@ جاء في الأخبار أن سفير السودان بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم كان قد إقترح لدي لقائه بمكتبه ، والي ولاية الجزيرة محمد طاهر إيلا، قيام مؤتمر استثماري لتنمية ولاية الجزيرة بالقاهرة ، يشارك فيه رجال أعمال سودانيين ومصريين تطرح فيه كل الأفكار والمشاريع المطلوبة لتنمية وبناء الولاية وتطويرها . هذا الخبر انتشر في ولاية الجزيرة بشكل مقلق جدا لجهة أن وجود والي الجزيرة إيلا في مصر في زيارة لم يعلن عنها ولكنها تحمل في طياتها الكثير من الاحتمالات والتوقعات و ابرزها أن الوالي بدأ يستشعر بأن الانقاذ ألقته مكتوفا في يم ولاية الجزيرة ولا تريده أن يغرق . @ لعل خيارات الدكتور محمد طاهر إيلا القوية والأكثر إحتمالا هي فتح الابواب للشركات المصرية لإحداث حراك في ولاية الجزيرة مثل ما فعل في عند توليه ولاية البحر الاحمر و أقام انجازات علي صعيد ترقية المظهر الحضري لمدينة بورتسودان دون أن يستصحب ذلك بناء قاعدة انتاجية تفتح فرص للتشغيل وخلق وظائف والبحر الاحمر ولاية يحاصر أهلها الفقر و المرض و الجهل ومشاكل متعلقة بالمياه .إعادة تجربة البحر الاحمر في ولاية الجزيرة تصبح شبه مستحيلة خاصة بعد أن كشف الوالي الحالي للبحر الاحمر حجم المديونية التي تركها أيلا والتي تقدر بترليون وستمائة مليار جنيه . @ ولاية الجزيرة ليست كالبحر الاحمر الولاية التي تعرف بالمدينة الواحدة بورتسودان بعكس ولاية الجزيرة التي تكتظ بمدن داخل مدن مثل الحصاحيصا التي بداخلها عدة مدن ،طابت ، المسلمية ، ابوعشر ، المحيريبا ، ابوقوته ..الخ هذا خلافا للوعي و الاستنارة والقاعدة الاقتصادية المتمثلة في مشروع الجزيرة العملاق والصناعات التحويلية التي ارتبطت به . انسان الجزيرة سقف طموحاته بلا حدود ولن يرضي بالفتات والقشور و ما يتمثل في الانترلوك والكربستون و دهان الحوائط وانارة الشوارع و انسان الجزيرة أقام مشروع الجزيرة الظاهرة الكونية الفريدة ويكفي فقط ادارة الخدمات الاجتماعية التي قدمت انجازات ضخمة ساهمت في رفع الوعي و توفير المتطلبات الضرورية في الصحة والتعليم والثقافة والرياضة . @ ما يؤخذ علي الوالي إيلا أنه ينفرد بقراراته ولا يشرك فيها أحد (سي السيد) وإن فعل فذلك لأنه يضمن سريانها بلا معارضة او رأي آخر لجهة أن طاقمه و أركانحربه يتقاسمون المشتركات العظمي في حداثة التجربة وعدم الخبرة بالاضافة الي (البهرة) بالهالة الاعلامية التي سبقته و كأنه يحمل عصاة موسي فلا صوت يعلو علي صوت أيلا الذي لم يعين نائبا له بصلاحيات معروفة كسائر نواب الولاة ليكلف من يشاء في كل مرة . حتي هذه اللحظة التي سافر فيها الي القاهرة لا أحد يعلم عن فحوي هذه (السفرية ) وكيف لوالي في ولاية زاخرة بالقضايا الجوهرية والمشاكل المتعلقة بأكثر من 6 ملايين نسمة في 8 محليات لم يلتق حتي هذه اللحظة بمواطنيها ولم يتعرف علي مشاكلهم ولم يتلمس احتياجاتهم . @ ما جاء علي لسان سفيرنا في مصر ما كان له أن يصبح مقترحا لو لا أنه في سياق الحديث مع الوالي أيلا جاء التعبير عن رغبة أكيدة ،سكت علي أثرها أيلا والسكات علامة الرضاء .قيام مؤتمر لتنمية ولاية الجزيرة يجب أن ينطلق من ولاية الجزيرة وليس القاهرة لان أهل مكة أدري بشعابها ولا يعرف الجزيرة غير أهلها والجزيرة لا تحتاج لمنظرين وشيل حال أكثر مما هي عليه . كل مطلوبات تنمية الجزيرة موجودة بوفرة و تتمثل في مشروعها العملاق الذي كفل كل السودان بما فيه البحر الاحمر . كل الدراسات العلمية موجودة لإعادته سيرة افضل والمال بوجود بكثرة ويتمثل في ملايين الاطنان من الذهب وصناديق التمويل والضمان ، فقط المطلوب الارادة السياسية لرئاسة الجمهورية والتي تمتلك قرار تنمية ولاية الجزيرة وليس القاهرة . الوالي أيلا عليه أن يركز جهوده في إقناع الرئاسة بتحرير الارادة السياسية لمصلحة لأن تنمية الجزيرة من تنمية مشروعها وهذه الحقيقة التي بدونها ستصبح مهمة أيلا في ولاية الجزيرة ، مستحيلة . يا كمال النقر ..لن تعيدوه سيرته .. سيعيدكم سيرته !! [email protected]