**قبل أن يكون تهديد للحكومة فى قلب عاصمتها الادارية الخرطوم (قلب السوق العربى) قبل أقل من أسبوعين،كان انذارا موجها للشعب السودانى من هؤلاء الارهابيين بأن حتى الحكومة لن تستطيع الوقوف فى طريقهم. **المشهد عربة (بوكس) تحمل مكبرات صوت فوقها وحولها عدد 8 أشخاص يتعممون بعمائم سوداء،ويرفعون رأيات داعش السوداء معلنيين أنهم دواعش السودان وأنهم فى سبيل مشروعهم لايخشون حكومة ولاشعب (مشروعهم) الاسلامى وكأن السودان ينقصه ارهاب واجرام من فعل المشروع الحضارى الاسلامى الانقلابى 1989م المشؤم والذى تعتبر داعش الخطر الماثل والقادم بقوة فى السودان الذى لاتنقصه دماء او أشلاء هو أحدث أجنة وفيروسات هذا النظام الاسلاموى الارهابى والتى ترعرعت ونشات تحت رعايته وبصره،فسفر الطالبات وتجنيد الشيوخ لبعض الشباب ودخول العقليات الارهابية من الدول العربية والتى أستسهلت لقب شيخ لتجنيد شباب السودان وتلويث عقوله بتلك الأفكار التى،ارتد عنها شيخهم (الترابى ) بعد عقد من الزمان حينما وصف شهداء حرب الجنوب الذين كان وحواريه يعبأنونهم بالجنة والحور العين وما شابه من تلك المحفزات والمغريات الروحانية ،بينما أنصرفوا هم لمتاع الدنيا وأرسلوا الشباب لحتفهم ،وكعهدهم فى الكذب تنصلوا من المسئولية .. **المريب هو تجاهل الأجهزة الامنية التى تطارد الفتيات فى بيوتهن أنصاص الليالى وتعتقل السياسيين والنشطاء وتشهر بهم، وبل تحاكمهم محاكم تفتيشهم بالجلد فى سابقة فريدة من نوعها ،اغفلوا هذا الظهور العلنى للدواعش نهارا جهارا فى قلب الخرطوم. **والأكثر قرابة هو الملاحظة الذكية التى تفضل بها المصدر وهو انزواء جماعة انصار السنة المحمدية ،والتى كان لايفوت علمائها ومشايخها كبيرة أو صغيرة الا تصدوا لها الا أمر هؤلاء الدواعش،وتسرب شباب السودان للموت مجانا فى معارك لاناقة له فيها ولاجمل والاولى به كان جهاد فى وطنه من خلال تخصصه،ولكن ماذا نفعل فى نظام رهن حتى سيادة البلد الى المجرمين والارهابين من دعاة الاسلام اخوان الشيطان من الدول العربية فأصبح كثير من الارهابيين من جنسيات عربية وأسيوية يحملون جوازات دبلوماسية سودانية،ولعل الكثير يعلم أن هؤلاء المجرمين عندما سرقوا السلطة بانقلابهم جمعوا حجولهم جميع مطاريد العالم وارهابييه من الاسلامويين فى السودان ظنا منهم بانهم سينشئون خلافتهم بفضل هؤلاء الا انهم فشلوا بالوفاء حتى لهؤلاء الارهابيين فكانوا أن باعوهم فى أول ورقة ضغط بتسليم كارلوس ...حتى مناصريهم من الارهابيين غدروا بهم فى سبيل مصالحهم،فكيف لايغدرون بسيادة الوطن والشعب؟؟ **فى أمر جماعة أنصار السنة المحمدية التى أصبحت الزراع اليمنى للمؤتمر الوطنى هى ومشايخها وعلمائها ،وهذا يؤكد وجه الغرابة فى موقفهم وصمتهم تجاه أمر هؤلاء الدواعش ولو بفتوى كما أعتادوا أن يشاركوا النظام حتى فتاويه من خلال مجلس علمائه!!!! **السر هو ان كثير من شيوخ جماعة انصار وبعض المشاهير من الشيوخ أنضموا الى ركب داعش ،وهؤلاء على علم تام بشأن الجماعة،وكذلك الجماعة على علم تام بشأن داعش وقوتها والا لما التزمت جانب الصمت والانزواء وهى التى دوما تتشالق فيما لايعنيه حتى الشأن الأقليمى فى بعض الأحيان ولكن فى بعض الشأن الداخلى تجدها منصرفة لماهو دون أهمية ما يمس مصالحها او يسبب لها ضررا من خلال شراكتها الذكية والدينية مع المؤتمر الوطنى فقهيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا..فى الأول والآخر الواجهة اسلام ودين ..وهم المكلفين بالحرص على الحفاظ عليه ومصلحته دون غيرهم. **موقف الحكومة ومعلوم ولا يفوت على فطنة القارىء وجماعة أنصار السنة أوضحناها..لكن ماهو الخطر الذى سيجابه دواعش السودان ؟؟ *لاشك أنهم الصامتون السائحون قدامى المجاهدين أولاد ناس ود ابراهيم وغيره من أمراء وقيادات المجاهدين المنزوين الذين طفوا فى السطح حين توسعت دائرة الاسلامويين وضاق ماعونهم ببعضهم البعض وانصرفوا الآن لترتيب أوراقهم من خلال ما يعرف بالحوار الوطنى وفى هذا التوقيت بدأ ظهور الدواعش العلنى فى ميادين العاصمة وسط صمت رهيب ومريب من الأجهزة الأمنية والمخابراتية فى أجواء الحوار الوطنى!!!! الأكثر غرابة هو أن هذا الجيش الجرار من أجهزة الاعلام المقرؤة والمرئية والمسموعة المبؤة بالغناء لم تلاحظ هذا الأمر..!!! ماذا تحمل الأيام القادمة من مفاجات فى سماء السودان المتلبد بالغيوم والألغام السياسية والاقتصادية.؟؟ **نناشد جميع القراء والزملاء وأنصار حرية التعبير ونبذ العنف بأن يتوجهوا بنداء للملك السعودى فى هذه الأيام المباركة باطلاق سراح الزميل الأستاذ وليد الحسين.. الحرية للزميل وليد. وكل عام وأنتم بخير [email protected]