مات الرسول (صلى الله عليه وسلم)..وخلت القصور،رحل العظماء والسفهاء،والرحيل هو الحقيقة والموت هو المصير المحتوم لأى كان مهما طال به العمر،ومهما بلغ من شأن وموقع فى الحياة الدنيا،هناك من يرحلون ويبقون خالدين بين الأحياء ببصماتهم وتلاحقهم الدعوات بالرحمة ممن عاصروهم او خلفوهم بأثرهم وببصمتهم التى تركوها،فى اى مجال كانوا فيه..وهناك من تلاحقهم اللعنة أيضا بأثرهم..كما ورد فى الحديث الشريف :(اذا مات بن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية ،او علم يتنفع به،او ولد صالح يدعو له). **رحل عن الفانية حسن الترابى قبل أيام قليلة انتقل الى الرفيق الاعلى الذى لانام لااكل الطعام كما كانت تردد (حبوبتى السارة)عليه الرحمة هذه العبارة التى رغم بساطتها تؤكد لك التدين والاسلام الحقيقى الذى كان يتمتع به أهل السودان قبل ان يتشوه بالفكر الاسلامى المدمر الذى غرزه الشيخ الترابى عليه الرحمة وهذا من أدب ديننا السمح الذى لم يكن يدعو فى يوم من الأيام الى اضهاد الآخر أو تمييزه على اى أساس عرقى او دينى او اجتماعى قبل أن ياتى لنا الراحل بفكره الذى يميز ويهمش ويضهد ويغتصب ويقتل وينهب ويعذب ويخطف ..هذا هو الحق كما الموت الذى هو مصيرنا جميعا. **وكأن رحيل الشيخ والذى فى عصر تطبيق فكره وتنظيره المتقلب وفى بعض الأحيان المتفلت طوال ربع قرن فى الشعب السودانى والوطن السودان حتى حوله الى هذا الوهن والضعف والانكسار والانحسار وحالة الهروب الجماعى من جحيم عصارة فكره وتنظيره الذى اورثه الى ذئاب لازالت تنهش فى جسد هذا الوطن وهذا الشعب بأسم النظام والذى ماهو بنظام اللهم الا شيعا وطوائف ما يجمعها هو اقتسام الغنائم أكثر من أيدلوجية الاسلام التى يخدعوننا به مظهرا،ومن المