نحن السودانيين عرابو الثورات و التاريخ يشهد لنا بذلك .. و لكننا نعمل في صمت و من غير فرقعات اعلاميه .. و تاريخنا في الثورات اكسبنا خبرة متراكمه تجعل ثوراتنا غالبا تكلل بالنجاح .. بحيث نختار الكيفيه و الزمان و المكان المناسبين لانجاحها .. ثوراتنا بدأت بثورة بعانخي علي مصر .. و حبن غزانا العرب بقيادة عبدالرحمن ابن ابي السرخ حيث كن العرب يسمون السودانيين برمات الحدق لانهم كانو يرمون الرمح في العين مباشرة , و لم ينتصر العرب و انتهو الي ما يعرف باتفاقية البغط .. و اغتيال اسماعيل باشا ابن محمد علي باشا هو و جيشه حرقا في شندي .. و القضاء علي اكثر من 40 الف جندي انجليزي مصري في اقل من ساعتين من حملة هكس باشا في موقعة شيكان حيث كان جيش هكس مسلح بالمداف و الاسلحه الناريه الحديثه و حيش السودان (المهدي) مسلح بالاسلحه البيضاء و اسياف العشر .. اغتبال القائد الانجليزي الاسطوري غردون باشا في الخرطوم من قبل ثوار الثوره المهديه و الذي كان حاكما عاما للسودان و الذي اغتيل بالحراب و ليس بالبنادق .. ثورة 24 التي ارضخة الانجليز و جعلتهم يقدموا كثير من التنازلات الى ان تمخض الاستقلال .. هذا مرور سريع علي بعض الثورات التي حدثة في تاريخ السودان و هناك الكثير. اما في التاريخ القريب هناك ثورتان لا يزال العالم يزكرها وهي تعد مدرسه في علوم الثورات في العالم العربي و في جميع العالم, بل سار علي دربها الكثير من ثورات الربيع العربي و لكن ليس بالضبط, لاننا لم نتجمع في ميدان واحد او ميدانين بل كانت ثوراتنا في جميع مدن و قري السودان في وقت واحد .. بل في كل حي و في كل شارع ليلا و نهارا .. كانت ثورات سلميه جاده .. و كان اي سوداني يعلم جيدا و متأكد ان يوم غدا سوف لن يكون هذا النظام موجود في الحكم, و ذلك للعزيمه و الاراده و التخطيط الجيد .. هذه الثورات هي ثورة اكتوبر 1964 و ثورة ابريل 1985, في تلك الفتره كان الوطن العربي يرزح تحت براثن الدكتاتوريه كطفل رضيع لا يعرف شئ عن الثورات. كثير من الاخوه العرب يتسألون لماذا لم يثور السودانيون في هذا الربيع العربي .. حسب خبراتنا المتراكمه انه ليس الوقت المناسب لهذه الثوره, و ليس الموضوع ان نكون امعات من غير اراده زاتيه .. انه ليس الوقت المناسب لأسباب كثيره, و منها الحروب في غرب و جنوب البلاد و التي قد تأدي الى حروب اهليه مفتوحة الامد اذا قامة الثوره في هذا الوقت, و اسباب اخري نحن ليس بصددها .. فإستعضنا بنوع اخر من الثورات وهي المنظمات الانسانيه التي نشبة في جميع ربوع البلاد, كمبادرة شارع الحوادث و غيرها من المبادرات و المنظمات التي نشبة عشوائيا و من غير ترتيب و لا اتفاق في كل مدينه و منطقه و كل حي .. فقط من داخل الشعب السوداني و يغيب فيها غيابا تام التحزب و التعنصر و السياسه و الطائفيه .. منها من يقدم الدواء و منها ما يساعد في انشاء و صيانة المدارس و منها ما يقدم الطعام و الملبس و منها ما يدخل البيت و يساعد في النظافه و الطبخ .. و اذا سالت اي واحد في هذه التنظيمات كيف قامت و من هو ماسسها او مديرها تجده لا يعلم اللهم انها موجوده .. و هي في تطور مطرد قد يأدي الي تهميش الحكومه في وقت غير بعيد قبل ان يحين الوقت للثوره التقديديه .. فهذه مدرسه جديده من مدارس الثورات منشأها ابنا الشعب السوداني .. سيسجلها التاريخ في صفحات الامه السودانيه. د كمال المحبوب [email protected]