قيل أن رجلاً تصدى للرشيد فقال: إني أريد أن أغلظ عليك في المقال فهل أنت محتمل؟ قال: لا؛ لأن الله تعالى أرسل من هو خير منك إلى من كان شراً مني فقال : " فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى". الحرف عنوان قائله و بوابته للقلوب، فكيفما كان وقعه، يكون أثره الذي قد لا ينساه المتلقي. معروف أن النقد شعور إنساني طبعي و سلوك طبيعي تجاه كل ما يخالف رؤى الإنسان و فكره و ربما هوى نفسه ورغباته. و من المؤكد أن لأي انسان حق إعتناق و تبني ما يناسبه من أفكار و أراء، وله حق نقد ما يخالف تلك الأفكار بل أن ذلك من الممارسات الحضارية، لكن هذا الحق و تلك الممارسة لابد أن تحكمهما معايير و ضوابط أخلاقية قبل أن تكون علمية. من السهل أن ننتقد الآخرين ونكتشف أخطاءهم و نبرزها و نفندها، لكن من الصعب أن يسد نقدنا الثغرات و يتمم النقص ليخدم الغرض ويصلح ويطور. النقد يجب أن يتبع منهجاً تحليلياً يوضح الهدف و يذكر الإيجابيات كما السلبيات ويقترح الحلول بعيداً عن "الشخصنة" و التجريح فالغرض- إن سلمت النوايا - هو الإصلاح و التقويم و ليس تعرية الآخر و سرد قائمة عيوب معلومة و غير معلومة و ربما مختلقة لأسباب نفسية أو شخصية. للأسف قد تفشى الآن داء النقد المدمر. و صرنا نطالع مقالات و مشاركات فظة تفتقر الى الموضوعية، و ربما تجنح الى الإساءات الشخصية والتلميحات الإنصرافية. الإختلاف مع الآخر في فكره أو كراهية فعله أو - تجاوزاً- شخصه لا يعطى حق تخطي الخطوط الحمراء وممارسة الإسقاطات. النقد غير الموضوعي، نهج لا تكفله الحريات و لا تقبله الأخلاق و لا يعكس شجاعة أو ثقافة صاحبه بل يعريه ويفضح قصوره و جهله و يكشف ظلمات قلبه و عقله. النقد الجارح يورث الغضب و يولد العداوة و يعمق الخلافات فتضيع القضايا و هذا بالتأكيد لا يخدم نهضة و عافية هذا الوطن الأصيل. نقطة ضوئية: كنت تحلم بالسعادة وهي غير ما إنت فاكر.. هي في كلمة مودة و هي في نبضة مشاعر.. في القلوب الما بترد أي طارق أي زاير.. شايلة هم الدنيا زادا ومالية كل الكون بشاير .. نافذة للضوء - أخبار اليوم [email protected]