لكل حوار لابد من اسباب اي ان هناك اختلاف بين فردين او فريقين او منظومتين فيكون اللجوء للحوار لكي تتقدم الاطراف للامام واجمل حوار سوداني هو الحوار الذي دار بين المستعمر والسياسيين السودانيين فافضى الى اعلان الاستقلال من داخل البرلمان تلاه حوار نميري مع الحركات المسلحة الجنوبية فافضى الى اتفاقية اديس ابابا ثم اتفاق الميرغني قرنق بعد كوكا دام اذن القوى السياسية المستنيرة لديها المقدرة على ادارة الحوار والوصول الى مخرجات ايجابية مع ملاحظة ان كل الحوارات التي تمت لم يكن للاسلاميين اي اسهام فيها والحوار الوحيد الذي كان اسلاميا صرفا هو اتفاق السلام مع قرنق والذي انتهى بفصل الجنوب وكل الحوارات التي تمت خلال ربع قرن من حكم الانقاذ كلها انتهت بالفشل ، وحتى التي تم الاتفاق عليها مع القوى السياسية المختلفة اجهضتها الحكومة بدءا من اتفاق الناصر مرور بعدد هائل من الاتفاقيات انتهاءا باتفاقيات ابرمت مع ابناء دارفور انتهت بدخول مني اركو مناوي الغابة مجددا اذن لماذا اعلن الريس عن حوار ثم تراجع عنه ثم فترة خمول وانتخابات ثم العودة الى الحوار مرة اخرى ولكن بعد منعطف جنوب افريقيا الخطير والتحولات الاقليمية في الشرق الاوسط خاصة في اليمن والقاهرة نجد ان اكثر اللاعبين حماسة للحوار ابتعدوا ( المؤتمر الشعبي) مع ملاحظة اختفاء التصريحات لقيادات الانقاذ التقليدية التي كانت تتسيد الساحة السياسية ربع قرن من الزمان ، وضمور المؤتمر الوطني كحزب حاكم وظهور االقيادات العسكرية بكثافة في المسرح السياسي مع ملاحظة تركيز القيادة على السلام ومحاولة ادخال الحركات المسلحة للحوار كل يوم تؤكد الحكومة ضماناتها للحركات المسلحة كي تشارك في الحوار الوطني . ولكن افعال الحكومة على ارض الواقع تؤكد ان كلامها الاعلامي تنسفه بنفسها . ففي ايام وجود رئيس اللجنة الدولية للصاحافيين تم اعتقال الصحفية شمائل النور وزملاءها من المطار لمجرد انهم شاركوا في سمنار او ندوة او سمها ماشئت وسلاحهم قلم ، وقبلها اصدر احد قضاة النظام حكما بالجلد على سياسيين سلاحهم لسانهم في مخاطبة سلمية وامس تم اختطاف طفل احدى الناشطات النسويات اذا كان هذه ديدن الحكومة في التعامل مع معارضيها المساملمون الذين ارتضوا التعامل بمساحة الحرية الضئيلة الممنوحة لهم فكيف بحملة السلاح؟!! وقد قرانا في كتب المطلعة قصة الراعي والافعى فكيف نصدق الحكومة وهذا اثر فأسها ليس هناك من ضمانات على الاطلاق تعطى ليس لحملة السلاح ولكن لاي معارض لحكومة الفساد فاذا نظرنا لتركيبة 7+7 نجد ان 10 منها احزاب الحكومة . ومازال السؤال المطروح الحوار لماذا؟ حيث ان الاجابة على هذا السؤال تحدد جدوى الحوار فاما الحوار لتغييرات في الدستور مع تراضي كل الاطراف في الساحة السياسية على النظام القائم او حوار اقتصادي مع ثبات الدستور واقتناع كل الاطراف في المجتمع بالوضع القائم وما الحوار الا لمزيد من التقدم الاقتصادي او لحل ضائقة اقتصادية او الحوار لتماتف كل القوى السياسية لصد عدوان خارجي على الوطن او حوار لتصحيح بعض الاخطاء في الممارسة السياسية بين الحزب الحاكم والمعارضة كل هذا في ظل تراضي سياسي ودستور موافق عليه من قبل الشعب بعد استفتاء تم عليه خلاف هذا يكون الحوار بين حكومة غير شرعية ومعارضة ترفض هذه الحكومة عليه نجد انه منذ خطاب الوثبة وحتى الان لا توجد اجندة واضحة للحوار في ظل وجود قوانين مقيدة للحريات وقبضة امنية باطشة ورعب شديد يصيب افراد المجتمع بما يعني استحالة ان تقدم مجموعة معارضة على التحدث بحرية عن مشاكل الوطن مما سبق اعلاه نجد الحوار هذا اكذوبة لمن اراد ان يعيش في الوهم . فاذا كان هناك معارضة فعلية عليها ان تتجه للعمل الفعلي وسط الجماهير لاقتلاع هذا الكابوس الجاثم على انفاس هذا الشعب الفضل [email protected]