ليس غريبا ان يلتقى عثمان ميرغنى مع غازى صلاح الدين مع الخال الرئاسى الطيب مصطفى فثلاثيتهم ينطلقون من خلفية اسلاموية واحدة وعقليات ظلامية بروغماتية انتهازية وصولية مشتركة ، اضافة الى سقوطهم المريع فى مستنقع اعمالهم السابقة فى حركة الاسلام السياسى التى اوصلت البلاد الى ما وصلت اليه . ولكن الغريب حقا وجود رئيس حزب المؤتمر السودانى الثائر وسط هذا الثلاثى المرح الذى اصبح بقدرة قادر القوى السياسية المعارضة التى تدافع عن الحقوق والحريات لهذا الشعب المكلوم . *النشاط الجماهيرى الواسع الذى شهدته الاسواق والساحات والاحياء من شباب وطلاب حزب المؤتمر السودانى الذين دفعو ضريبته اعتقالا وتنكيلا وتعذيبا يمكن ان يمسحه رئيس الحزب السيد ابراهيم الشبخ بمجرد جلوسه واتفاقه مع سواقط المؤتمر الوطنى المستنسخين للمعارضة بهدف التعايش والاطالة من عمر نظام كان من بنات افكارهم ، ويحمل بين طياته سماتهم وملامحهم فاذا كان حزب المؤتمر السودانى حريصا على اسقاط النظام وتغييره بالوسائل السلمية فهذا الثالوث السرطانى اكثر حرصا على بقاء هذا النظام وبكل الوسائل . *فالهرولة و ( الجقلبة ) التى انتابت ( الكوز ) عثمان ميرغنى مؤخرا والتى جعلته يشرع فى تكوين حزب سياسى ويتحالف مع اخرين ويضع لهم المبادرات ذات الحلول السحرية للخروج بالبلاد من نفقها المظلم والتى استعصت على المعارضة ان تنجزها لأكثر من ربع قرن من الزمان تجعلنى اكثر تفائلا فى اقتراب موعد سقوطهم المدوى امام الارادة الشعبية . *الحزب ( الرضيع ) الذى خرج لنا به عثمان ميرغنى يتحدث عن تحالف مهمته ممارسة الضغوط على حكومة المؤتمر الوطنى لتأسيس دولة القانون وحماية الحريات ونسى (مهندس الكمبيوتر) عثمان ميرغنى ان الدولة التى يتحدث عنها ظلت ولا زالت مختطفة ورهينة فى ايدى مجموعة لا تعترف اصلا بالقانون والدستور . فمئات الاتفاقيات التى وقعتها حكومة المؤتمر الوطنى مع قوى سياسية مدنية كانت او مسلحة ومنظمات حقوقية اقليمية ودولية كان مصيرها الاهمال ومثواها الاخير سلة المهملات . فطبيعة نظام المؤتمر الوطنى الايدلوجية وتركيبته الهيكلية انه لا يعترف مطلقا بالعهود والمواثيق . لذلك لا زال يمارس لعبته المفضلة التى ادمنها (وقع ولا تنفذ ) ، ويتلاعب بالوقت ليبقى اطول فترة ممكنة فى الحكم . *فقول لنا كيف بلاى ي عبقرى زمانك انت وسواقط المؤتمر الوطنى الذين استنفرتهم واقحمت معهم رئيس حزب المؤتمر السودانى ابراهيم الشيخ الذى سيكتب نهاية حزبه بيده ان استمر فى هذه العبة القذرة التى تهدف الى التعايش مع النظام وابقائه اطول فترة ممكنة والتى بكل تأكيد لم ولن تنطلى على الشعب السودانى . فمكان السيد ابراهيم الشيخ ليس هنا مكانه هناك فى قلب الشارع ، مع اعضاء حزبه ومع جماهير الشعب السودانى الذى باتت تغلى كالمرجل ولن تنتظر من عثمان ميرغنى وحزبه الوليد او غيره مبادرات سحرية او معجزات خارقة فقد ولى زمن المعجزات ، اما اذا كنت ترغب حقا فى دولة القانون والحريات ما عليك الا تغيير هذا النظام بلانضمام الى صفوف الشعب السودانى واسقاطه بالعمل الجماهيرى اما غير ذلك فهو حرث على البحر. اما رسالتى الى السيد ابراهيم الشيخ فان الفراغ الذى يتركه اذا ما غادر هذه اللعبة المفضوحة فانى اقترح لكم لوجه الله تعالى الاستاذ حسين خوجلى بحزبه الذى يطلق عليه اسم (حزب السودانيين ) فهو انسب لسد الفراغ ويتناسب ويتألف معكمض [email protected]