بسم الله الرحمن الرحيم كفن تورينو شهداء ايلول 2013 ذكرى ما بعد الحداد اكرم ابراهيم البكرى وفى اللغة السريانية يسمى الشهر التاسع من السنة الميلادية باسم ( أيلول ) ويقابله في المعنى شهر ( سبتمبر ) لدى الغرب وعند السودانيون بصورة خاصة كان لهذا الشهر بُعدٍ عميقاً قبل الثلاثين من يونيو / حزيران 1989 فقد ارتبط الشهر التاسع من العام بالخير ونزول الإمطار ونضوج العيش وعند العرب فان للشهر التاسع هذا أمثله شعبيه فيقولوا ( في أخر أيلول الصيف يزول ) وصيف السودان فى نهاية أيلول من العام 2013 أصبح غامق الاحمرار شديد الحرارة وارتوت منه مدن السودان بدماء الشهداء . اليوم وفى ذكرى ما بعد الحداد نٌجّتر التجربة ومرارة المشهد الذي طال منذ الثلاثين من يونيو / حزيران 1989 ، وعند حزيران يبداء علم التنجيم فهل كان أكثر المنجمين تشاؤُماً يعرف ما سوف يحل بهذا الوطن من قبل المنقذيين . أن تجربه سبتمبر / أيلول بكل المقاييس تجربه مريرة ، وبرغم قوة الاحتجاجات الأ أن شراسة النظام فى مواجهه سلميه المتظاهرين تضع عدة اسئله عن ماهية الحراك السلمي فى مناهضه النظام الحالي ، وصل عدد الشهداء برصاص النظام يومها ما يتعدى ال200 شهيد ومن خلال التقارير الطبية وصور وفيديوهات الناشطين التى وثقت لتك الهبة يتضح جلياً بان التصفية الجسدية كانت عن قصد وتعمد فاغلب الشهداء صًوب الرصاص على صدورهم وأعناقهم وكانت الاصابات محكمه تدُل على تمكن وتمرس الشخص المصوب بل وخبرته فى القنص والشاهد بان النظام بمكره القديم على شعبه كان يدرى تماماً اثر قراراته برفع الدعم عن السلع الاستهلاكية والوقود سوف تكون هنالك احتجاجات ومناهضه لتلك القرارات فاعد العدة ورسم طريقه القمع هذه بتلك الصورة الباطشة وتفوق النظام وعلى امتداد عمرة الذى تجاوز ال25 سنه ونيف تفوق على كل النظم المتعاقبة فى حكم السودان منذ بعانخى فى التنكيل والتعذيب والتشريد للسودانيين. شهدت مدن مختلفة فى السودان احتجاجات قويه عقب قرارات الحكومة برفع الدعم عن السلع والوقود واثر ذلك تحرك الشارع العام بتلقائية وعفويه معلناً رفضه التام والقاطع لممارسه النظام ألاقتصاديه واستمرت الاحتجاجات على مدى أسبوعان ونيف من الزمان فى أماكن متفرقة من الوطن واجه فيها المحتجون السلميين نوعاً غريباً من القمع ، ويتضح من عنف النظام المفرط هذا بعض النقاط التي يمكن أن نشير أليها فى الاتى :- 1- أن النظام لايتوانى فى الاستعانة بكتائب ومليشيات المرتزقة والتى تسمى ( بالدعم السريع ) لاحتواء اى ثورة ضده ولو كانت فى شكل احتجاجات سلميه . 2- أن النظام لايتردد فى سكب مزيداً من الدماء من أجل بقاءه فى السلطة . 3- وكانت الرسالة الأوضح بأن النظام لايعتمد كثيراً فى بقاءه فى سدة حكم البلاد على ألمؤسسه ألعسكريه آو الشرطية فالواضح جلياً البعد الكامل وعلاقة الريبة والشكك ألقائمه مابين المؤسسة ألعسكريه والنظام الحالي فى السودان وفى ذلك حقيقة واضحة كثيراً ما كان الحديث عنها ومحاولة إيصالها بأن الجيش ليس طبقه أو فئة اجتماعيه واحدة كما أنه ليس جهازاً معزولاً عن عمليات الصراع السياسي داخل البلاد وبالتالي فأن حقيقة التململ داخل المؤسسة العسكرية لهو أمر واقعي وحتمية ضرورية سوف تترجم فى وقت ما الى فعل محسوس ومادي لان غالبيه جنود القوات المسلحة والشرطة وضباطها جزء من الشعب لا من معسكر النظام . 