عتاب على محرري الراكوبة: قدر محرري الراكوبة محاولة حل مشكلة المحرر بصحيفتها وليد الحسين المقيم بالمملكة العربية السعودية والقابع بالمعتقل منذ يوليو بعيدا عن الإعلام، ونحن نقدر ان ما قادهم إلى ذلك هو الوضع الحساس وعدم وضوح القوانين السياسية داخل المملكة العربية السعودية وتحديدا في الوقت الراهن الذي تتعامل فيه المملكة مع خطرين وهما الجماعات الإرهابية التكفيرية وكذلك الجماعات الشيعية، ففي هذا الوضع الشائك رأي محرري الراكوبة ان يتحركوا بعيدا عن الإعلام حتى لا يعود ذلك بخطر على وليد الحسين أو أسرته أو حتى غيره من المعارضين الموجودين في الأراضي السعودية. وكنا سنقدر ذلك إذا عاد بأي فائدة على وليد الحسين ولكن ان يظل قابع في المعتقل منذ يوليو والى الآن وان تظل الخطة هي ذاتها بتحركات فردية ودون أي نتيجة تذكر فلم يخرج وليد الحسين ولم يقدم الى محاكمة ولا ندرك لماذا يقبع في معتقلات المملكة العربية إلى الآن، كل ذلك كان يجب ان يحرك محرري الراكوبة في اتجاهات أخرى وان يكونوا البادئين في الإعلان والدعوة إلى ضغط إعلامي وهم أدرك الناس بتأثير الإعلام على القرارات السياسية في دول العالم الثالث وتحديدا تلك المتعلقة بحقوق الإنسان. علاقة أخوان السودان بالسعودية: تتسم علاقة نظام البشير مع السعودية بعدم الاستقرار وكثير من الشد والجذب، فكل الدول بعد أكثر من ربع قرن من حكم البشير أدركت تلك الدول ان النظام البشير عبارة عن نظام برغماتي نفعي يسعى إلى مصلحة مجموعة محددة داخل السودان ويستغل كل الفرص من اجل تثبيت تلك الجماعة في الحكم، ولذلك تستغل كل الدول التي تتعامل مع نظام البشير ذلك الوضع من اجل مصلحة محددة دون ان تطبع معه تماما، فالمتابع يدرك ان العلاقة بين نظام البشير مع المملكة العربية السعودية وصل إلى ادني مستوياته مع توقف المعاملات البنكية وإرجاع طائرة الرئيس من الأجواء السعودية، ورغم كل ذلك سعي النظام مع اول بادرة للتقارب مع السعودية وبكل قوة الى الدخول في التحالف الذي تقوده السعودية لإدراكه للفائدة التي ستعود إليه من ذلك التحالف في مساعدته على الاستمرار في الحكم وكذلك المساهمة في أزمته الاقتصادية الطاحنة. فكان على السعودية دفع ثمن ذلك التعامل ولو كان في شكل اعتقال احد محرري الراكوبة والتي من المؤكد انها تمت بناء على معلومات من الأمن السوداني. فلا تجد نظام يتحرى الكذب من اجل تثبيت ذاته على الحكم مثل نظام عمر البشير. ¬ وليد الحسين وضعف المعارضة: ان ضعف المعارضة المنظمة المتمثلة في الأحزاب السياسية يدفع ثمنه أفراد مثل وليد الحسين. فكان يجب ان تستغل المعارضة كل المساحات التي يتركها النظام في علاقته المتوترة مع الأنظمة المجاورة مثل علاقته غير المستقرة مع السعودية أو مصر أو حتى مع دول الجوار حتى لا تتيح له ان يعيد تلك العلاقات والاستفادة منها. فالسياسة في دول العالم الثالث اغلبها علاقات شخصية فكان على قادة الأحزاب المعارضة عمل شبكة من العلاقات مع قيادات تلك الدول تضغط بها على أفراد النظام وتحد من حركتهم وتحمي بها المعارضين وتمنحهم مساحات إضافية. ولكن عدم نهوض تلك الأحزاب بذلك الدور مكن نظام البشير بالتحرك سلبا وإيجابا. لن يكون وليد الحسين هو الأخير في المملكة العربية السعودية بل يمكن ان يتعدى ذلك النجاح في فقه نظام البشير وأمنه إلى عمل حملة في السعودية وكل دول الخليج وبقية دول العالم الثالث من اجل تكميم افواه المعارضين واخافتهم اذا لم نتحرك كل في مجاله، وعلينا بالاستمرار في الكتابة والضغط على السعودية حتى نجد حل لازمة وليد الحسين. [email protected]