نص سردي. :- شجرة هجليج ذات خريف غُرست شجرة نبتتْ نمتْ تفرعتْ أفنانها زهتْ مفتونةً بخضرتها تحفها عناصر النماء تتمدد أفنانها في فضاء مفتوح تغور جذورها في باطن الأرض تضرب عميقاً يتسامق جذعها صوب الأعالي في إعتدال و سمهرية تُحسدان عليها * * * في مواسم الحصاد تُساقط الثمار يلتقطها السابلة يزيلون رقائق أغشيتها يمتصون رحيقها يتلمظون بمذاقها المزز في تلذذ لا يعدله إلا مذاق هناء الحرية * * * تحت ظلالها الكثيفة يمتد (ضَل الضحى) الوريف يستجم تحته من الهجير النازحون و الطيور الآيبة من أصقاع المهاجر و فلول الجيوش النظامية و شراذم متمردي الجنوب و الغرب و فوائض الصالح العام كلهم بلا إستثناء يتدثرون بأوراقها يتزملون بأفنانها و حينما يجئ الشتاء يستدفؤون على نزيز طاقة ما تبطنه أرضها !!؟... * * * يخطو صوبها البستاني تتسع خطواته يقارب تخومها يدنو يلاصقها يستشعر طراوة الروح المنعزلة يحتشد إحتشاداً إنحني في خشوع أُبارك عطاءها تغمره الغبطة يغدو محبوراً أرنو الى الأفق أقبل وجه النهار يتسامى البستاني يرى الوجود جميلاً تغمرني نشوة طاغية مفتوناً بمباهج الحياة يدور حولها كدرويش في حلقة ذكر أو كراقص في أوبرا تصفو الدنيا !؟!؟... * * * عديم العتبات بلا إسناد يتدحرج الحلم أشبك يدي بيديك يتلألأ الدمع في عينيه تجتذبهما ظلال هجليج كأنها شجرة المنتهى * * * نبيت على الطوى ليس لديهم ما يفقدونه أدفع بكرات الأخيلة الى ذواتنا المحبطة تحدق أرواحهم الخاوية صوب سماء زرقاء * * * تتدافع الأقدام تتقاطر من الأرض اليباب من المرتفعات من السهول و الوديان من كل الجهات تجاه الظل الوريف يتكدسون تكدساً يكتظون إكتظاظاً أهفو الى مخرج تُؤصد المنافذ يتفاقم المأزق يتناقض المشهد هذه خطوط النار تشتعل مجدداً * * * لا تطلق عنان جموحك لستُ أنا إذن من غيركما ؟.... يتسلق الصمت جذع الشجرة تتساقط وريقاتها يتقشر لحاؤها يحترب الغرماء حول ثمارها الفجة أيها البستاني ماذا تنتظر ؟... ربما يتقاسمني الفرقاء يشمر ساعديه أهم بالضلوع في فك الإشتباكات لكني أتراجع مدحوراً كان الموت يتقفى أثار السلام و الدماء تضرج أفنانها !؟!؟!.... * * * هنا أرض الماء و العشب الغابة و الصحراء السهول و الوديان التضاريس المتباينة فحوى الأعراق الهجينة أنشودة التمايز الثقافي يؤر التشظي و الإلتحام صدى المآذن و أجراس الكنائس حيث تتعدد المجاري المائية و يفضض القمر مياه النيلين و أفنان الهجليج تتشابك متسلقة جدران الوطن عبثاً لا تني تقاوم القطع الجائر !!؟.. * * * كانت أمسية حالمة صافية الأديم سماؤها زرقاء أعقبها ليل حالك تكاثفت أسجافها تلبدت بالغيوم أمسك الشجرة من تلابيبها هززتها أخذ البستاني بأزمتها تقاطرت الأطماع المحتربة بتروا الحبل السري ضلعوا دون وعي في شرذمتها لم يمض طويل وقت حتى شرعت بقع التوتر تتفجر من تحت الرماد تتوقد تكبر تستشري يُحْمَى وطيسها كاد الفرقاء أن تذهب ريحهم لولا صدى صوت رجعه متخافت آخذ في العلو يصخب يتماهى إيقاعه مع سديم الروح ينسرب مهموساً الى الوجدان الجمعي يوقظ خمود الكلمات المنسية من شرفة المتاهة يلتقط البستاني نواة الهجليج يحفر عميقاً في الأرض اليباب و يغرسها ثم يظل منتظراً ؟!؟!؟.... [email protected]