كدايس جمع ( كديس) وتعني القط في اللغة النوبيَّة، والحديث عن (كدايس) حيث بدأت ظاهرة تفشيها وشهرتها من بورتسودان . ف (كدايس) بورتسودان هو حديث مختلف خاصَّة لارتباطه بعالم الجن الذي سردت عنه الكثير من القصص المخيفة وبعضها يمكن وصفها بالمثيرة المسلية فكثيرًا ما تجد أشخاصًا لديهم قصص واقعيَّة مع تلك القطط التي أصبحت معروفة في كل مكان، وهناك مقولة تقول إن مدينة بورتسودان أو سواكن أصلها (سواجن) لأن سيدنا سليمان (سجن) بها الجنّ، والجنّ معروف أنه يوجد في (الخرابات) و(البحار) وهذه متوفرة في حالة بورتسودانوسواكن لذلك يُرجع الناس غالب تلك القصص إلى أن القطط الموجودة هناك هي في الواقع شياطين وليست قططاً حيوانية، أولاً لحجمها الكبير ولسلوكها الغريب الذي يجعلها لا تخاف البشر، بل تحدِّق في وجوههم فتصيبهم بالارتباك. قصص عن (كدايس) بورتسودان وقد روى لنا العديد من الأشخاص حكايات يمكن وصفها بأنها ضرب من ضروب الخيال، حيث حدثت لأقارب كثر، فقد روت لنا (صديقة) أن إحدى قريباتها كانت آية في الجمال، وبعد سنتين من زواجها سكنت مع زوجها في مدينة بورتسودان حيث كان يعمل، وفي أسبوعها الأول بالمدينة أخبرها زوجُها أنَّه قدَّم دعوة لمجموعة من أصدقائه، وفي اليوم الثاني استيقظت مبكرًا فقامت بتحضير الطعام للضيوف، وبعد فراغها من الطبيخ ذهبت لتحضير نفسها، وأثناء ما هي منهمكة سمعت صوت حركة بالمطبخ فذهبت لتستفسر عن الأمر فوجدت قطة كبيرة تقف منتصبة وتحمل بإحدى يديها المغراف ال (كمشة) وبالأخرى غطاء الإناء، فصاحت السيدة بذهول قائلة: (دا شنو) فأجابتها القطة (مالك)؟ ومن يومها لم تعد السيدة في حالة طبيعية وبعد علاج طويل التزمت الصمت إلى أن فارقت الحياة. - ما ارد أن اورده هنا ليست قصة حكيت أو ضربآ من ضروب الخيال بل هي قصة حقيقة حدثت خلال ال (24) ساعة الماضية حيث كنت ممن سمعوا ورأوا يعني قصة شاهد عيان !!!! ومقدمة لما قلته أود أن أورد لكم الحكاية كما رأيت جزءآ منها من الكاميرأ و كل ماسمعته عنها ، بدات القصة عندما قمت اليوم بزيارة لصديق لي يعمل مستشارآ بوزارة العدل ب (برج العدل العاجي) وأثناء قيامي بفروض الولاء والطاعة للحراس و موظفي الإستقبال بعد مساجلات عدة ، ( بطاقتك !! شغال وين !! جاي لي منو !! هل عندك مواعيد مسبقة !! خلاص نشوفه ليك بالتلفون !! التلفون مابيرد يكون في (الصلاة) !! كدي إنتظر شوية !! . وأثناء فترة إنتظاري سمعت كلام يتردد بين طاقم الحراسة مفاده أن هناك (كديسة كبيرة) تتجول بين مكتبين وصالة و هما مكتب الوزير ؛ ومكتب وزير الدولة برغم وجود أبوب ثنائية تفوق أبواب خزانة ألبنك الدولب من حيث التأمين ، بكل مكتب مع عدم وجود أي منافذ أو نوافذ لدخول هواء فقط ناهيك عن (طاقات) تمكن دخول تلك ال (كدايس) الثمان الغلاظ من الدخول والتسلل