وآحسرتاه على (الإسلام) ومن يلتحفونه ويتاجرون به. لا توجد مشكلة فى أن يكون هنالك إختلاف رؤى حول قضايا وطنيه أو أجنبية أوخلاف ذلك من قضايا، لكن المشكلة تكمن فى تبنى تلك الرؤى وفق أكاذيب وإفتراءات وإختلاقات، تطال حتى شعوب الدول المجاورة وتبخس من أنتصاراتهم التى يعتزون بها. واضح أن (الإسلامويين) يعملون بعكس ما يدعو له دينهم من فضائل، حيث يرون (الكذب) حلالا، أعترف بذلك من قبل الكاتب المحسوب على المؤتمر الوطنى (أسحق أحمد فضل الله) وهاهو يمارسه الشيخ المحسوب على المؤتمر الشعبى (ابراهيم السنوسى). أنظر الى حديث هذا الشيخ الذى وصل أرزل العمر كيف يكذب فى كل جملة بل كل كلمة نطق بها. فى لقاء له على (الراكوبة) قبل يومين قال: ((لا نمانع في حكم الشيوعيين اذا جاءوا عبر الانتخابات))!! اليس هذا كذب صراح، كيف يقبل السنوسى بحكم (شيوعى) معروفة رؤيته الإقتصادية الماركسية القائمة على الأسس الإشتراكية وتملك الدولة لوسائل الإنتاج مقارنة بفكر (الإخوان المسلمين) والإسلام السياسى عامة، القائم على النظرية (الرأسمالية) فى ابشع صورها والذى لا يرفض (العبودية) والسبى. وهل نفض (السنوسى) يده عن افكار (سيد قطب) المتطرفة والموجودة فى كتابيه (فى ظلال القرآن) و(معالم فى الطريق) اللذان يعتبران المرجع الأساسى للإخوان المسلمين فى أى مكان على ظهر الأرض، والتى صنفت المجتمع كله على أساس أنهم إما (كفار) تجب مقاتلتهم أو (مسلمين) هم الذين من حقهم وحدهم أن يحكموا بكل الوسائل، (فتح) وحرب، خداع وكذب، إنقلاب عسكرى، و بالطبع عن طريق (الديمقراطية) رغم عدم إستساغة الكلمة، فى الفكر (الإسلاموى) لأنها رجس من عمل الشيطان، لكن لا بأس طالما أوصلت (الإسلاميين) للسلطة، بعدها يبدأ التحول (للشورى) التى تعنى حكم (الولى الراشد) للقصر التبع، لا لمواطنين متساويين فى الحقوق والواجبات. وحينما سئل (السنوسى) عن: *اذا لماذا غادرتم صفوف المعارضة بتحالف قوى الاجماع الوطني؟ أجاب: ))غادرنا التحالف لاسباب موضوعية الخلاف حول الدستور ومناداة التحالف بالغاء الشريعة الإسلامية وتاييدهم لانقلاب السيسي بمصر بينما رفضنا نحن لاسباب الانقلاب لأسباب موضوعية ومبدئية)). ذلك كله كذب صراح، فالذى اعادهم (للوطنى) شهوة السلطة .. والمقابل المادى (الشرتيت) الذى دفعه لهم (الوطنى) كما ظل يفعل مع ضعفاء النفوس، أضافة الى ذلك شعورهم بضعف النظام، فاذا سقط لماذا لا يكونوا قريبين من المشهد وهم أولى (الوراث) كما يعتقدون! أما حديثه (السلبى) عن ثورة (مصر) المبهرة والملهمه فى 30 يونيو التى يجيب أن يعتز بها كل إنسان حر فى اى بقعة على وجه هذه الأرض، ونحن نجد أنفسنا فى كل مرة مضطرين فى خانة الدفاع عن تلك الثورة التى لها من يدافعون عنها، بسبب كذب (الأسلامويين) السودانيين ومحاولتهم تضليل الشباب السودانى عن حقيقتها، فلولا تلك الثورة الشعبية الهادرة لوصل الإرهاب والتطرف الى جنوب أفريقيا، الم يعلن (مرسى) الجهاد فى سوريا وسحب القائم بالأعمال المصرى من ذلك البلد .. الم ير العالم كله، حجم (الإرهاب) فى سيناء بعد رحيله غير المأسوف عليه والذى تمدد خلال عام واحد من حكم (الإخوان المسلمين) بما وجده من دعم وبيئة حاضنة .. هل نسى الناس مناشدة (مرسى) لقوات الأمن بالمحافظة على حياة (الخاطفين) المتطرفين و(المخطوفين)؟ ثم عن اى ديمقراطية وأنتخابات حرة يتحدث (السنوسى)، هل هى التى سميت (بغزوة) الصناديق فى اول ايام الإطاحة (بمبارك)، يعنى كان يحضرها (نبى)، فتعريف (الغزوة) إسلاميا هى المعركة التى يشارك فيها النبى (صلى الله عليه وسلم) بنفسه. ثم هو يكذب ويخادع ويضلل ويدعى أن (مرسى) خلفه 12 مليون مصريا، يمكن أن يأخذوا بثأره، اذا أعدم متحديا بذلك قرارات قضاء دوله (مستقلة) وذات سيادة، لم يتدخل حينما أعدمتم (مجدى) ورفاقه بسبب (عمله) وفى مال يخصهم، ولم يتدخل حينما أعدمتم خلال ساعات 28 ضابطا من أنبل وأشرف ضباط القوات المسلحة السودانية. ثم الا يعلم (السنوسى) بأن الأصوات الحقيقية التى نالها (مرسى) كانت هى التى تحصل عليها فى المرحلة الأولى من الإنتخابات والتى لم تزد عن الى 5 مليون و800 الف صوت، أما اصوات المرحلة الثانية فهى ضمت جميع رافضى نظام (حسنى مبارك) السابق ومن بينهم يساريين وليبراليين بل مسيحيين، فهل هؤلاء سوف يخرجون للشوارع يحملون (الكلاش) والقنابل اذا قضى القضاء المصرى بإعدام (مرسى)؟ لماذا تكذب يا شيخ بهذه الطريقة البشعة وأنت على حافة القبر؟ أجاب (السونسى) على سؤال عن فشل الإخوان فى الحكم، بما يلى: ((مصر حكمت بنظام فرعوني منذ الفرعون الاكبر وحتى حسني مبارك ولم تعرف ديمقراطية الا في عهد مرسي الرئيس الذي جاء للسلطه عبر انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وهو الامر الذي لم تقبله الدولة العميقة)). قد نتفق مع الشيخ (الكاذب) لو تحدث عن الفساد فى عصر (مبارك) لكن اين هى الديمقراطية خلال فترة (مرسى)، (فالديمقراطية) المحدودة التى تمتعت بها مصر خلال فترة (مبارك) أرفع كثيرا من الفترة التى قضاها (مرسى) ولم تزد عن سنة .. وهل (الديمقراطية) التى يقصدها (السنوسى) هى التى أصدر من خلالها (إعلانا دستوريا) جعل منه (اله) لا بشر .. أم (الديمقراطية) التى تجلت برفضه تطبيق احكام القضاء، بحل البرلمان والجمعية الدستورية؟ أم (بالملشيات) التى ظهرت على محيط قصر الإتحادية تقوم بعمل (الشرطة) .. أم بفتحه المجال لمجرمين شاركوا فى إغتيال السادات، وخرجوا من (السجون) ليهددوا (الشباب) المصرى بالسحق ودق الأعناق إذا خرجوا للشوارع فى مظاهرات يوم 30 يونيو 2013؟ واذا أعترفنا مرة أخرى بأن نظام (مبارك) شابه الفساد فى العشر سنوات الآخيره وحدث نوع من (التصاهر) بين الساسة ورجال الأعمل، وأن (الشيخ) يرى بأن نظام (السيسى) غير ديمقراطى، فلماذا يضع يده الآن مع نظام نال (الحسنيين)، فهو نظام (فاسد) بصورة لم تحدث من قبل فى بلد فى العالم كله وهو نظام باطش وديكتاتورى وتكفى لجنة 7+7 التى يرأسها رئيس (النظام) فى عنجهية وغطرسة لم تحدث من قبل كذلك، وليس من حقه أن يعين 7 مؤيدين له وفى نفس الوقت ليس من حقه أن يتراس مثل ذلك العمل لأنه لا يمكن أن يكون خصم وحكم. أما اكبر كذبة أدلى بها الشيخ، فهو قوله أن (مرسى) قام بفتح خمسين قناة تلفزيونية ورفض محاكمة الصحفيين وكلها موشرات لديمقراطية حقيقية ترفضها اروبا وامريكا لانها تخشى على اسرائيل من دولة قوية بمصر. فمرسى جاء الى السلطة ووجد إعلاما مستقلا قويا هو الذى ساهم فى الثورة عليه وهو ذاته الإعلام (الحر) الذى كان يكشف الفساد خلال فترة (مبارك) .. ومرسى لم يقم بفتح قناة واحدة اللهم الا إاا كانت قنوات فضائيه (إسلاموية) متطرفه ظلت تبث الفتنة وتدعو لقتل السياسيين المختلفين مع (الإخوان) ونظامهم، أضافة الى ذلك فقد هيمنوا من خلال كوادرهم على الصحف القومية (الأهرم/ الجمهورية/ الأخبار)، بل أبعدوا رئيس تحرير (شاب) عينوه لفترة لم تزد عن شهرين لأنه لم يواصل معهم النفاق والكذب وخداع شعبه، ثم تمادوا فى عدم إحترام القانون درجة أبعد من ذلك حيث رفضوا تنفيذ حكم قضائى، قضى بإعادة ذلك الصحفى الى موقعه رئيسا لتحرير صحيفة (الجمهورية). بعد كل ذلك إذا لم يقف الشعب السودانى الذى جرب فساد (الإخوان المسلمين) وطغيانهم ومعه القوى السياسية المعارضة التى اشار اليها (السنوسى)، يكون غبيا ولا يعرف ما يجرى حوله من أحداث تؤثر فيه وفى بلده. أما عن الكذبة الكبرى ونظرية المؤامرة وأن الدول العظمى مثل امريكا إضافة الى (إسرائيل) وأنهم لا يريدون نظاما قويا فى مصر، فيكفى أن أعيد على (الشيخ) الخطاب الذى أرسله (مرسى) لرئيس (إسرائيل) فربما (الزهايمر) أنساه ذلك الخطاب. تاج السر حسين - [email protected]