كنت من بين الحضور لحفل تدشين لفرز العطاءات تخص مشاريع يزعم إنشاءها السلطة الاقليمية ، بيد ان الاجواء التي كانت تسود دهاليز الفندق الفخيم وحولها حالت الي دون اعلان تلك المشاريع للفائزين بها، المشهد خارج الفندق شديد التوتر و الدخول اليه بات اصعب بفعل الاجراءت الامنية المتشدده ، و اصرار فرد الامن التابع لسيسي بمنع دخول الحاضرين وبشئ من القسوة مع مجموعة السميح التي اعلنت قبل ايام تجميد نشاط السيسي، في الحين لن تتواني المجموعة بتوجيه انتقادات لاذعة لفرد امن السيسي متهمين اياه بانه ليس له علاقة بالسلطة وولج الي السلطة من مؤخرتها قبل ايام قليلة من خلال تقاسم وظائف الفساد التي تجري توزيعها في الخفاء . الاجواء داخل الفندق كانت اكثر توترا وبلغت ذروتها بعد تلاوة القرآن واعتزام مقدمة البرنامج من تقديم البرنامج المعد ، تدخل شخص من مجموعة السميح و خطف المايكروفوفن محاولا مخاطبة الجمع على اثر ذلك تدخل افراد الامن ليعتقلوه الامر الذي جعل بعض الحضور يرفضون تصرف الامن مطالبين المتحدث الاستمرار في الحديث، ونتيجة لشد والجذب و الرفض و القبول هاج القاعة ماح الحضور مرددين بشعارات تتهم السيسي بالفساد، مما دفع الامر الي تدخل احد الحاضرين وهو وال سابق لجنوب دارفور وطلب فض سامر الاجتماع. كان التجاني السيسي في المنصة متوسطا بعض اعوانه الذين يصفهم الناس في دارفور بدائرة الفساد، وقد بدا السيسي شاحب الوجه ،ممتعضا، و كثير التململ ، و بدا اسارير وجهه اكثر ميلا الي خده اليمين مع اتساع غير مألوف في مساحات رقعة عينيه، و كان خفيف الحركة و سريع الخطوات عندما طلب منه الخروج من القاعة بحراسة امنية مشدده، بعدها أستغل سيارته مطلقا ساقيه للريح. اما امين حسن عمر الذي اتي متأخرا قد وقع بكمين محكم نصبه ممن فشلوا الدخول الي الفندق وهتفوا في وجهه مما زاد من حفيظة الرجل و ارتسم ذلك على اسارير وجهه المكشر، حاول ان يفرغ غضبه بالهجوم اللفظي على ابوقردة متهما اياه ضمنيا ساهم امين في افشال المشاريع وجرى نقاشات حاده بينهما ثم ذهب كل على سبيله. وبلوغ زروة غضب يمكن قراتها في البيان المسرع الذي اطلقه فور انهاء الاجتماع وصف فيه ما جرى بالفوضي ، مع ان الذي جرى امر عاديا و بمشاركة الحركات الموقعة و عدد مقدر من اعيان دارفور، الذين تفأجئوا بان المشاريع محل الجدل لم تتم التصديق عليها من مجلس وزراء السلطة و لم يتم فيها التشاور مع الجهات المخصة المخولة بتنفيذها كما لم يتم تبليغ الاطراف الموقعة بامر الاجتماع، وان المشاريع سيذهب لنفس الاشخاص الذين افسدوا في تنفيذ المشاريع السابقة، و لوحظ ان المستفيدين من المشاريع كانوا الاكثر خفة في الهروب من القاعة. في الوقع، وصف امين ما جرى بالفوضى و نسي انه هو الصانع الحقيقي لهذه الفوضى ذلك باستغلاله ضعف السيسي و ترك دوره في متابعة الاتفاقية الي دور الامر و الناهي في كل شى، حتى ان رئيس السلطة يذهب اليه الي مكتبه ليتوسل اليه و ليس العكس، كما نصب نفسه فرعونا لاهل لدارفور يهدد و يتوعد دون ان يدري ان تطويع اهل دارفور و تحريكهم كرقعة الشطرنج امر ليس بهين. هنا استذكر في لقائي مع احد قيادات دارفور ذكر انه سال ذات مره "انت مالك ومال دارفور وماذا تنتظر بعد ترجل كل رصفاءك " من الحكومة فرد عليه امين ساخرا "انا فاتح لي كنتين صغير لاسترزق منه"، قالي لي محدثي عرفت لاحقا الكنتين هو السلطة الاقليمية. الحرب الكلامية التي دارت رحاها بين ردحات فندق سلام روتانا بالامس جاء تتويجا للنقاشات وافادات ساخنة شهدتها صفحات الصحف السيارة و اثير الاذاعات و شاشات التلقزيون، بين ابوقردة واعوانه من طرف و السيسي و حواريية من طرف اخر، و بات من المعروف سلفا انها تنتهى بخروج الاول منتصرا و الثاني مدهورا ، بسبب اسلوب الهجومي المشفوع بالادلة حول ملفات الفساد التي صارت بات واضحة لاعيان، ما يجعل الثاني ينزوى خلف جدران النفي او الخروج من الباب الخلفي كما فعل السيسي بالامس. ولكن الاسئلة الجوهرية التي تلهث عن الاجابه من المفكر امين حسن عمر لماذ الاصرار على مهادنة السيسي و حماية الفساد الذي يدار بين دهاليز سلطته علنا ان لن يكن هو شريكا اساسيا في هذا الفوضى الخلاقة؟ [email protected]