500 عربة قتالية بجنودها علي مشارف الفاشر لدحر عصابات التمرد.. أكثر من 100 من المكونات القبلية والعشائرية تواثقت    مبعوث أمريكا إلى السودان: سنستخدم العقوبات بنظام " أسلوب في صندوق كبير"    حمّور زيادة يكتب: من الخرطوم إلى لاهاي    قيادي بالمؤتمر الشعبي يعلّق على"اتّفاق جوبا" ويحذّر    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    تستفيد منها 50 دولة.. أبرز 5 معلومات عن الفيزا الخليجية الموحدة وموعد تطبيقها    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    حادث مروري بمنطقة الشواك يؤدي الي انقلاب عربة قائد كتيبة البراء المصباح أبوزيد    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرسالة 1949انشطة وامسيات وليالى حنتوب الجميلة (1)
نشر في الراكوبة يوم 17 - 08 - 2015

كانت الحياة فى صرح حنتوب التربوى العظيم منذ بداياته فى عام 1946 وظلت وما انفكّت الى ان حان غروبه وافول نجمه فى ابريل 1994 – تفيض كل لحظة بكل ما هوجديد وجاذب-حركة ونشاطا منذ ساعات صباحه الباكروطوال نهارات يومه وامسياته من الرابعة الى العاشرة مساء.كل من كان وما كان فى حنتوب اويقيم على احدى الضفتين الشرقية او الغربية وله صلة بالمكان الطيب لآ بد ان يكون قد نفض النعاس من عينيه مع اول صياح للديكة وتأهب لتقديم ما عليه من التزامات ومستحقات لساكنى الصرح الشامخ الذى يضحى مع اذان الفجرخلية نحل تعمل فى توافق وترابط وتماسك فى نظام دقيق طوال ساعات النهاروالمساء ..دراسة وعلما ..تجاربا وخبرات لاتتوقف داخل حجرات الدراسة وخارجها..فى المعامل وملاعب الرياضة وقاعة الطعام.وعلى المسرح المدرسى الذى يتوسط مبنى الصرح الكبيرجنوب قاعة الامتحانات الكبرى التى (كما اشرنا سابقا)تم استغلالها فى عام 1949(بسبب استضافة ستين طالبا لدراسة السنة الاولى فى حنتوب الى حين انتقالهم الى"عمارتهم"الجديده - مدرسة خورطقت - اعتبارا من يناير 1950 ) لتكون مقرا مؤقتا لطلاب فصلى تالته "ماجلان"(المقبّلين غرب)و اولى"كولمبس"(المقبّلين شرق "قبلة وصباح حنتوب"..ربما وفقا لما اراده كولمبس بالابحارشرقا الى الصين) فوجد نفسه فى"بلادا طيرا عجمى"غرب الكرة الارضيه و"ما كانت معروفه وين.."
ففى تلك الايام الزاهية الجميله وفى تمام الرابعة من بعد ظهيرة السبت من كل اسبوع من الفصل الدراسي الاولى(منتصف يناير) تنطلق مباريات الدورى فى كرة السلّة بين "الكبار(السينيرز) وهم طلاب السنتين الثالثة والرابعة" و"الصغار(الجونيرز)وهم طلاب السنتين الاولى والثانيه" فى كرة القدم لتنعكس المنافسه حال انتهاء الدوره ليتبارى الكبارفى كرة القدم والصغارفى كرة السله..