البحث عن سد مروي .. شهد العام 2009م احتفالات البلاد بميلاد سد مروي , ولغزاره الدروس المتدفقه عبر وسائل الاعلام السوداني وقتها عن سد مروي فان الطفل دون سن العاشره حفظ منافع السد , وكيف انه سينقل البلاد من ( ظلام ) القطوعات , الى ( ضياء ) المدن والقرى والشوارع والساحات , وان للزراعه نصيب الاسد في كهرباء السد , وللقمح نصيب الاسد في الزراعه ... الخ المشاريع التنمويه لها القدره على توصيل خبرها بكل شفافيه دون وساطه اعلاميه , بل و تتقصى خبرها وتأكده ( بالتصديق ) أو ( التكذيب ) , فان قطوعات الكهرباء هي اجابه مباشره من المنتج الى المستهلك عن مدى قدرته على الالتزام. لاشك في ان الطاقه الكهرومائيه اذا ما خطط لها , لها المقدره على ان تحدث متغيرات هيكليه كبيره في انماط الزراعه , الا ان ( غياب ) التخطيط يبان بوضوح من خلال عمر السد و مدى ( كهربة ) المشاريع الزراعيه , فان واقع الحال يحكي ان زراعه القمح في الولايه الشماليه و في المزارع المجاوره لسد مروي لازالت نسبه مقدره منها تروى بالري الصناعي ويتحمل المزراع عبء الانتاج من وقود وقطع غيار . ازمه القمح والتي اثارت جدلا" واسعا" عبر وسائل الاعلام والمنابر التي خصصت مساحه لاستضافه الاطراف ذوي العلاقه كشفت عن بعد آخر , وهو ( ضعف التخطيط ) , فكيف تنحصر معطيات المخرج من ازمه بحجم ( قوت الامه ) في ازقه ضيقه مابين شخوص وشركات , واحتكار , وتحرير , وكل ادوات المعالجه التي تكشفت للمتابع لا تخرج عن ( كيفيه الاستيراد ) !! كيف لخطه ( كسيحه ) متعدده الثقوب ان تسد فجوه !! فان خطه لم يكن جزء منها ( دعم ) المزارع في الاقاصي هي خطه منقوصه , وان خطه لا تستهدف ( توطين ) زراعه القمح هي خطه ضيقه الافق , وان خطه لا تشتمل على مسوحات جغرافيه واسعه واستقطاب رؤوس اموال كبيره للاستثمار في الزراعه هي خطه ليست ( بالاستراتيجيه ) , وان أي خطه لا تضع في الاعتبار تحقيق الطاقه الانتاجيه القصوى من عناصر الانتاج المتوفره هي خطه لا تتعدى في الوصف ( رزق اليوم باليوم ) يأتينا الخريف كل عام بموعد مؤكد حتى ان البعوض والضفادع تحجز نزلها ومصيفها في الميادين والشوراع وهي على يقين ان الخطه السنويه لمكافحتها ليست بعمق ( الخور ) الذي ستقضي فيه اجازتها ( السنويه ) المعتاده , فمتلازمه التخطيط الاستراتيجي ( بعمق الخور ) كما يبدو انها معضله متمدده افقيا , وليست قصرا" على البنيه التحتيه . [email protected]