بسم الله الرحمن الرحيم خربشات مسرحية(7) جنازة قهر ( يفتح الستار علي المجموعة الصامتة وقد كفنت كهل2 وأسجته في " عنقريب". الرجال يرفعون الجنازة فوق أكتافهم ويستعدون للتحرك بينما ما تبقي من النساء والأطفال يبكون في صمت تحت راكوبتهم . في هذه اللحظة يخرج رجال الأمن الثلاثة وهم يشهرون أسلحتهم ويمنعون الجنازة من التحرك). أمنجي1: ( للجنازة ) علي وين ؟. رجل2 : ( يرد مستغربا) علي وين ؟!. ماشيين الملاهي سعادتك. أمنجي3:( وهو يلكز رجل2 بطرف سلاحه) وكمان بتهظر ؟. كهل2 : ( يتدخل ) سؤالكم ذاتو بليد. أمنجي2: ( يغتاظ فيشهر سلاحه ويعمره) ممنوع التجمهر. رجل1: ليه !!.. هيا الجنازات خشت في اللستة؟. أمنجي1: معاكم تصريح دفن ؟. مجموعة الراكوبة: ( ترد بصوت واحد)... معانا. أمنجي3 : معاكم خلو طرف ؟. كهل1: خلو طرف بتاع شنو يا جنابو؟ أمنجي1 : إنت حتستهبل؟ أمنجي3 : ( يشير الي الجنازة ويأمر بوضعها علي الأرض) زولكم دا ... دافع ضرايبو... دافع زكاتو؟. أمنجي2 : خلص الإلزامية. كهل1 : عمي المرحوم دا كان عمرو سبعة وتمانين سنة. رجل3: جدي دا حارب في فلسطين سنة48 مع الجيوش العربية ،وحارب في ال67 وحارب في ال 73 . أمنجي3 : ( لزميليه) دا أكيد كان تبعنا!!. كهل1 : في الوكت داك كان عدونا معلوم والجهاد كان إسمو جهاد. ( مستفسرا ) ونحنا حروبنا كترت هنا مالا؟. رجل2 : من محبتنا في بعضنا يا جدو. إمرأة1: نسو العدو الحقيقي وقبلو علينا ..." الصحابة"... نحنا الغلابة. رجل3 : العدو بقي صديق والأخو بقي عدو!!. كهل1 : جهاد المستهبلين دا...ما معروف ليهو راسا من قعر!!.( لرجل1) إنت المجاهد دا ياولدي...وكت الحرب مش كان بدفع من جيبه ويضحي بنفسه من أجل قضيته؟. رجل1: آي... الكلام دا كان زمان ياجدو لما كانو الناس فهمانين.. هسي بقو غفلانين ومستهبلين ...كان ما " كشكشت" ليهم...ما في حرب. إمرأة3:جهاد الفطايس دا ياجدو..بقي مكاسب.. ومناصب. كهل1 : ولاعشان الوطن؟!. رجل2 : ( متسائلا ) وطن.!!...وطن شنو يا جدو؟... وينو الوطن ... لما الوطن يبقي محن؟ (باقي مجموعة الراكوبة يتوزعون حول الخشبة ويبحثون وبصوت واحد يتسائلون)...وينو الوطن ؟ إمرأة 1: جدودنا زمان علمونا حب الوطن. رجل 1: وينو الوطن ؟.... وينو الحب ذاتو؟!. امنجي2 : ( يتدخل ) وطن شنو يا " بنجوس"؟ نحنا الأسياد... نحن الوطن. أمنجي3 : الحكومة هيا الوطن... نحنا الحكومة ...نحنا الوطن. سيرتنا أنصع م اللبن. رحيتنا مسك وزعفران. إمرأة2 : ونحنا نشم ف البمبان. ( مجموعة الراكوبة يسدون أنوفهم ). كهل1 : ( يمسك برأسه)يالطيف م المكابرة...راسي داير يطرشق... شوفو لي جبنة بي هبهان. إمرأة 3: وطن الهنا والسرور.... الريحة فايحة.... زي الفطيسة؟. كهل1: ( لرجال الأمن) كان ما بتشوفو...نقول عميانين... وكمان ما بتشمو؟!!.... هسي إنتو بتحمونا والا بتحموا رقبتكم؟. أمنجي2 : (لكهل بخجل1)... والله ياحاج ... كان علينا ...مرادنا نحميكم تب... لكين... أمنجي 3: ( يقاطعه بأسف) تقول شنو؟...مشكلتنا ... شغالين بالولاء والأوامر. كهل1 : الولاية لله يا ولدي ....ما تنسي...ديل ما بنفعوك. أمنجي1 : ( يضع سلاحه جانبا ) والله نحنا ذاتنا إحترنا!!. من زمان عملونا شلل ... أولاد الشيخ شافع وأولاد الشيخ تعبان وأولاد ال...( لا يكمل). كهل1 : (لرجال الأمن) والله يا أولادي...كبراتكم ديل أدوكم عنوان غلط... نحنا أهلكم والمفروض تحمو ضهرنا. رجل1 : في غفلتكم ...إغتالونا المردة والشياطين... خشوالبلد من كل إتجاه وإنتو!!... مقبلين علينا ساكت. رجل 1: وينو الأمن الخارجي ؟!. رجل2 : (لرجال الأمن) إحمو ضهرنا. إمرأة1 : (لرجال الأمن) احمو ضهرنا. شغلكم ...إنو تحمو ضهرنا. رجل3 : ( للجميع ) عاينو....الظاهر إنو بقينا " جالية" في بلدنا ونحنا ما جيبين خبر. ( رجال الأمن ينظرون الي بعضهم بارتباك واضح ثم فجأة ، يساعدون مجموعة الراكوبة في رفع جنازتهم والمشاركة في تشييعها ). أمنجي2 : والمرحوم دا مات من شنو؟. رجل1 : مات م القهر سعادتك... أجلو كدا..( يتدارك) لكين حضر الفلم كلو. أمنجي1: أياتو قهر؟. كهل1 : أياتو قهر؟.....القهر الواحد دا.... أنا اقول ليك. أمنجي1: ( يتذكر) علي فكرة...أعملو حسابكم ..ناس المحلية عملو رسوم للدفن . أمنجي3: وناس الضرايب لحقوهم بضريبة أرباح وفاة. أمنجي2 : وناس الزكاة ملبدنين ليهم واحد في طرف المقابر بيقفل في حساب المرحوم ويشيل الصدقات قبل الدفن. ( الجنازة تتجه نحو عمق الخشبة حتي تختفي) ( يتبع) 8 الدمازين في : 01/10/2015م. محمد عبد المجيد أمين (براق) [email protected]