يبدو ان الغوضى الخلاقة التى اجتاحت دول الشرق الاوسط ، للماسونية العالمية دور كبير فى اشعال نارها ، وتأجيج الصراعات داخل تلك المجتمعات مستفيدة من التناقضات الدينية والطائفية والعرقية والثقافية والقبلية التى تتميز بها المنطقة . فظلت حركات الاسلام السياسى وخاصة التنظيم العالمى للاخوان المسلمين الالية المثالية المستخدمة لتفيذ تدمير المنطقة الاغنى بمواردها الطبيعية داخل الارض وخارجها ومواردها البشرية واجهاض اى تماسك اجتماعى او سياسى او اقتصادى بين شعوبها . كان للسودان نصيب الاسد من هذه المعادلة فكانت تجربة الحكم الاخوانى منذ صعود الاسلام السياسى الى الحكم عن طريق الانقلاب العسكرى الذى نفذته الجبهة الاسلامية بقيادة الدكتور حسن عبدالله الترابى فى العام 1989م . التجربة كانت كافية جدا لتقديمها نموزجا ناجحا فى استلاب الشعوب ثقافاتها وهتك النسيج الاجتماعى ، ونهب ثروات ومقدرات الشعوب ، و تدمير قطاعاته الاقتصادية . لذلك تعميم التجربة بين دول المنطقة كان محل تخطيط متواصل للماسونية العالمية ومن وراءها الدول الغربية واسرائيل . واستخدمت لذلك جناحها الاقوى فى الشرق الاوسط وهو التنظيم العالمى للاخوان المسلمين الذى اثبتت كثير من الشواهد والبراهين ماسونيته . وهنا توثيق واضح وصريح لسيد قطب يعترف فيه للملأ ويعلن عن ماسونيته وماسونية التنظيم العالمى للاخوان المسلمين التيار السياسى المسخر لتدمير الاسلام والشعوب والمجتمعات الاسلامية *. نشرت صفحة " محاولة لفهم المخطط اﻷمريكي " صورةً نادرة ﻷول صفحة من جريدة " التاج المصري " والتي كانت تصدر في أربعينيات القرن الماضي محسوبةً على الماسونية في مصر . وفي الصورة الخاصة بالجريدة صورةً لمقال بقلم " سيد قطب " بعنوان " لماذا صرت ماسونيا " " وجاء نص المقال كاﻵتي " كثيرا ما تمر على المرء سويعات يحلو له فيها أن يخلو إلى نفسه، إما مسترسﻼ في الذكرى أو تائها في بيداء الفكر، ﻻ يكاد يبدأ من ناحية ما حتى ينتهي إلى أخرى، وهكذا دواليك يظل متجوﻻ بفكره بين جنبات الماضي، متطلعا إلى ميادين المستقبل – فإما حسرة وأسى على ما ولى وانقضى، وإما ابتسامة رضى وقنوع بما فات وانصرم – ويلتقي هذا وذاك مع نظرة إلى المستقبل الغامض فيها أمل ورجاء لكن دون إسراف أو مبالغة. كان ذلك منذ أيام حين تجاذبتني هذه العوامل وغمرتني لجة تلك اﻷحاسيس فكان أول سؤال قفز أمام عيني، وتجسم حتى طغى على من دونه – ذلك السؤال هو " لماذا صرت ماسونيا" حاولت من هذا السؤال خﻼصا بل من هذا اﻷمر فكاكا – إذ لست ابن بجدتها ولست فارس ذلك الميدان – ولكن ذهبت محاوﻻتي أدراج الرياح فتوقفت لحظة بل لحظات حتى نسيت نفسي ونسيت أن هناك إجابة معلقة علي أن أؤديها – ثم لم ألبث حتى عجبت من أمر نفسي وساءلتها لم هذه الحيرة وهذا التردد؟ فأجابتني السؤال سهل وميسور والجواب من القلب للقلب – فعرفت عندئذ أني صرت ماسونيا ﻷنني أحسست أن الماسونية بلسما لجراح اﻹنسانية – طرقت أبواب الماسونية ﻷغذي الروح الظمأى بالمزيد من الفلسفة والحكمة، وﻷقتبس من النور شعلة بل شعﻼت تضيء لي طريق الحياة المظلم، وﻷستمد قوة أحطم بها ما في الطريق من عراقيل وأشواك – ثم لكي أكون مجاهدا مع المجاهدين وعامﻼ مع العاملين. لقد صرت ماسونيا – ﻷنني كنت ماسونيا – ولكن في حاجة إلى صقل وتهذيب – فاخترت هذا الطريق السوي، ﻷترك ليد البناية الحرة مهمة التهذيب والصقل – فنعمت اليد ونعم البنائين اﻷحرار. عرفت أن الماسونية ليست مبدأ أو مذهب يعتنق، وإنما هي الرجولة واﻹنسانية التي تدفع باﻹنسان إلى عمل الخير دون وازع أﻻ وازع من وجدانه وضميره، هي روح عالية نبيلة تسمو باﻹنسان عن الصغائر وتنزهه عن الترهات والسفاسف – هي المثل اﻷعلى لكل من ينشد كماﻻ أو يبغي رفعة ومجدا – هي الفضيلة التي تنطوي على أسمى المعاني وأشرف المقاصد وأنبلها – هي مبدأ الكمال ومنتهاه. ليس الماسوني من أجريت له المراسيم بذلك واكتسب هذه الصفة في هذا الطريق – وإنما الماسوني من يعمل ولكن في صمت دون ضجة أو إعﻼن – هو من يفتح قلبه للجميع يتساوى لديه في ذلك الصغير والكبير، هو من يواسي ذلك الذي تجهم لهم له الدهر وعبس، ويمد يده لمن تنكب له الزمان وقسا – هو من يذرف الدمع على البؤس والبؤساء ويبكي على اﻷشقياء والشقاء – هو من يعمل الواجب ﻷنه واجب – والخير لدواعي الخير – دون أن يبغي من وراء ذلك جزاء أو يطمح لنيل مطمح – هو من ليس له حق وإنما عليه واجب. - يمكنكم دائما متابعة المزيد من اﻻخبار على الصفحة الرئيسية لوكالة اوقات الشام اﻻخبارية الماسونية هي الوحدة التي تجمع بين مختلف اﻷديان وﻻ تعرف للتحزب معنى، ولن تجد لكلمة التعصب مكانا في شرعها، هي التعويذة السحرية التي تؤلف بين القلوب جميعها في أقصى الشرق أو أدنى الغرب – هي المكان الوحيد الذي يستطيع فيه الجميع – الصغير منهم والكبير أن يتصافحوا مصافحة اﻷخ ﻷخيه – ويجلسوا جنبا إلى جنب – دون نظر إلى فارق اجتماعي او مركز أدبي – وﻻ غرو في ذلك إذ أن دعائمها وأسسها مشيدة على الحرية واﻹخاء والمساواة – فما أعظمها دعائم وما أقواها من أسس وما ابذلها من مبادئ . وأخيرا لقد اطمأن قلبي بعض الشيء، وهدأت نفسي عن ذي قبل، وارتاح ضميري – ولكنني مازلت أشعر ﻷني مازلت المقصر المذنب في حق أنبل وأسمى مبدأ إنساني واجتماعي – ولكن عذري في ذلك واضح ملموس غذ مازلت في مبدأ الطريق وساترك لﻸيام واﻷيام وحدها أن تحقق أمنيتي فأنعم بأداء الواجب كامﻼ غير منقوص – ولعلي أكون بهذا قد أرضيت نفسي، فعرفت لماذا صرت ماسونيا [email protected]