ويتبع ذلك مباشرة المباريات التنافسية على نظام"النوك آوت" (خروج المهزوم)فى مجالى اللعبتين بمشاركة "السينيرز والجونيرز" من كل داخليه كفريق مختلط- كومبايند. وبما ان المنافسة على نظام خروج المهزوم لا تستغرق وقتا طويلا تعقبهأ مباشرة منافسات السباحة والغطس حينما يتدنى مستوى مياه النيل الازرق ليبلغ منتهاه .. ومن ثم تبدأ اشهر العطلة الصيفية فى نهاية شهرمايو لتبدا عمليات صيانة مبانى الصرح العظيم السنوية لتشمل كل ارجائه. ويشهد الفصل الدراسى الثانى فى الاسبوع الاخيرمن شهراغسطس بداية تدريبات العاب القوى عصارى يومى الاحد والثلاثاء وصولا الى المهرجان الختامى للمنافسه بين الداخليات تتبعه المنافسة السنوية بين حنتوب ووادى سيدنا.اما عصريات ايام الاتنين من كل اسبوع فهى مخصصة للتدريب العسكرى(للسنيرزفقط) مع انشطة الجمعيات الى جانب الكشافه وتدريب الفريق الاول لكرة القدم والسله ويترك لغيرالمشاركين فى هذه الانشطه ممارسة اى نشاطات اخرى ولكن بعض الطلاب ينتهزونها فرصة لمراجعة المواد الدراسيه التى سيجلسون للاختبارفيها فى مساء الاربعاء وفق جدول يحدد لكل صف من الصفوف مادة بعينها.اما الفترة المسائية اليوميه فهى مخصصة لأداء الواجبات الدراسية(هوم ويرك) وفق جدول محدد تركيزا لكل مادة من المواد الدراسيه.ويتحتم على كل معلم تسجيل الواجبات اليوميه المراد اداؤها فى سجل الحضوروالغياب لكل فصل ..ويتم عرض هذه السجلآت على المستربراون اسبوعيا للتعرف على مدى مواظبة الطلاب لحضور الحصص وحرصهم على التحصيل الى جانب متابعته مدى اهتمام المعلمين بامرالواجبات الدراسية اليوميه لتحقيق الاهداف التربوية والتعليميه.
اما امسية الاربعاء فقد كانت امسية ممتدة ينتظرها "الحنتوبييون"بكثيرمن المشاعر المختلطه. كثيرون لم يكونوا يحملون كبيرهم لاداء الامتحان الاسبوعى فيؤديه هؤلاء فى غيراكتراث بما يترتب عليه ولعلهم هم من ينحصرتفكيرهم فى العبورالى ودمدنى فى منتصف نهارالخميس ان كانوامن ساكنى الداخليات صاحبة الحق فى الخروج فى عطلة نهاية الاسبوع ولكن الاغلبية العظمى من هواة الرياضة وممارسيها كانواهم من يتطلعون الى مباراة كرة القدم بين"الفيرست اليفين"وبين اى من فرق اندية ودمدنى الكبرى التى كانت تضم المشاهيرمن اللاعبين المشهود لهم بمهاراتهم الكروية والذين كان اداريوالاندية العاصمية فى مقدمتها الهلال والمريخ يتسابقون لأغرائهم للانضمام الى اندية العاصمة عن طريق ايجاد سبل العيش الكريم لهم توظيفا او انتقالا فى المصالح الحكوميه المختلفه وهم يتمنعون فى اباء وشمم مفضلين البقاء فى انديتهم ومدينتهم الآ اذا اضطرت الظروف البعض منهم. كان تيم "الفيرست اليفن" الحنتوبى يضم عددا من يعتبرون ركائزفى فرق اندية ودمدنى ومنهم من كان يشارك فى منازلة الفرق العاصمية الزائرة مدينة ودمدنى.فى مقدمة هؤلاء كان كان جعفرنميرى(كابتن الفريق فى 1949) واحمد على جابر(عليهما الرحمة) بين لاعبى نادى الاتحاد وكان عبدالله الجعلى(كابتن الفيرست اليفن 1950 رحمه الله) فى مقدمة لاعبى نادى الرابطه..الفاتح ساتى (رحمه الله) وسعد الطيب (لاحقا ومتعه الله بالصحة والعافية) فى مقدمة صفوف النادى الاهلى.