*لا أحد ينكر الآثار السالبة الناجمة من تعثر الحوار السوداني الذي لم نمل الدعوة لإنجاحه بعد دفع شروطه واستحقاقاته اللازمة لإحداث اختراق حقيقي في المناخ العام المتأزم سياسياً واقتصادياً وامنياً. *إن التصريحات المتناقضة التي تصدر من داخل أروقة حزب المؤتمر الوطني تزيد الموقف غموضاً وإرباكاً‘ بين التأكيد على ضرورة إشراك الاحزاب والفعاليات المعارضة التي تحفظت على الحوار في ظل المناخ السائد وبين التقليل من تأثير عدم مشاركتهم على مجريات الحوار. *من هذه التصريحات المربكة تصريحات نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني المهندس ابراهيم محمود التي نشرت في الصحف قبل يومين وقال فيها: إذا رفضت هذه الاحزاب والحركات المسلحة الحوار فهذا خيارها وأمر يعنيها.. إذن لماذا الحوار ومع من سيكون ؟!!. *على الضفة الاخرى من نهر السياسة هناك حراك إيجابي شهدته العاصمة الاثيوبية أديس أبابا خلال اللقاءات التي تمت بين الآلية الأفريقية رفيعة المستوى وبين بعض الأحزاب والقوى السياسية المعارضة‘ حيث تم التأمين على وحدة السودان أرضاً وشعباً وتثمين الحوار كمخرج حقيقي للازمة السودانية. *لم يعد هناك وقت للمكابرة وخداع الذات وادعاء القدرة على معالجة الإختناقات السياسية والاقتصادية والامنية في ظل هذه الربكة الماثلة التي بدأت تفرز بعض الأمراض السيأمنية كما حدث أمام الملأ قبل أيام في فندق السلام" روتانا". *لذلك لابد من إعادة فتح مسارات الحوار بجدية وصدق مع الاحزاب والفعاليات المعارضة‘ وعدم قفل الباب أمام الآلية الافريقية رفيعة المستوى كي تواصل مساعيها الرامية لإنجاح الحوار السوداني. *لابد أيضاً من مواصلة إجراءات وخطوات دفع استحقاقات الحوار بكفالة الحريات وحمايتها من الإجراءات الاستثنائية وإطلاق سراح المعتقلين وعدم ملاحقتهم أوالتضييق عليهم. *كذلك لابد من اتفاق الأحزاب والفعاليات المعارضة على كل ما يتعلق بالحوار عبر أجندة قومية لطرحها على مائدة الحوار تسهم في فتح الطريق لتحقيق السلام الشامل في كل ربوع السودان والانتقال به من دولة الحزب إلى رحاب الوطن الجامع. [email protected]