(2) الترابي هبة من الله من قدرة ولد ثم بعمر مقدر عاش مشارك واعي ومساهم فاعل وسيبقى فكره خالداً حراً بين المادح والقادح وبمنهج قائم يخطأ ويصيب ولكنه لدى المباديء العليا أقرب إلى العصمة باسم الدين القيم. ولد الترابي كاستقبال لكل مولود بالفرح وعاش بين الناس فاعل بين الخطأ والصواب والتوبة والاستغفار ثم رحل بين الحزن النبيل بقدرة الله حسم الاجل المحتوم. فترك نظرية النظام الخالف بديلا لنظرية التمكين ونظرية العمل وأولويات البناء والشعبية وهي لله بالعلم والفكر والحركة والتنظيم والتلامذة المخلصين النجباء سيعيشون بين القيم الإنسانية مطالبين ليسعد الناس هدى والعالمين رحمة والمسلمين تقوى. 0 ولد ونسب: من المعروف والمكرر ذكرى أن المسمى حسن ولد في غاية الهدوء بخلاص داية لأمه في عام 1932م في مدينة كسلا من شرق السودان مهد ملتقى شعوب القرن الأفريقي أكسوم والنوبة والفونج وبينهم شعوب السودان المنطلقت نحو الشرق ملاذاً الأراضي المقدسة كان هدية من السماء لأسرة سودانية عريقة التواضع في الأصل والمعتقد، وإن كان امتداد أسرته السلالي غير مهم كثيراً سواء من أفريقيا الاستوائية أو بلاد السودان أو حتى إن كان من بلاد " البجا، كردفان، نوبة الشمال،الفونج، كوش". فالأصل هو من بلاد السودان التي فيها المسار والمرحال والفريق والبلدة لكل قبيلة مجملة في مسمى الدار ومن ثم القرية والمدينة لكل مجموعة اجتماعية سودانية زنجرابية معاصرة لماذا كل هذا التفصيل الممل لأن السودان لم تتيلور هويته الكاملة في كافة الاتجاهات وسائر مجالات الأمن والاستقرار والنظام والخدمات والتنمية. وللبيان أكثر ينسب الدكتور العلامة حسن إلى الرجل الفقيه حمد النحلان العابد الناسك الذي لازم الغار سنين وأيضاً مشكاره جده" الفكي أب سماً فائر" ثورة في وجه المظالم، ولشهرته في نصرة المعروف والنهي عن المنكر فقد خلده الناس بأن اطلق اسمه على مساكنه ومجاوريه"بلدة حمد الترابي"، وإن وافق أهل العلاقة وخالف تيار الخصومة فهذا الذي ورد في سيرة صاحب النظرية العملية غير الموفقة لخيانة تلامذته اللفاف والتي سيأتي السياق عنها فيما بعد من غير اطناب. "لآنه السادن الهلك النفوس والناس تريدو" لعلمه وابتسامته الوضاءة وصدره الطاهر وصدق للسانه الذرب ولعفة اليده الأمينة. 0 تربي وتعلم: تربى مطمئناً بين احضان والديه فساح في غالب مدن السودان بمعيتهما ولهذه الظروف الطيبة فقد سنحت له في أن يرتاد كثيراً من ظلال مناهل العلوم في ارجاء السودان أبرزها مدرسة حنتوب ثم التحق في عمر مبكراً في جامعة الخرطوم ثم ظلال الدوح الغنية بالعلوم جامعة لندن وجامعة السربون في باريس بفرنسا ثم عميداً لكلية الشريعة والقانون المنارة الخالدة للمبشر غردون. كما هيئت له الظروف الطيبة وفي عمر مبكر في أن ينهل من العلوم الإسلامية في مجال الحفظ والتجويد واللغة العربية خاصة واللغات الإنسانية عامة والثقافة الإسلامية خاصة والثقافات الإنسانية عامة والفقه الإسلامي وعلوم الثقافة الغربية على وجه الخصوص، فعلاوة لذلك كان هو الروح الوثابة والعقل المتقد بالحب للعلم والعزيمة في التحصيل كسباً للتطبيق في اتجاهات ومجالات العمل بتقديم الأولويات وترتيب الأدوار. فمضى رغبة في مجال الفقة الدستوري بروح جموحة وطموح قانع لا تحدهما الحدود. فمن خلال هذه السياحة الداخلية والجولات الخارجية بالروح العلمية في مجال المعتقد الإسلامي والثقافة الإنسانية الغربية جادت أرض السودان للعالم الإسلامي بالشخصية الفذة الشجاعة الجريئة بل الجوهرة التي لا تصدأ عبر الزمان والمكان للعالم ألا وهو العالم العلامة فقيه عصره بالمكان والزمان والإنسان الدكتور حسن عبدالله دفع الله الترابي عميداً لكلية الشريعة والقانون في جامعة الخرطوم ومن ثمة إسلامي غيور وجسور في الساحة الإسلامية متفرغاً لخدمة الدعوة الإسلامية تحت منارة الحركة الإسلامية السودانية ذات المظلات الكثيرة المتنوعة والواسعة النطاق والوعية النشاط اليقظة العلاقات التي عمت كل اتجاه ومجال منذ 1964 2016م... الحلقة القادمة [email protected]