بسم الله الرحمن الرحيماكتشفت عقب كتابة الثلاث حلقات الماضية عن سوء المعاملة التي يجدها المواطن السوداني من قبل الحكومة المصرية ، اكتشفت ان الكثير من السودانيين ( مغبونيين وساكتين )، وانهم جميعا يشعرون بلا استثناء ان هناك ازدراء من قبل المصريين يقابله (تطنيش) من قبل حكومتنا . وقد طلب مني الكثير من القراء التطرق لمسألة التأشيرة وكرت الحمي الصفراء ، ولأن امر التأشيرة ناقشته في مقال نشر يوم امس فلابأس ان نتطرق لأمر كرت الحمي الصفراء والذي سبق ايضا ان ناقشته في مقال سابق . حيث انه و أثناء إجراءات سفرنا إلى القاهرة طلب منا الاحتياط بحمل (كرت الحمي الصفراء) معنا لأن في جوازات المطار يسألون عنه تماماً كما التأشيرة ، استغربت جدًا الإجراء لأن (فلهمة) المصريين غير مبررة . وخلال سفرياتي العديدة لعدد من الدول لم أشاهد بلداً يتشدد في كرت الحمي الصفراء إلا دولة (ماليزيا) . ودييييييييل بي حقهم (وفوق عديلم) لكن المصريين(فوق كم) ، فلا مبرر لأن تطلب مصر كرت الحمى الصفراء من السودان خاصة ان(الحال من بعضو). المهم عند وصولنا مطار القاهرة كانوا يسألون السودانيين بحدة أين ( كرت الحمى الصفراء ) والغريب في الأمر أن هناك سيدة مصرية قادمة معنا على متن الرحلة من السودان وبمجرد إبرازها للجواز المصري فإن الضابط سمح لها بالدخول ولم يسألها عن كرت الحمى الصفراء وهذا يعني أن الإجراء المقصود به فقط السوانيين وليس ( موطن) المرض...؟ والا فما السبب الذي يسمح بموجبه للمصري بالدخول ويمنع السودانيون و (الاثنان ) قادمان من نفس البلد وعلى نفس الرحلة أم أن مرض الحمى الصفراءلا يصيب إلا أصحاب السحنات السمراء. قطعاً إن الأمر لا يخلو من (خيار وفقوس) و ازدواجية في المعايير. ٌإن كل ما يحدث للمواطن السوداني في الخارج من مرمطه ، وإساءة معاملة ، وتقزيم، سببه الأساسي حكومة (الانبطاح النموذجية ) والتي لا تتقن فن فرض احترامها واحترام مواطنها على الآخرين. وإلا فأين دور وزارة الخارجية ووزارة الصحة والدبلوماسية السودانية ....أين دورهم بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية لرفع هذه الإساءة المسماة (كرت الحمى الصفراء) . و (بعدين تعالوا هنا) من الذي ينبغي أن يفحص عند دخوله مطار الآخرالسوداني النظيف الذي يفرش أسنانه ويستحم يوميا أم البعض الذين يستحمون في الأعياد والعطلات الرسمية. وماهو الخطر الأكبر الحمي الصفراء أم التهاب الكبد الوبائي علماً بأنه من بين كل أربعة مصريين هناك واحد يحمل فيروس التهاب الكبد الوبائي وحسب آخر الدراسات التي نشرها موقع العربية فأن نسبة الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي (C) في مصر هي الأعلى في العالم، حيث إن ( 10)أضعاف مثيلاتها توجد في أوروبا وأمريكا. و يصاب 25% من المصريين بالفيروس، علما بأن الفيروس دائم التبدل مثل فيروس الإيدز, ما يجعل منه هدفاً صعباً. كما أن الفيروس الذي يسببه ينتقل في الدم, ويبقى خفياً لعدة سنوات قبل بدء ظهور الأعراض. بمعنى أن عدداً من المصابين يمكنهم الدخول إلى السودان ونقل المرض دون ظهور الأعراض عليهم. و الآن إما أن يسحب ما يعرف بكرت الحمى الصفراء من إجراءات السفر وإما إن يتم الفحص على القادمين من مصر في مكتب الحجر الصحي للتأكد من خلوهم من مرض التهاب الكبد الوبائي. *نقلا عن السوداني