لم اجد موقفا واضحا وبرنامجا متكاملا ونظام حكم يمكن ان يكون متماسكا وقويا ويتناسب مع طبيعة البلاد الشاسعة مترامية الاطراف والمتعددة الاعراق والاديان والثقافات كبرنامج الجبهة الوطنية العريضة بقيادة القانونى الضليع الاستاذ على محمود حسنين الرجل الذى عركته التجارب النضالية المناهضة للأنظمة الدكتاتورية التى مرت على حكم السودان . شدنى كثيرا الموقف الصامد صمود الجبال الراسيات على الصحارى ، والمنطلق من مبادئ واسس منطقية متجذرة نابعة من الأزمة السودانية متجسدة فى نظام يفتقد شرعية سلطة صعد اليها عبر فوهة البندقية فى ليل بهيم . *تمسك الجبهة الوطنية باسقاط النظام الذى يحاول البعض ترقيعه يعود الى معاناة الشعب السودانى من مسيرة خمسة وعشرون عاما او تزيد .ذاق فيها (الويل وسهر الليل ) . فلسان حال الشعب السودانى فى وقتنا الراهن كثيرا ما يدندن فى حركاته وسكناته بقول الشاعر ،، اذا الشعب يوما اراد الحياة ،، فلابد ان يستجيب القدر .. ولابد لليل ان ينجلى ولا بد للقيد ان ينكسر . وهذه ارادة الشعوب التى لا تستطيع قوة على وجه الارض الوقوف امامها ، وان كنا نرى بوادرها تلوح فى الافق القريب الا اننا نرى بعض القوى السياسية التى فقدت البصر والبصيرة مسيطرة عليها شهوة المشاركة فى الحكم اضحت تسبح عكس تيار الشعب ، وما يريده الشعب فالحوار الذى يفضى الى اعادة انتاج الازمة ويزيد من معاناة المواطن ويفتح صفحات جديدة لنظام باطش ليواصل جرائمه البشعة فى حق الشعب السودانى لا ينتظر منه الا مزيدا من المعاناة ومزيدا من التسويف واطالة عمر النظام وايجاد مخرجا امنا لافلات المجرمين من العقاب . الا انه فى المقابل سيعمل على توحيد كلمة الشعب السودانى وتجميع صفوفه واعداد العدة لتقرير مصيره بيده عبر الانتفاضة الشعبية السلمية راكلا خلفه كل اللاهثين وراء التعايش مع النظام واطالة عمره لمصلحة اجندة اجنبية لا ناقة للشعب السودانى فيها ولا جمل . *ما مصلحة الشعب السودانى فى ان يشارك زيد ولا عبيد فى نظام متهالك قضى على الاخضر واليابس فى البلاد قسم ولا يزال يعمل لتقسيم ما تبقى من الوطن ارتكب من الجرائم والموبقات فى حق الشعب ما لم يفعله المستعمر بشعوب مستعمراته . اضافة لنقضه المستمر للعهود والمواثيق ، وكأن تلك القوى السياسية لاتعتبر ولا تتعظ من مئات الاتفاقيات التى وقعها النظام ليشترى بها الزمن ويناور بها على المجتمع الدولى فكانت بالنسبة اليه مجرد حبر على ورق . *تمايز الصفوف اولى الحلقات التى تدفع بالشعب الى انتزاع حقه الاصيل الذى طالما ظلت تلك القوى السياسية تسبب له (الربكه) والضبابية فى المشهد السياسى بمواقفها الهزيلة المترددة . فطفق الكثير يبحث فى تلك القوى السياسية عن بديل ذو موقف قوى وثابت وبرنامج واضح لقيادة الانتفضة الشعبية المباركة التى بدأت علاماتها الصغرى تتواتر فى الظهور باصطفاف الشعب وتمايز الصفوف . وانهيار النظام من الداخل ، فلم نجد بديلا غير الجبهة الوطنية العريضة الوعاء الجامع لقوى المقاومة المدنية لاسقاط النظام .ومحاسبة ومعاقبة مجرميه وبرنامجها المتكامل للبديل الديمقراطى لبناء الدولة المدنية الحديثة على انقاض النظام الفاسد. [email protected]