*الخلافات السياسية ظاهرة طبيعية منذ بدء الخلق إلى يومنا هذ‘ كذلك الأطماع الشخصية والتطلعات الخاصة أمر مشروع في كل الأزمنة والأمكنة‘ لكن عندما يكون الخلاف حول مستقبل الوطن والمواطنين يصبح شأناً عاماً نتوقف عنده ونتداول حوله ونتدبر مآلاته ونتحسب لتداعياته. *نقول هذا بمناسبة هوجة النقد الذي بدأت تستفحل وسط قيادات بارزة في حزب المؤتمر الوطني‘خاصة عقب القرارات التي اتخذت في إطار محاولات الإصلاح الحزبي والاعتراف بضعفه التنظيمي خاصة في مستوى القواعد. *صحب ذلك خروج كثير من الهواء الساخن من بعض الذين خرجوا من مواقعهم التنفيذية وبدأوا يتحدثون عن الخلافات التي كانت منكورة وتم نفيها أكثر من مرة‘ ولم يتم الإفصاح عنها إلا بعد الخروج الكبير من الجهاز التنفيذي. *من أخطر هذه الإفادات تلك التي أطلقها القيادي بحزب المؤتمر الوطني المدير الأسبق لجهاز الامن الدكتور قطبي المهدي في برنامج " حوار فوق العادة" الذي يعده ويقدمه في قناة " الشروق" الأستاذ ضياء الدين بلال‘ التي قال فيها بوجود إتفاق خفي بين النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق الاستاذ على عثمان محمد طه وبين رئيس الحركة الشعبية الراحل الدكتور جون قرنق. *وصف الدكتور قطبي المهدي هذا الإتفاق الخفي - على حد تحليله - بأنه كان يؤسس لعلاقة حكم مستقبلية بين الأستاذ علي محمد عثمان طه وبين الدكتور جون قرنق‘ ووصف قطبي إتفاق نيفاشا بانه اتفاق "غفلة"‘ وقال إنه نادم لأنه لم يستقل من منصبه كمستشار سياسي لرئيس الجمهورية في ذلك الحين. * الحوار الذي كان فوق العادة بالفعل تضمن إفادات خطيرة أخرى من بينها إشارته لأطماع رئيس جهاز الامن السابق المهندس صلاح عبدالله قوش بأنه كان يسعى للصعود لمنصب رئيس الجمهورية‘ الامر الذي أكد وجود خلافات كانت مستترة داخل كابينة قيادة الإنقاذ. *هذا وغيره من التحديات الظاهرة والكامنة يؤكد الحاجة الماسة لأهل الحكم لاستعجال قيام الحوار السوداني الجاد‘ ليس بين حزب المؤتمر الوطني والموالين له في التركيبة الحالية - كما يجري له الآن - وإنما مع الأحزاب والفعاليات المعارضة الحقيقية‘ وذلك يتطلب إحياء مساعي الآلية الافريقية رفيعة المستوى وقبول المشاركة في المؤتمر التمهيدي للحوار بأديس أببابدلاً من "كلفتة" حوار لايحل ولايربط. [email protected]