قيل " إذهب بعقلك إلى ما لا نهاية تجد الحقيقة " هذا هو شعار العقلية المستقلة ، فبما أننا إنسانيون فإننا لا نتوقع إجابة كاملة بصورة ما ، قد تكون إجابة ما هي المناسبة في زمان ما ومكان ما ، و لكن بما أن البني (structures ) الثقافية و الإجتماعية في حالة حراك دائم فان هذه الإجابة قد تصبح غير ملائمة بعد حين ، و لهذا كان لا بد أن تتجدد الأفكار دوماً. الإنسان ينشد الكمال و بما أنه إنسان فالكمال غير متحقق و لهذا فهو يسير في درب التفكير و التطور إلى ما لا نهاية لأنه لا كمال ، و لهذا فإن عبارات من شاكلة " نهاية التاريخ و الإنسان الخاتم "(The End of history and the last man ) أو " أن إجابة / نظرية / آيديولوجيا ما هي الحل" هي عبارات خاوية من المضمون لا تدل إلا على الدوغمائية ( Dogmatic ) و التحجر و الفراغ المعرفي ، فبما أن التكوينات الثقافية / الإجتماعية مستمرة في حراكها فلا نهاية للتاريخ لأن هذا الحراك يفرز و يولد معطيات جديدة دوماً و نحن بإحتياج دائم لتوليد و إكتشاف معادلاتنا لإيجاد التوازن حتى لايختل الواقع. مما يعني أن هذه النخب الفاشلة هي أحد أكبر أزمات الواقع في حد ذاتها عبر تطبيقها و تنظيرها الإستهلاكي و الإجتراري لنظريات مستوردة على واقع مفارق، وهذا ما جعلنا نصمها بالذاتية و الأحادية لأنها تعيش على مستوى المتخيل الذهني لا على صعيد الواقع بغض النظر عما إذا كانت ماركسية أو إسلاموسياسية أو قومية عربية أو غيرها من الجماعات التي تجتر النظريات الجميلة و الخلابة !! " . فكونك تكون راضياً بما تفعله وواثقاً من نفسك ومن يعرفك وتعرفهم هذا يكفي ، من هنا نؤكد ان الكاتب لا يتحدث عن نفسه بحثاً عن شئ ما ولا يتعامل بردود فعل او معارضاً علي حركته الثورية ...الخ بل لمواجهة بعض ابناء الهامش الذين أصبحوا أعداء الثورة بالداخل ، ونحن إذ نرصد من كل يوم موقف واطروحات ذات طابع جهوي ، سلطوي ، وبما ان هنالك الكثيرين هم ملتزمون ومكلفون قبل صدور اي قرار ان نعيشوا بكل حرية ليوم مماتنا متبنين قضايا التعابة المظلومين ، حتي لا يظن الاخرون شيئا اخر خاصة اصحاب المنافع والمصلحة وناقلات السحاب هم المستهدفون بكل ما نكتبه جهراً نعلنها لكم ، انما المواقف والازمات والواقع والحقائق هي التي تدفع بالاخر بعد صمت قد طال أنتظاره من الكتابة عن عما نحمله من أفكار وأري ، ان نكتب من كل زاوية مقتطفا للحاضر والمستقبل عما نشهده ونعيشه ، كما تعلمنا ليس بالخبز وحده يحي الانسان هكذا ايضاً يقال في عالم الصحافة ليس كل ما يكتب ينشر ، ولكن عليك ان تعلم ايضاً حينما تكتب اكتب كأنك غير مراقب واكتب كأنك حر ! وتلك هي اولى تحديات المهنة في ظل الازمة وغياب كفالة الحقوق والحقوق الانسانية الذي يجب ان تطبق في اوقات السلم والنزاع ، فالتحية للاستاذ خالد عبده دهب ، فإن كانت الأزمات المتلاحقة التي عاني منها القادة دونها التاريخ عن ثوار ثورة الخلاص الوطني التي مرت بها حركتنا الثورية في فترتها الاولي هي التي تدفع بنا في مثل هذه الخطوة بجلاء ان نكتب ونؤرخ للاجيال من عمر نضالنا الحالي عن ما يحدث بما يدور عن واقعنا المصيري مهما كلف ذلك الامر كل شئ ، لان الكثيرين لم ياتوا لساحات النضال من اجل تحقيق منافع شخصية تطمع فيها وعنها فليشهد التاريخ لهم عن ثباتهم الثوري منذ انطلاقة ثورة التحرر بما فيهم الجدد ، هكذا إذ نكتب حتي يغفر لنا رفاق وزملاء واخوه ورفيقات إستشهدوا بمختلف السبل النضالية ونحن علي دربهم سائرون ومنهم مازالوا وقوفاً امام ترسانة العدو في كل شبر في الارض التحرير مدافعاً من اجل هذه القضية النبيلة ، نكتب للذين تشردوا ونزوحوا ولجأوا وجاعوا وقتلوا، هؤلاء الفئات الابطال هم اطفالنا وامهاتنا وحبوباتنا و اجدادنا، نكتب حتي لا نعجز في طرح رؤيتنا الفكرية والثورية التي إكتسبناها من مفكري مدارس الغابة للمهمشين ، الذين دفعوا الكثيرين ان ينخرطوا فيها وفي صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان والحركة الشعبية كل علي حده يعرف دوافع انخراطه ، نكتب كي نسهم في عملية التخطيط الجيد لغايتنا ، وتصحيحاً لغياب والتباس الرؤية لدي البعض ، ما بين الحقوق وحقوق الاخرين والمصلحة العامة ، وان لا نعتمد علي التركيز ما يطرح من مبادرات شخصية تاثيرية ، تسامحية ، حوارية ، تفاوضية ذات الطابع الغير مؤسسي ، مبنية علي التكتيك والاقاويل وهذا ما لا نريده ان ينطبق علي واقعنا المصيري ، نكتب كي نثبت للعالم والأعداء بتنظيمنا وقواتنا الداخلي وبشفافية حريتنا عشاقاً وتطبيقاً ليس لضجيج اعلامي ، ثم نكتب حتي لا نعجز ايضاً عن الاجابة علي السؤال الإستراتيجي كيف نحكم وليس من يحكم ؟ هذا السؤال الذي لا يزال يواجه كل السودانيين منذ الأستقلال في خمسينيات القرن الماضي ، وهو نفس السؤال الذي تواجهه دول القارة الافريقية في كيفية بناء دولة ديمقراطية حديثة في سياق من التعدد الديني والثقافي. وهذا ما يرفضه النظام جملةً وتفصيلاً بتجاهل وانكار تنوع المجتمع السوداني منذ إستيلاء الحركة الاسلامية على السلطة انقلابياً في يونيو 89 وفرضت رؤيتها بالغاء التنوع من خلال أسلمة وتعريب المجموعات العرقية الغير عربية .اخيراً نكتب كي نكشف ونواجه بعضنا بكل قوة لاننا اصبحنا محاصرين بالأعداء داخلياً وخارجياً . احدى سياسات النظام زراعة الوباء الفتاك فينا علي قولهم " اضرب العبد بالعبد " عدو امامك تعرفه وأعداء معك لا تعرف حقيقتهم ، نكتب حتى لا نطبق ويتكرر علينا مقولة " الثورة يقودها الثوار الاشاوش ولكن يتمتع بسلطاتها وامتيازاتها الإنتهازيون الفاشلون ، اما ناس فلان وعلان وامثال ديل ناس الشينه ناس موبايل وادقش ساكت والنزوح واللجؤ وناس لا صوت لهم ...ألخ لا محل ولا مكان لهم ، وامثال هؤلاء نؤكد لهم " زمن جا " كما يغني بها المغني كودي كودي يا مان ، لابد من مواجتهم بشتى اليات النضال " ابرود بجي زمنوا !! لغة محببة يستخدمها ابطال موبايل فورس القوة الضاربة من كل محور ومنطقة في كل زمن ومكان ، " العارف نفسه مستريح والجواه حرقص براو بيرقص، طيب المشكلة وين ؟ ابرود زمن جا . نواصل [email protected] [email protected]