4- من الواضح خوف النظام الكبير من أى مناهضه تأخذ شكل احتجاجات ثوريه أو حراك فعلى على الشارع العام وهذا بدورة يُدلل على ان النظام فى قمة ضعفه وانهياره الداخلي لذلك كانت ردة الفعل المفتعلة تجاه هبه سبتمبر عنيفة جداً وبعد مرور عامان على ذكرى هبه أيلول المجيدة نقف وفى البال عدد من الاسئله عن فشل الاحتجاجات فى تغيير النظام وعدم تواصلها وانقطاعها حتى يتبادر الى الذهن بان السودانيون قد أصابهم الخرس ضد النظام القائم وأصبح النضال محصور الحراك خلف أزرار الكيبورت ولم تترجم ذكرى هبه سبتمبر الأولى حراكاً فعلى على ارض الواقع ولكن نجد فى الفضاء الالكتروني انتفاضه فعليه .... هل يرجع ذلك الى ان ألازمه الثورية لم تنضج بعد وسط الجماهير مع العلم التام بان بأنه لا يوجد بديل فى أزاحه هذه النظام خلاف النشاط الجماهيري والشعبي فى التصدي لانتفاضه وثورة تنقل الوطن والبلاد من براثين نظام الإنقاذ الى أفاق الديمقراطية ودوله العدالة الاجتماعية . لم تثمر هبه أيلول سبتمبر ولم تؤدى الى تغيير النظام ويكون السؤال هل فشلت سبتمبر / أيلول أم هى البداية برغم غزارة الدماء ..........؟ فمن الواضح أن هنالك عدة عوامل أدت ألى وقف المد الجماهيري وعدم ضخ مزيداً من المقاومة حتى تتحقق شعارات هبه سبتمبر / أيلول المجيدة ويمكن إجمال هذا فى عدة عوامل :- 1- فى ظل العشرة سنوات الأخيرة خرج عدد كبير من الشباب يتجاوز ال 8 مليون شاب خارج اسوار الوطن ومن ضمن هؤلا الشباب خرج عدداً مقدراً من كوادر التنظيمات السياسية المؤهله فعلياً لقيادة العمل الثورى وكيفيه التخطيط للمظاهرات والاحتجاجات كفر هؤلا الشباب بتنظيماتهم وفقدوا المصداقية تماما فى طرح احزابهم بالاخص بعد اتفاق القاهرة الموقع بين التجمع الوطنى الديمقراطى والنظام الحالى فى العام 2005 اّثر هذا النفر من الشباب الخروج خارج اسوار الوطن وفى مغالطه مكانيه أصبحت الاحتجاجات على نظام الخرطوم ليست فى ميدان ابوجنزير وانما فى شوارع لندن وفرنسا واستراليا وبقيه دول العالم ماعدا الخرطوم وتفاجاء الجميع بان اغلب اليافعين فى ايلول سبتمبر ليست لهم الدراية الكافيه ( لسواقه ) تظاهرة بصوره علميه ومخططة . 2- عدم الاستجابة الفوريه من قيادات تنظيمات واحزاب مثل الامه والاتحادى والشيوعى والوقوف الفورى مع خيارات المناهضين للقرارات النظام الاقتصاديه وعدم المقدرة على التنسيق الكامل بين هذة الاحزاب فى كيفيه الاستفادة من هذا المد الجماهيرى فى الضغط على النظام . 3- السن الصغيرة وعدم الخبرة الكافيه للمحتجين فى التعامل مع تلكم الانواع من المظاهرات . 4- تعامل النظام مع الاحتجاجات بمبداء الصدمه فكان ان اسرف فى القتل وسفك الدماء لعلمه التام برقم 3 5- عشوائيه الاحتجاجات وعدم التخطيط السليم والتنسيق الكامل بين المتظاهرين حتى فى الحى الواحد . 6- برغم التوثيق الجيد للاحتجاجات الا ان اغلب الفيديوهات خرجت الى العلن بعد فترة من توقف الاحتجاجات . 7- تضارب ارقام الشهداء الى الان وبعد مرور عامان من هبه سبتمبر يُدلل على عدم وجود تخطيط شامل وعدم وجود قنوات ربط من خلالها يتم رصد وتوثيق ملحمه ايلول 2013 . أن الفاجعه التى اصابت الوطن فى شهداء ايلول الاسود يتحمل مسؤليتها النظام الحالى واحزاب المعارضة وبالاخص قيادات الامه والاتحادى والشيوعى . ومن خلال النقاط أعلاة يمكننا القول بأنه لايكفى فقط وجود رغبه قويه فى التخلص من نظام الانقاذ والذى طال مكوثه على صدر الوطن لاكثر من 25 سنه ، لايكفى ان تكون هنالك رغبه فى التضحيه بالروح والدماء من اجل ذهاب النظام لابد من وجود خطه واضحة للمقاومة بحيث لاتكون المظاهرات والاحتجاجات ضد النظام مجرد ردود افعال ناتجه من تصرفات النظام وسياسته ومن الملاحظ أن اليأس زالاحباط الذى لازم السودانيين طوال عقدين ونيف من الزمان فى التخلص من النظام الحالى دفعهم فى ايلول سبتمبر الى خوض مغامرة الخروج لمجرد ارضاء الضمير ولتسجيل موقف تاريخى فقط كحال تنظيمات بعينها فكانت ردة فعل حكومه الخرطوم قاسياً . أن عدم التخطيط السليم الذى صاحب سبتمبر أدى الى تبديد طاقه المقاومة وبالتالى عزز من تكريس سلطه نظام البشير وادى الى زيادة القنوط لدى الجماهير ، وفى التخطيط لدى المقاومة كان لابد لنا من التفريق بين الاستراتيجيه العامه والاهداف والتكتيكات ، وهذا ما سوف نتناوله باستفاضه فى المقال القادم باذن الله تعالى ... ( الانقاذ..... كفن تورينو .....خارطه طريق للأنتفاضه ) نواصل اكرم ابراهيم البكرى [email protected]