وبطبيعة الحال كانت حنتوب الجميله قبلة الانظارواحب مكان لكل زائر لودمدنى يمنى النفس برؤيتها ويسعى اداريو ولاعبو تلك الاندية الزائرة منازلة فريقها استكشافا لمهارات لاعبيه الذين ذاع صيتهم وبزغت نجوم نفرمنهم فى الآفاق. فقدعرف اهل ودمدنى والعاصميون من عشاق كرة القدم عددا من لاعبيه افرادا مثلما اشتهرالفريق الحنتوبى كفريق مكتمل ومتجانس بفضل ما كان يتوفرله من امكانات وما يلقاه من اهتمام ورعاية المستربراون الذى كان يحرص كل الحرص على حضورتدريباته عصارى ايام الاثنين تحت اشراف وتدريب استاذ الأجيال هاشم افندى ضيف الله منذ انتقاله الى حنتوب عام1947. كان يتبادل حراسة مرمى فريق "الفيرست اليفن" عوض محمد احمد(الشهيرب عوض القون) وزعيم ألأهلة (فى لاحق من الزمان) الطيب عبدالله(رحمهما الله فى اعلى عليين).خلفهما فى عام 1949صلاح محمد سعيد(العميد فى سلاح البحرية لاحقا) ولكنه آثرمغادرة "الفيرست اليفن"(بيده لا بيد عمرو) بعد اصابة مرماه اربع مرّات من اقدام طلاب وادي سيدنا فى اول لقاء يشارك فيه حارسا لمرمى الفريق فى ذلك العام.كانت اصابتان منهما من قدم حسين بازرعه الشاعرالمرهف. لتؤول حراسة المرمى الى حسين عثمان ابوعفان(لواء الشرطه فى لواحق من الزمان)وانتقل صلاح محمد سعيد الى فريق كرة السله واصبح من ركائزالفريق القويه.عبدالله الجعلى مع حكيم بخيت كانا ظهيري الدفاع اليمين والشمال (الباكات) يشد من ازرهما رئيسا وقائداللفريق"كابتن جعفر نميرى"(السنترهاف-قلب الدفاع) ويقوم باحكام الربط بين الدفاع والهجوم فضل الله حماد اللواء(ق.م. ونائب حاكم اقليم كردفان اباّن فترة مايو "الظافره")مع عبدالرحمن الصومالى اول رئيس جمهورية ارض الصومال(هاف باكات)يتقدمهم فى الهجوم (فراوده) الفاتح ساتى(فورورد يمين)والطيب سيف الدين (فورورد شمال)ويتوسطهما احمد على جابر(قلب هجوم - سنترفورورد..(على ثلاثتهم فيض من رحمة الله) وهو يخترق مدافعى الخصم كالسهم حافى القدمين مشاركا منصورعمر- جناح ايسرالفريق انطلاقه فى سرعتة الخارقه بدون حذاء.ويكمل حسن خليفه (اقصر لاعبى الفريق قامة) الاحدعشر كوكبا فى وظيفة(الوينق اليمين)رغم عدم سماح قانون الكرة فى ذلك الزمان باستبدال اللاعبين اثناء سيرالمباريات التنافسيه حتى عند اصابة اى لاعب من الذين شاركوا فى المباراة من بدايتها ألا ان ذلك كان يمكن تجاوزه فى المباريات الوديه. مباريات الفيرست اليفن مع فرق ودمدنى وفريق مدرسة وادى سيدنا السنوية ¬- بطبيعة الحال - كانت تحظى بمشاركة نفرمن الطلاب فى سبيل اعدادهم ليتبوأوا مواقعهم فى الفريق ألأول للسنوات القادمات.من بين هؤلاء كان طه صالح وبخيت حامد الشهيربود الرئيس(متعهما الله بالصحة والعافيه)الى جانب شرف الدين مصطفى وعبدالله على الشيخ ومحمد عبدالله رمضان وعبدالله عثمان (رحمة الله عليهم فى الفردوس الاعلى) كانت المباريات بين وادى سيدنا وحنتوب تلقى اهتماما كبيرا من عشّاق كرة القدم فى العاصمة وفى ود مدنى بحسبان ان المدرستين تمثلان امتدادا لكلية غردون التذكاريه بارثها الرياضى عبرالسنين فضلاعن ان عددا من طلاب وادى سيدنا كانوا من ركائزالفرق العاصميه.