إلي داخل تلك المكاتب للتجول بداخلها و تنام و تخرج (فضلاتها) حسب قدسيتها وقدسية ال (مكان) وفق تلك الحراسة المشددة المخصصة وتحديدآ للمكتبين المذكورين دونآ عن بقية المكاتب بالوزارة والتي لا تقل عن مكاتب الوزاراء كثيرآ من حيث ال(كندشة) وال(وثارة) والدسامة حتي أصبحت مطمعآ مشروعآ لتلك ال (كدايس المسكينة) للتتمتع ولو إلي حين بقليل من الرفاهية والترف (خفية) خاصة بعد أن نافستها في الشهرة والنجومية حتي علي النطاق العالمي (فيران) كبري المنشية التي عملت عل تقويض نظام ال(كبري) الذي أنفق فيه مال(قارون) . فآلت عل نفسها تلك (الكدايس) أخذ حصتها من النجومية أسوة بال(فيران)عسي ولعل أن تتبوأ لها مقعدآ مرموغآ تثبت فيه للعالم أجمع وللوطن شرعيتها و وجدها علي قيد الحياة بل ولتبرز (عضلاتها) لا (فضلاتها) علي ال(الفيران) مادام أن (جيشنا) السوداني وحامي حمي الوطن لم يتجرأ بأن يثبت ذاته ويفرض هيبته علي شوية ال(جنجويد) الذين يعملون علي تقويض نظام ال (وطن) بأجمعه ،ناهيك عن حتة (كبيري) لا راح ولا جاء . لذا فأنا ليت مستغربآ من تلك الظاهرة التي حكي لي عنها أفراد حراسة وزارة ال(عدل) والذين أثبتوه كتابة في دفاتر (الأحوال اليومية) حيث أكدوا أن معلومات أتتهم من عمال النظافة المنوط بهم نظافة مكاتب ال(وزراء) طبعآ أكيد هم من العمال ال(VIP) طالما أنهم تبوأوا وتقلدوا زمام أمور نظافة مكاتب (وزراء) ، فقد أكد أولئك العمال أن هناك فضلات ل (قطط) يجدونها بشكل يومي منذ اكثر من شهرين حيث أكد عاملي النظافة لأفراد الأمن أن (فضلات تلك القطط) وآثثار تنقلهم لم يخرج من حدود مكاتب الوزراء فقط . فسرعان ما دعي أفراد الأمن لتشغيل ال (كاميرات) الخاصة بمراقبة الوزارة و وضعها في حالة ال (Replay) . فعندها زهل كل طاقم أفراد الأمن المدجج و فوجئوا بمشاهدة (كديسة) سمينة غليظة سوداء تتجول فعلآ بين مكتب (الوزير) و (وزير الدولة) فبدأت الضجة تعج كافة أرجاء الوزارة بالتفتيش عن تلك (الكديسة) مع العلم بأن ليت هناك وجود حتي مجرد (رقراق) ليدخل نفطة ضؤ بتلك المكاتب ولك يبدو أن السحر والسحرة من المتشعبطين بالسلطة لم يتركوا حتي تلك ال(كدايس المسكينة) من تحميلها مشقة حملهم بالطلوع علي رؤسنا ولسنينآ عددآ . بعد أن حملونا نحن ال(بشر) عناء العيش والبطش والصبر في بقائهم علي سدة حكمنا فكم هي مسكينة تلك ال (كدايس) . ألا يخافون الله فينا وفي تلك (الكدايس) أولئك السحرة الذين أصبحوا يتواجدون حتي في وزارة العدل بعد أن أصبحوا (وزراء) بين ليلة وضحاها و أضحت لهم مكاتب ذات أبواب (إلكترونية ضخمة) ويتمتعون بحراسة مدججة بزبانية غلاظ شداد ،ومع ذلك مازالوا يستعينون بتلك ال(كدايس) علي قضاء حاجاتهم برغم دعوات المظلومين والمكلومين من أشقياء بلادي !!! فلك الله يا .... وطن . [email protected]