاغنياء اصحاب الكروش والقروش الذين يمتلكون ارصدة ضخمة من السنوات الزمنية التى يتاجرون فيها وبذلك يسيطرون على كل مفاصل الحياة... فهناك بنوك تسليف زمنى وعمر بالتقسيط وبالعاجل النقدى وعمر عادى وعمر استثمارى ولا خيار فالحياة فى قصة الفيلم IN TIME عبارة عن مقايضة بحتة.. فكل ما سحبت من رصيد العمر تستطيع ان تاكل وتشرب وتستمتع بالحياة (والمامعاهوش رصيد عمر ما يلزموش) كما يقول اولاد بومبا ... ولاتتم صفقة ولابيعة ولاشروة الا ويكون الزمن هو العملة المتداولة..وبين البائع والشارى يفتح الله ... هى فكرة شطح فيها المؤلف اوالمخرج بخياله وفلسفته الخاصة كما يشاء ...قطعا الزمن ليس قيمة تشترى او تباع والحمد لله وذلك الفضل من الله...ولا كان الجماعة الطيبين فى بلدنا رقدوا باقى الناس سلطة اكتر وزادوا الحال برجلة وكان باعوا لينا الهواء واحتكروا الاعمار والماعاجبو يقع البحر.... ولاحول ولاقوة الابالله.... لكن بعيدا عن شطحات الخيال هل الانسان فى وطننا له قيمة فعلية؟ ام انه زايد واحد ناقص واحد...ولا الواقع يقول هناك فقر وحاجة ووهن وانحدار وانتحار واصبح الانسان اقرب ما يكون الى سلعة تباع وتشترى فى سوق النخاسة..... فواقع الحال يقول ن الناس فى السودان سلبت ارادتهم وسرقت اعمارهم وانتقصت امالهم وضاعت طموحاتهم فى حياة احرقتها المعاناة الى اقصى درجة ومازالت مستمرة فى ازدياد من يوم الى اخر .... حتى تلاشت قيمته فى ذاته تماما.... وانحدرت الاخلاقيات فالعوز والحاجة ترتب عليها هذا الانحطاط .... ماهى القيمة الفعلية للانسان السودانى اليوم؟ كم وكيف يدفع السودانى حتى يعيش بما تبقى له من كرامة لمدة يوم واحد اضافي... فقط 24 ساعة ؟؟ لان النظرة حقيقة اصبحت فقط محصورة فى كيفية مواجهة المعايش للوقت الراهن فقط فكم يدفع لقاء ذلك من فرحه المسروق كم يدفع لقاء ذلك من ابتسامته الذابلة كم يدفع لقاء ذلك من طموحاته الهاربة من اماله المبعثرة من احلامه المعطلة .....الخ........ اذا سرقة الاعمار تمارس فى بلادنا حقيقة لا خيال ..بانتقاص وتكسير وهدم الاركان الاساسية للحياة الطبيعية المتوفرة فى كل مكان فى العالم عدا فى السودان دولة لاعدالة ولا امانة ...لاصحة ولا دواء.. لاماء ولاكهرباء... ولاتربية ولا تعليم...لا ادارة ولا تنظيم .الخ....اليست هذه هى سرقة الاعمار بعينها ايها السادة الاحرار ..فالله المستعان [email protected]