فهناك نصرالدين احمد محمود (النطاسى الكبير- حفظه الله ومتعه بالصحة والعافيه) حارس مرمى وادى سيدنا ثم جامعة الخرطوم كان يحرس مرمى فريق الهلال سنين عددا .مثلما كان عامر حسن (حفظه الله) مع كابتن فريق وادى سيدنا المرحوم عبدوجابر(رحمه الله) ركيزتين اساسيتين فى دفاع الهلال مع رفيقهما مكى السيد قلب هجوم فريق وادى سيدنا وفريق الهلال ولكن ربما لم تسعفنى الذاكرة بمن كان من طلاب وادى سيدنا قد انضم الى فريق المريخ فى ذلك الزمان ألا ان نادى"ستاك"التحرير"لاحقا قد وجد ضالته فى طالب كلية طب جامعة الخرطوم عوض محمد احمد "القون"(عليه فيض من رحمة الله) لحراسة مرمى فريقه من بعد حراسته لمرمى فريق الاتحاد بود مدنى وجامعة الخرطوم عند التحاقه بها فى عام 1949مشاركا البذل والعطاءفى نادى "ستاك" البحراوى ايام امجاده وتقدمه بين اندية المقدمه العاصمية مع الرياضى المتفرّد دفاعا وهجوما - طالب وادى سيدنا وجامعة الخرطوم - جبارة عبدالرحمن (السفير فى وزارة الخارجية لاحقا)
فى عام 1949 منى فريق "الفيرست اليفين الحنتوبى" بهزيمة نكراء فى عقر داره من فريق وادي سيدنا فى كرة القدم باربعة اصابات دون مقابل تصاحبت مع انتصارفريق الوادى الاخضرايضا فى كرة السله لآول مرة من بعد انتصارات متتالية لفريق حنتوب. فكان امرا جللا هزاركان صرحنا الكبيروجرح كبرياء لاعبى فريقى كرة القدم و"الباسكت" واصاب قدامى الحنتوبيين وكل من كانت له صلة بحنتوب بقدروفيرمن الحزن والاحباط.اما حال المستر براون فيغنى عن السؤال..كل محاولاته لانفراج اساريره وهويهنىء لاعبى فريقى وادى سيدنا عقب نهاية كل مباراه اوعند مغادرتهم حنتوب عائدين الى واديهم – بالفشل.. مثلما كانت الكلمات تستعصى عليه وتستعصم وتتأبّى ولاتسعفه للتعبيرعن مكنونات نفسه خاصة عندما اعتلى المنصة فى اول لقاء له بالحنتوبيين صباح اليوم التالى وهويحاول تخفيف آثارالهزيمة النكراء التى لم تكن فى حسبان اى كائن من كان على ارض حنتوب خاصة مباراة كرة السلة حيث كان تيم الباسكت الحنتوبى يضم لاعبين من امهرمن عرفتهم المدارس الثانويه الحكومية والاهليه عبرالسنين رحم الله من انتقل الى دارالخلودوالقرار وهم بأذن الله فى الفردوس الاعلى.كان فى مقدمتهم عميد القوات المسلحة السودانيه محى الدين موسى(كابتن الفريق) ورفيق دربه وزميل صباه الباكرعلى مرالسنين اميرالاى الجيش المصرى السرخوجلى وعلى مدى مراحل التعليم المتعاقبه استاذ الاجيال سيد احمد عبدالرحمن فضلاعن ابوبكرعبدالقادرالشبيه ب"ماكبين"معلم الجغرافيا فى حنتوب وبخت الرضا)واسماعيل حسن الحاج (متعه الله بالصحةوالعافيه)واحمد(اروب) دينق مجوك(طالب السنة الاولى الوحيد بين اولئك العمالقه) الذين حباهم الله بنيات جسمانيه قوية مترابطة..