بسم الله الرحمن الرحيم قام الفريق محمد أحمد علي مدير شرطة ولاية الخرطوم، بتكريم أحد رجال شرطة المرور وتحفيزه مادياً ومعنوياً، وذلك عقب مقال كتبناه بخصوصه . رجل المرور واسمه عماد الدين عصام جمعة استحق التكريم والذي صادف أهله لرجل بسيط يعمل من أجل المواطن ويختص بعطفه الشيوخ والأطفال، حيث يقف في تقاطع شارع الاصطبلات مع الإشارة الضوئية لمحطة (أبو حمامة) في مختلف الأوقات عند الصباح الباكر وفي منتصف النهار، ومع هجير الشمس وعند القيلولة وقبل الغروب حتى عُرف في المنطقة باسم (صديق الأطفال). عماد رجل يمثل الواجهة المشرقة لشرطة المرور، رأيته أول مرة قبل أكثر من عام وشاهدته آخر مرة قبل فترة، وفي كل المرات التي التقي به فيها تجد ابتسامته مشرقة في وجه الجميع، يقوم بتنظيم حركة السير بكل ذوق واحترام وروح عالية مما يجعل أصحاب المركبات يمارسون الانضباط في الشارع تلبية لروحه العالية قبل أن يكون إذعاناً لحركة يديه وانصياعاً لصافرته. أبرز ما يميز رجل المرور هذا مساعدته للأطفال وكبار السن والمعاقين والمكفوفين في عبور الطريق، خاصة أن هذا التقاطع تقع شماله العديد من رياض الأطفال ومدارس الأساس وجنوبه يقع صندوق المعاشيين . لذلك تجد هذا الشرطي طيلة النهار وهو يمسك بكلتا يديه بالأطفال يحاول جاهداً مساعدتهم في عبور الشارع؛ لأن إصرار سائقي المركبات على اقتلاع حقهم في الإضاءة الخضراء يحجب عنهم الرؤية وضرورة إفساح الطريق قليلاً لعبور الأطفال وكبار السن . إن رجل المرور عماد المعروف بصديق الأطفال هو في الحقيقة صديق للجميع ويمثل الصورة الذهنية الإيجابية التي ينبغي أن تكون ديدن كل رجال المرور؛ فالمرور ليس جزاءات وإيصالات وتحصيل نقود لصالح خزانة ولاية الخرطوم أو وزارة الداخلية بل هو سلوك وممارسة وتواصل إيجابي مع أفراد المجتمع. خارج السور : المثل الشعبي الشائع يقول (جو يكحلوها قاموا عموها)، وهي دلالة على إفساد أمر ما عند محاولة إصلاحه، وما حدث أن رجل الشرطة هذا قد اختفى كليا من هذا التقاطع، وقد شاهدت يوم أمس عددا من الأطفال يمسكون ببعضهم في محاولة لعبور الطريق بشكل خاطئ كليا مما يعرض حياتهم للخطر، الحل لا يكمن في إعادة الشرطي إلى موقعه فقط بقدر ما يحتاج إلى إضافة علامة مرور المشاة ضمن تسلسل الإشارة الضوئية وإضافة تلك العلامة إلى كل تقاطعات الشوارع أمام كل المدارس ورياض الأطفال. *نقلا عن السوداني