ظلت قوى المعارضة تطرق ابواب المجتمع الدولى كثيرا كلما سنحت لها الفرصة ذلك ، طلبا للمساعدة فى الضغط على نظام باطش لا يرعوى من اى قرارات تصدرها تلك المؤسسات الدولية التى ادمنت الشجب والادانة فى مواجهة وحشية الانظمة الاستبدادية وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الانسان ، فرغم عشرات القرارات التى ظلت تصدرها الاممالمتحدة ومنظماتها الاقليمية والدولية لكبح جماح العنف المستخدم من قبل النظام فى الخرطوم . الا اننا نجد انه بقابلها بمزيد من التصعيد فى استخدام العنف لقمع اى تحرك شعبى ضاربا عرض الحائط بكل القرارات التى اصدرتها المنظومة الدولية والتى تحث النظام على الالتزام بالاتفاقات والمعاهدات الدولية فى الحفاظ على حقوق الانسان وحمايتها . * نعم السودان جزء لا يتجزأ من المجتمع الدولى الا اننى وفى اعتقادى ان التعويل الكامل عل المجتمع الدولى فى الضغط على النظام وردعه من اكبر الاخطاء التى تقع فيها المعارضة وذلك لأن المجتمع الدولى يتعامل مع النظام بحسابات المصالح المتبادلة وبسبب التنازلات الكبيرة التى ظل يقدمها النظام مقابل بقائه فى السلطة على حساب الشعب والوطن ووحدة ترابه لذلك النتائج من وراء المجتمع الدولى دائما ما تكون مخيبة لأمال وتطلعات الشعب . *حلحلة قضايانا الوطنية يعتمد بصورة مباشرة على التحام المعارضة مع جماهير الشعب السودانى وتفعيل دورها الريادى على مستوى الشارع لتحريكه فى انتفاضة شعبية شاملة تنتزع الحق المسلوب بقوة الارادة والعزيمة لشعب يتطلع الى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والارتقاء الى مصافى الدول والشعوب الحرة . * المجتمع الدولى لايمكنه ان يصدر الينا اى حلول سحرية تريحنا من هذا الكابوس الثقيل مادامت المعارضة بهذا المستوى من الضعف وبعدها عن جماهيرها ومجافاتها للواقع الحقيقى الذى يعيشه المواطن بالداخل وماينبغى التعامل معه ، فالمجتمع الدولى لايمكنه ان يتخذ اى خطوة جادة فى مواجهة اى نظام استبدادى يستخدم شتى انواع العنف لقمع التحركات الشعبية السلمية الا اذا وجد معارضة موحدة قوية وملتحمة مع الجماهير وتستطيع بذلك فرض واقع جديد على النظام والمجتمع الدولى على حد سواء . * الصمت المطبق للمجتمع الدولى واكتفائه بقرارات لا تسمن ولا تغنى من جوع يفرضها على النظام بين الفينة والاخرى يؤكد ان الرهان عليه غير مجدى وانه لا يرغب فى مساعدة الشعب على انتزاع حريته وديمقراطيته من فكى نظام فاقد الشرعية وصل السلطة عن طريق الانقلاب العسكرى على الديمقراطية ، اشعل الحروب فى اطراف البلاد وارتكب جرائم فى حق شعبه يندى لها الجبين . ولذلك على المعارضة ان تضع رهانها على الشعب السودانى فهو صاحب الحق الاصيل وصاحب ( الوجعة ) وكما يقول المثل ( الجمرة بتحرق الواطيها ) ،فبدلا من البحث عن حلول جزرية لقضية الشعب السودانى وراء البحار ، على المعارضة الرجوع للشعب وتجميع صفوفه فى اطار المقاومة المدنية السلمية الشاملة هى الوحيدة التى تستحق ان يعول عليها فى اى تغيير من شانه ان يرد النظام الى حجمه الطبيعى واسقاطه فى مزبلة العدم . [email protected]