فاضوا حيوية ونشاطا وحماسة واقداما يشد من ازرهم ويزيدهم من فيض حماسته الدافق مستربراون الذى كان دأبه شحذ همم طلابه بحركته الدائبه طوال ساعات النهاروالمساء ومن فيض روحه المعنوية العالية وتواضعه الجم وبشاشته فى وجوه المتميزين من طلابه اكاديميا ورياضيا منذ ان وطأت قدماه ارض السودان فى عام 1938 وطوال فترات عمله معلما فى كلية غردون وناظرا لمدرسة الدويم الثانوية الزراعيه الصغرى قبل ان يتم اختياره لقيادة العملية التربويه فى الصرح الشامخ .كان حبه للرياضة يغمركل خلايا جسمه بل هى جزء لا يتجزأ من حياته اليوميه. مارس كل صنوفها فى نشوة وفى اصرارمهما تقدمت به السن الى ان غادر السودان فى عام 1955وكان قد بلغ حينها السابعة والاربعين. ضم فريق وادى سيدنا (رحمة الله على من انتقلوا الى دارالخلود والقرارمنهم) العميد(ق.م.)احمد محمد احمد ابو الدهب (كابتن الفريق) فارع الطول. ضخم الكراديس وعبدالعزيزميرغنى(شقيق الاستاذ والسفيرالراحل عبد الكريم ميرعنى)..والاستاذ كمال محمود الى جانب الفريد دانيال والبروفسير احمد عبد الرحمن العاقب متعه الله بالمزيد من الصحة والعافيه) لعل الحنتوبيين والى ساعة نزولهم الى الملاعب كانواعلى قناعة تامة ان انتصارهم على فريقى وادي سيدنا امرمؤكد ولامحاله هم محققوه بحسبان ان النصركان وعلى مدارالعامين السابقين حليفهم ولكنهم يبدو انهم فوجئوا من بداية المباريتين باشاوس لم يعهدوهم من قبل..سرعة فى الحركة وفى تبادل الكرات بين ألأيدى اوالانقضاض عليه بالاقدام فى كروفرمتصل لا ينقطع ولا يهدا .وفى اقل من عشرة من الدقائق بعد بداية المباراة تمكن فتيان الوادى الأخضرمن هزشباك صلاح محمد سعيد مرتين من مسافة بعيده جعلت مستربراون يترك مكانه على المدرّج فى انفعال ملحوظ وظل يطوف حول الميدان موجها تارة وناصحا فى تشنج تارات اخر بينما كان المسترج.أ. برايت(رئيس شعبة اللغة الانجليزيه ورئيس بعثة الوادى الرياضيه لم يبرح مكانه على المدرّجات وفى هدوء غريب كان يرسل تعليقاته التى تزيد مستربراون تشنجا وانفعالا كلما عاد الى المدرجات ليغادرها مرة بعد اخرى. امّا المسترلآنق"هيدماستروادى ىسيدنا" الاستقراطى التوجه لم يكن يصاحب طلابه فى زياراتهم الى حنتوب اوالى غيرها الآ نادرا ولم يكن يبدى اى قدرمن الحماسة سواء انتصرفربق وادى سيدنا اوانهزم فقد عرف طلابه عبارات تهنئتة لفرقهم الرياضية عند تحقيقهم الانتصارلم تكن لتزيد عن كلمات قلائل"كونقراتيوليشنز.كييب أت أبّ"ولآ تخرج عن"هارد لك..يو ويل ميك أت نكست تايم"اذا لم يكن قد حالفهم التوفيق فى تحقيق النصر.سحائب الحزن والاسى بين الحنتوبيين لم تستمرطويلا ..تجاوزناها جميعا ناظرا ومعلمين وعاملين وطلابا حالما بدأت الاستعدادات لقيام مهرجان العاب القوى بين الداخليات التى اقيم بعد وصول منافسات كرة القدم والسلّة الى نهاياتها بمشاركة الفرق المختلطه–طلآب الفصول الاربعة (كومبايند) فى المنشطين .
