بسم الله الرحمن الرحيم هل غادر الكيزان من متردم ؟ سؤال على منوال سؤال عنترة العبسي..يلح على المتابع لأخبار ما بعد رحيل الترابي ..فلا جديد يذكر ولكن قديم يعاد.. وخمر قديمة في قنان جديدة ..فها هو مسجد الجامعة يعاد كما كان تجميعاً لهم بعد أن كان قد عجز عن القيام بدوره عقب المفاصلة..أتراهم يريدون أن يجعلوه منطقة وسطى بين القصر والمنشية ؟ أم يريدون ترميزه ليكون كالضاحية الجنوبية في بيروت مثلاً ؟ وعن أي كائن يبحثون إذ يزيحون الرماد ليجدوا جذوتهم تحته..مهما كان .. فقد اندثرت الصورة التي اجتهدوا على ترسيخها في ذهن أجيال من العامة ..بأنهم قوم منصورون من رب العالمين ..الذي أرادوه لهم وحدهم..وما دونهم لا يدخل إلا من باب عذابه وتنكيله.. يحاكون قول فرعون في لا أريكم إلا ما أرى..لكن السؤال الذي تجب الإجابة عليه ببصيرة نافدة..وسبر في أغوار حقائق التاريخ وسنن الكون ..هو هل يا ترى ما زال هنالك من يرجو خيراً في وحدتهم ..أو يخاف على شئ منها ؟ الإجابة بالقطع نفي حاسم ..فوحدتهم التي يروجون لها تحت لهيب مشاعر فقد مفكرهم الأوحد ..ونكرر الأوحد..مهما كان عدد المفكرين ..كونهم يدورون في نفس الفلك .. هذه الوحدة لا خير فيها للبلاد والعباد ..فهل عندما سطوا على السلطة بليل كانوا شيعاً وأحزاباً .. أم كنا نحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ؟ ربما كانوا جميعاً قبل اختبار السلطة والمال ..أما بعد أن ذاقوا عسيلتهما ..فقد ظهرت النفس الإنسانية بضعفها وتكالبها ما انتفت الروادع الموضوعية ..أما أحاديث القوي الأمين ..فقد بان للناس عوار المتخفين وراءها..فلا قوة إلا لقانون ..ولا أمانة إلا لمؤسسة يراقبها..ولا أمان على وطن من رأسمالية طفيلة لا تحسن إلا المضاربات والإتجار في أي شئ..لتكون الشواهق من البنايات مرادفة للمثنى والثلاث والرباع..ولتضيق بلاد السودان الواسعة عن إيجاد سكن ملائم لقليل عديده..أما الخوف منها ..فلا مكان له ..لأنه وببساطة ..لن تكون كما يروجون ..فما داموا في السلطة .. ويديرون المال ..فإن نفس دوافع المفاصلة ..ما تزال موجودة..ولا أحسبني ملقياً القول على عواهنه..فها هو المعقب على الخطبة من الشعبي يردد كلمة المفاصلة الثانية في حال النكوص عن الحوار ..والحوار ما هو إلا طريق مرسومة للعودة إلى التشارك في السلطة عبر نظام خالف..ويترك للباقين حرية الكلام والتعبير في البداية لكن إذا تعدت ذلك إلى المساس بالغنيمة ..فلا كرامة لمواطن في دولته.. لذلك نرددها واضحة ..لا نستبشر بوحدتكم ..ولا نخاف منها ..فرياح التغيير قد سكن هواء ما قبل عاصفتها. [email protected]