بسم الله الرحمن الرحيم قطع الإشارة الحمراء من قبل سيارات المسؤولين والشرطة والإسعاف أمر عادي، يحدث في اليوم بعدد المناصب الدستورية وغير الدستورية وحملات الضبط الشرطية وحملات الشرطة غير الضبطية، وإسعاف المرضى نتيجة الأخطاء الطبية أو الضائقة الاقتصادية. وقد تعوَّدنا على هذا الوضع. ليس ذلك فحسب؛ بل أننا نشعر بالمشاركة الوجدانية حين نفسح المجال لعربات الإسعاف والشرطة والمطافئ ونُحس بأننا نُساهم في إنقاذ مريض أو إطفاء حريق أو القبض على مجرم، المهم أننا نفسح الطريق عن قناعة وحب. ولكن وبالمقابل لا نشعر أبداً أن إفساح الطريق لعربات المسؤولين فيه شيء من عمل الخير بل ينتابنا الإحساس أن أحدهم مُسرع لجلب (غداء دسم) أو حضور (سماية). وحتى لا نُتَّهم بأننا نسلب المسؤولين حقوقهم وامتيازاتهم فإن أوراقنا الرسمية الصادرة من وزاراة الداخلية في ما يعرف ب(رخصة القيادة) تخبرنا في الفقرة الرابعة عن ضرورة إفساح المجال لعربات الشرطة والإسعاف والمطافئ، ولم يأت ذكر، لا من قريب ولا بعيد، لسيارات المسؤولين!. وإذا قال قائل إن عربات المسؤولين تسبقها عربة شرطة فإن هناك سيارات كثيرة من ذوات الدفع الرباعي وذوات (التظليل) الكثيف والتي لا تسبقها أية سيارة شرطة أو حتى موتوسكيل. أكثر ما يُحيِّر في أمر ال(ويييييو وييييييييو) هذه أن بعض رجال المرور يتعاملون بحسم وسرعة ويقظة لإفساح المجال لعربات المسؤولين والشرطة، فيما يتعامل بعضهم بتراخٍ مع سيارات الإسعاف، رغم أن الأولوية ينبغي أن تكون لإنقاذ حياة المواطن وليس لاغتياله عبر إفساح الطريق لآخرين يجتمعون وينفضون من دون فائدة تُذكر. وحقيقة ما دعاني لمناقشة أمر قطع الإشارة الحمراء هو مشهد رأيته يوم أمس الأول لشرطي مرور يقود سيارة مرور من قبيلة ال777 حوالي الساعة الحادية عشر وستة عشر دقيقة صباحاً. وذلك على امتداد الشارع القادم من كبري توتي في اتجاه جامعة النيلين. رجل المرور قام بقطع الإشارة (عدييييييييل) حين كانت الإشارة حمراء، وذلك على الرغم من أنه لم يكن يُطلق أية إشارة استغاثة لإفساح المجال أمامه، بل إنه كاد أن يتسبب في حادث مروري مع العربات القادمة من اتجاه الغرب. رقم لوحة السيارة بطرفي أُمسك عن ذكره في انتظار رصد راداراتكم وكاميرات المراقبة خاصتكم، الغرض من نشر الواقعة ليس تجريم منسوبكم بقدر ما هو حماية للمواطنين من رعونة السائقين، وتهور بعض عربات الشرطة التي تقطع الإشارة بسبب وبدون سبب. فإذا كان رجل المرور هو من يقطع الإشارة الحمراء دون صوت سارينا فماذا ننتظر من بقية المواطنين؟. أو كما يقول الشاعر سبط بن التعاوذي: وَقالوا اِستَبانَت يا اِبنَ عُروَةَ إِبنَتُك فَقُلتُ لَهُم ما ذاكَ في حَقِّهِ نَقص إِذا كانَ رَبُّ البَيتِ بِالدُفِّ ضارباً فَشيمَةُ أَهلِ البَيتِ كُلِهِمِ الرَقصُ خارج السور: أجب على السؤال الآتي : متى يصبح قطع الإشارة الحمراء غير مخالف للقانون؟ 1/إذا كنت تقود سيارة لاندكروزر مظللة بكثافة؟ 2 / إذا كنت رجل مرور؟ 3 /إذا كنت ذاهباً لتجهيز (صحن فتة فول)؟ * ترسل الإجابات إلى غرفة المراقبة المركزية. *نقلا عن السوداني [email protected]