لم تكن الانشطة الريلضية تقتصرعلى كرة القدم وكرة السله والسباحة ولكن العاب القوى فى حنتوب ووادى سيدنا كانت تحتل حيزا كبيرا فى مسارالحياة الرياضيه وقد تجلت فيهما مواهب وابداعات عدد من طلاب السنة الأولى الحنتوبيين فى عام 1949 الى جانب بعض رصفائهم المنتقلين فى نهاية العام الى خور طقت فى سباقات المئة يارده حازعلى قصب السبق فيها (كاسرا الرقم القياسى– عشرثوانى) احمد(اروب) دينق مجوك وايضا فى سباق ال440 يارده.. تقدم صمويل سبت قاوعلى منافسيه متخطيا قدامى اساطين منشط رمى الجله..محمد خيرمحمد سعيد وحنّا يسّا. ولكن الحدث الفريد جاء عند منافسة القفزالطويل (لونق جمبّ) عندما شاهدنا صمويل حالما لمست قدمه لوحة القفزالآ وجمع ساقيه الى اعلى ورايناه محلّقا صقرا فى خفة منطلقا عبرالمستطيل الرملى وفى لمح من البصرحط نازلاعلى الرمل متخطيا الموقع الذى سبقه اليه طالب السنة الرابعه حكيم بخيت فى عام سابق مسجلا الرقم القياسى.كما تفوق طالب الخورالخصيب الطبيب لآحقا عبدالوهاب ريّس فى سباق نصف الميل محرزا المركزالاول وهويضم يده المكسورة داخل"جبيرة الجبص" متخطيا منافسيه فى اصرار وتحد فريد.وهل لنا ان ننسى جعفرنميرى وهويتخطى الحواجزواحدة بعد اخرى فى خفة وبراعة دون ان تهتزاوتتزحزح اى واحدة من "العرّاضات" عن مكانها محرزا المركزالاول فى سباق(الهيردلز) وكان العجب العجاب عند منافسة طلاب وادى سيدنا الذين كان يحدوهم الامل فى تأكيد تفوقهم الرياضى بعد فوز فريقيهم فى كرة القدم وكرة السلّة فى وقت سابق من العام الدراسى..ولكن اشاوس الحنتوبيين فى العاب القوى لقنوهم درسا لم ينسوه لزمان طويل اذ تفوّق عليهم الحنتويون فى كل بند من بنود المنافسة..اروب دينق مجوك فى منشطى(ال 100 وال 400 يارده).. صالح محمد عبدالله فى نصف الميل..عبدالرحمن الصومالى ابدع ايما ابداع من بداية سباق الميل الى نهايته وفى ثقة كاملة وخطوات ثابته واصرارعلى الفوزظل متقدما على كل منافسيه على مضمارالسباق وكان قد ذاع صيت طالب وادى سيدنا "امين عبد الحفيظ" الذى باءت محاولاته للحاق بعبدالرحمن احمد "الصومالى" بالفشل..وكانت منافسة القفز الطويل مشهدا لا ينسى رغم تقادم السنين وهى التى كانت بطولتها فصرا على احمد محمد احمد ابو الدهب الفارع الطول القوى البنية الجسمانيه(كابتن فريق وادى سيدنا لكرة السلة) الذى ظل يرهب اعين مشاهديه خلال الثلاث سنوات السابقة عندما يحلّق صقرا فوق مستطيل القفزالطويل ويحط بقدميه على الرمل محرزا المركزالاول دون منافس .وجاء دور صمويل سبت قاوالقصيرالقامه المفتول العضلات لآداء اولى قفزاته وحبس الحنتوبيون انفاسهم مشفقين ولكن وفى لمح من البصروبنفس اسلوبه الفريد ما ان لامست قدمه اليمنى لوحة القفزالآ وجمع صمويل ساقيه الى اعلى ووقفزمحلّقا طائرا على طول المستطيل وحط على الرمل متقدما على موقع قدمى ابوالدهب ببوصات ثلاث..وقبل ان ينفض صمويل ما علق ببعض اجزاء جسمه من حبّات الرمل ويغادرالمستطيل الى خارج حلبة المنافسة كان مستر براون قد قفز فرحا وابتهاجا الى داخل ميدان الحرازه يعانقه ويشد على يديه بين تصفيق وتهليل الحنتوبيين الذين كان منهم كثيرون لا يصدقون اعينهم .. وتواصل عطاء اشاوس حنتوب وتكررالمشهد الفريدعند سباق الحواجز(الهيردلز)حيث كان جعفرنميرى يقفزفى خفة كالغزال جامعا ساقيه الى اعلى عند كل قفزة فوق كل عارضة وهو يتخطى منافسيه فى خفة ورشاقة لا تخطئها العيون وتبتهج لها النفوس.. ومرة اخرى كان براون يسابق الريح الى داخل الميدان يعانق نميرى مهنئا وشادا على يديه.
