يسألوننا عن النفايات وعنها نحن نسأل.. إلى متى يا هؤلاء وما الحل..؟ يسألوننا عن ما سيُفعل بها وقد استعصت واستفحلت وفَعَلت فَعلتها فينا وفاحت رائحتها ، هى الأن آمنة مطمئنة تُزين مداخل منازلنا وأطراف مجارينا ذهب منها ما ذهب مع مياه الأمطار التى هطلت مع قلتها وبعضها ينتظر وقد صارت ملاذاً آمناً تأوى إليه الفئران وكثير جداً من الحشرات السامة ، تُزاحمنا فى مياديننا وساحاتنا بكل أشكالها وأنواعها الصلبة والسائلة والمتحركة التى تحملها الرياح وقد (تحلل) الفاسد منها بعد أن أزكم الأنوف بسوء الروائح ، مكب كبير للنفايات صارت عاصمتنا الحضارية ، لا حل جذرى بالطبع حالها وغالب مشاكلنا فقط حلول آنية يتجاوز بها أهل الشأن المرحلة الحرجة ثم ما تلبث أن تطل برأسها ثانية ربما أسوأ من ما كانت عليه قبلا.. نفايات قبحت وجه الولاية المُتسخة أصلا.. شارع كبير متعدد الاتجاهات يمر عبر أحياء راقية يتميز بكثرة المحال التجارية من مطاعم راقية وبقالات وغيرها ، لم يجد أصحاب المحال التجارية فيه مكاناً لوضع نفاياتهم غير الفاصل الأسمنتى الذى يفصل الشارع ، لابد لمن يستخدم هذا الشارع أن يستمتع فى صباحه والمساء بمنظر أكوام أكياس النفايات حول أعمدة الانارة تسيل منها بقايا الطعام والزيوت .. يتأذى من تضطره حركة المرور للوقوف قليلاً من تلك الروائح النتنة التى لا يسلم منها حتى أصحاب السيارات المُحصنة بالزجاج السميك أما ركاب الحافلات والمارة فالله وحده يعلم ما بهم ، أحياناً تجد عربة النفايات تقف فى وسط الشارع تحمل تلك الأكياس تضطرك للتوقف ريثما يُحمل عليها الموجود من الأكياس إذ لا مكان يُمكن أن تتوقف فيه العربة إلا منتصف الشارع ، أثر النفايات للأسف ظاهراً تراه على الشارع بعد أن تراكمت الأتربة والأوساخ وعلُقت فى متبقى الزيوت والشحوم التى خلفتها بقايا الطعام .. هاجس بات يؤرق المواطن ولا حل وتستمر المعاناة.. أليات نظافة كثيرة كانت تجوب الطُرقات ومن زمانٍ بعيد بعضها جاءنا منحة من بعض الدول الصديقة وبعضها بمقابل استقطعناه من قوت المواطن لتُحل به المُشكلة وتعود العاصمة كما كانت نظيفة من كل الأوساخ المتراكمة ولكن ظل الحال كما هو عليه بل استفحل الأمر وتضاعفت كمية النفايات .. أين ذهبت هذه الأليات بالله عليكم أفيدونا..؟ سُئل الوالى فى مؤتمره الصحفى الأخير عن ما تم انجازه فى ما يخُص النفايات فى الفترة التى قضاها كوالٍ للخرطوم،للأسف لاشئ تمّ وقد تعلل بقُصر المدة بل رد ساخراً على من سأل بأن يمُده بالمال ليته يستطيع نقل النفايات ونظافة العاصمة التى لا أمل فى نظافتها قريبا.. نفايات أخرى (فاسدة) بينا .. هل من سبيل لازالتها قبل أن تفوح رائحتها و( تتحلل).. والله المستعان.. بلا أقنعة.. صحيفة الجريدة.. [email protected]