أصدقاء في كل مكان.. عادة يتوقعون هذا الواجب، ويعتبون ضمنا، علي التقصير.. لكن بأي لهجة سوف نرسل التمنيات هذا العيد المبارك؟!..مذ أفقدت وفي كل عيد تكتب المقالات تحت عنوان ما قاله الفنان النور الجيلاني "جانا العيد.. وانت بعيد.. ابيت ما تعود..تبارك العيد" أو كلمات الشاعر الراحل محمد عوض الكريم القرشي وهو في فراش الأليم " عدت يا عيدي بدون زهور..وين سمرنا وين البدور.. غابوا عني.. بي العيد يمر جواه سرور.. غابوا عني"؟!.. يتجدد العيد علي الناس في الحزن واليأس والفزع، كما تجدد علي القرشي. كان وجعه فرديا وجدانيا، والآن هو الأمة من أقصاها إلي أدناها. الرعب والرهاب. القتل والاغتصاب. التدمير والتشريد. الخوف يسبق الأبرياء والأطفال. صاحب الجريمة يتمشي "متمخطرا" والأطفال في المعسكرات "الخيام" يضرعون أن يتأخر الصيف بدل أن يصلوا للمطر.. أرسلت بطاقة المعايدة إلي الشهيد عبدالله ابكر بالبريد المعهود.. وعادت الفاشر سلطان تنام وعيونها مفتوحة, كما تعودت، كلما اشتد الصراع عند النظام. أو بينهم. جاء ثابو أمبيكي إلي الخرطوم من دون شروط أو بنود أو مطالب: فقط التماس بوقف اطلاق النار يخف فيها العويل، ويقل الموت، ويتمكن الأطفال من النوم دون أزير الانتنوف والميج وصوت تميم وصوت دبي.. من يعرف ثابو أمبيكي يعرف أنه اعتاد أن "يبلغ" لا "يناشد".. وتعود أن يعطي المهل لا أن يطلبها.. لكن يبدو أن الرجل يشاهد النشرة الأخبارية ولم يعد يريد شيئا سوي رد القتل عن الأطفال. "أم الأمر فيك تجديد؟".. لا أذكر عيدا في مثل هذا الألم.. الأضحية هي المواطنين العزل والضحايا هي الأرياف والقري والآمال والنهج والمستقبل والأحلام الصغيرة بليلة هادئة.. هل هذا هو "أخي السوداني الأبي" الذي لا يجد ماء يشربه في "أرياف السودان" أم النازح السوداني الذي لا يجد ماء يغتسل به في مخيمات تشاد؟!! لكن العيد يبقي عيداً برغم ما يتشح به من ألوان وفئات الدم.. يبقي هناك الأمل بأن الركام سوف يزهر أريافاً وقري حرة، والخيام سوف تزهر رجالاً مرفوعي الرؤوس.. ولن نبقي أمة العويل والأرامل والأمهات الثواكل.. أمة مصيرها فيها، لا خطب عمر البشير.. لا يسخر أحد من موت أطفالها ولا يتجاهل أحد أنها تمضي أعيادها في الركام أو في الخيام. في كل حال، وبرغم الحال التي يعود فيها هذ العيد، كل عام وأنتم علي عتبة عام أفضل أحمد قارديا خميس