وبالعودة الى امسية الاربعاء ما ان يطلق المرحوم عيسى البدوى حكم مباريات "الفيرست اليفين"صافرة النهاية ألآ وينطلق الطلاب الى"السفرة" لتناول شاى المساء ومنها الى الفصول حالما تعلن ضربات جرس مصطفى ساتى بداية الامتحان الاسبوعى الذى عادة لا يستغرق اكثرمن ساعة واحدة يعقبه مباشرة تناول وجبة العشاء. ويتنادى من يتعاطون لفافات التبغ الى طريق قهوة عم محمد غربى داخلية ود ضيف الله ويسيراخرون الى البهو الفسيح(بين استوديو الفنون ومعامل السنة الاولى فى الركن الجنوبى الغربى) حيث كان يقبع جهازالراديويطلق فى حشرجة صوتيةعند التاسعة مساء الحفلة الغنائية الموسيقيه من احد كبار الفنّانين الذين كانت ترتفع وتيرة التعصب لبعضهم بين الطلاب الى درجة الخصام واحيانا للتشابك باليدىن وينفض السامرفى نهاية الحفلة ويبقى من يبقى من الراغبين فى الاستماع الى نشرة الاخبارالاخيره التى يعقبها صوت الشيخ عوض عمر(امام جامع امدرمان الكبيروالشقيق الاكبرللمرحومين ياسين عمر الامام واخوانه ..رحمة الله عليهم فى الفردوس الاعلى) مختتما البث الاخيرفى التاسعة والنصف من مساء ذلك اليوم. احيانا بعد تناول وجبة العشاء فيما يتبقى من وقت الى حين موعد اطفاء الانوارفى العاشرة مساء واسدال الستارعلى يوم من ايام الفصل الدراسى كانت تتواصل اجتماعات بعض الجمعيات(الجمعية الدينيه وجمعية التصوير الفوتوغرافى)لتدب الحياة من جديد فى صباح اليوم التالى..الخميس..نهاية الاسبوع الذى كان يسمح فيه بالخروج الى ودمدنى اسبوعا بعد للداخليات الشرقية والغربيه وتبدأ عطلة نهاية الاسبوع بعد انتهاء الحصة الخامسه فى الحادية عشروخمسة وخمسين دقيقه من صباح الخميس وينتظرها ابناء مدينة ودمدنى.. طلآب ومعلمين..بفارغ من الصبرحينما يغادربعضهم ارض حنتوب سيرا على الاقدام خائضين عبرمجرى النيل الازرق ضحل مستوى المياء الى المساحة الرمليه وصولا الى مرفأ المراكب التجارية عابرين على متنها الى حديقة البلديه التى كانت تعرف باسم الخواجه "كعكاتى" الذى كان يستأجرها ويديرها سابقا...اما من كانوا من غيرابناء ودمدنى فلا يسمح لهم بقضاء عطلة نهاية الاسبوع خارج حنتوب الآ بموافقة مكتوبة من اولياء امورهم بحتفظ بها تيوتر الداخليه. ولكن يسمح بالعبورنهارالجمعة لطلاب الذاخليات ذات الاستحقلق للخروج فى عطلة نهاية الاسبوع .."سيستيم ونظام كامل وشامل عبّرعنه محمد عوض الكريم القرشى بقوله"منسق نظاما وفى تقدم دواما..وقد جاء فى الخبران احد خريجى جامعة الخرطوم(لم يدرس المرحلة الثانوية فى حنتوب)جاء متهللا مبتهجا باكماله دراسته الجامعيه وزف خبر تخرجه فى جامعة الخرطوم لبعض اهله.كانت المفاحأة انهم ومن بينهم الوالد تقبلوا الخبربغيراكتراث. وفوجىء خريج جامعة الخرطوم ايام عهدها الزاهى بسؤال والده.."الجامعه القلت اتخرجت منها دى شنى.. يعنى بعد دا حتمشى تكمّل قرايتك فى حنتوب متين"؟!!
بعض خريجي الصرح العظيم من المعلمين ممن عملوا فيه لاحقا بعد اكمالهم دراستهم الجامعية يقولون متباهين بحنتوبيتهم: "الما قرا فى حنتوب واشتغل فيها..لا قرا ولا اشتغل..ضيّع وقتو ساكت" ! الموافقون يجيبون ب"نعم" .. الآ تعتقدون ان نعم اغلبيه! اليس كذلك يا مولانا يا محمد ابوزيد؟ ويا بروفسير ابراهيم الزين صغيرون ويا سعادة السفيرهاشم محمد صالح ويا دكتور حمدالنيل الفاضل (مع عاطرالتحيات لكم ولكل الحنتوبيانز"تنداح" عبرالبحاروالمحيطات)
ونواصل باذن واحد أحد فابقوا معنا . بس الصير يكون معاكم.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.