جاء الوالي الجديد للجزيرة محمد طاهر ايلا وقد استبشر به الناس في طول الجزيرة وعرضها ولكن يبدو أنه جاء وفي ذهنه كثير من التفاصيل التي أملاها عليه بعض القوم وحينما وصل ايلا أعمل سيفه في رقاب الناس خصوصا موظفي الولاية وكأنه يتهمهم في ذمتهم المالية فقام بإعفاءات فورية حال وصوله وتنقلات وإيقاف بنود الصرف والايجارات ولم يسلم من سيفه حتى المؤقتين المساكين. الشاهد أنّ الموظفين وإن صرفوا حوافز ومكافآت فإنهم يبقون موظفين يدخلون بجدارة في دائرة الفقر فلم تعد الوظيفة مجزية ولم تعد هنالك مخصصات للوظائف التي أصبحت طاردة وجاء ايلا ليطلق عليها رصاصة الرحمة والحال هكذا فالجزيرة موعودة بهجرات وهجران للوظيفة وستبقي الخدمة العامة مرتعا للنساء والرانكرات فلا أظن أصحاب الخبرات سيبقون في مكاتبهم يعملون سخرة تحت إمرة الوالي الحجاج بن يوسف الجديد ايلا. نعم كمواطنين نحن مع تقنين المكافآت لكن ليس ضغط الموظفين بهذا الشكل الطارد وفيهم المؤهلين تأهيلا عاليا من الاطباء والمهندسين والمحاسبين ووصل الأمر بالوالي الجديد أن لا يصرف الموظفين في الجزيرة رواتبهم والاسبوع الأول من أغسطس يمضي نحو نهايته وقد كانت المرتبات تجد طريقها لأصحابها منذ عشرينيات كل شهر. سينجح ايلا في إفقار الخدمة العامة وطرد الكفاءات فلا أظن مؤهلا سيقبل بالعنت والقهر الذي يفرضه ايلا على موظفي الولاية وسط صمت غريب من المجلس التشريعي الذي لا يدافع عن مواطنيه ولا يحرس مؤسسات الدولة. إذا كان السيد ايلا من أغنياء الإنقاذ فليس من حقه أن ينظر للبقية من برجه العاجي وعشرات بل آلاف الموظفين هنا لا يملكون إلا مرتبهم وبضع جنيهات يقبضونها نهاية الشهر يحملونها موز ونص كيلو لحمة لأطفالهم.مع العلم إن إنسان الجزيرة ليس مثل إنسان بورتسودان وتسعين بالمائة من مواطني الولاية وأسرهم يعولها الموظفون الذين يمضي ايلا في طريق إفقارهم وإذلالهم وطردهم من الخدمة عبر التشديد والغهمال وسحب المخصصات الموروثة والمتعارف عليها في أضابير الخدمة المدنية فأين ايلا من الموظفين الذين كانوا يستمتعون ببيت وعربية بعد التخرج في الستينات ومخصصات مغرية تجعلهم يعملون بجد وهمة وليس مثلما يفعل ايلا اليوم من سوء إدارته لموظفيه. الامر يحتاج لوقفة ويبدو أن ايلا يعتبر الموظفين (كلهم حراميه) ولا يستحقون حتي رواتبهم وليعلم الوالي الجديد أنه ليس (بالظلط وحده يحيا الإنسان. [email protected]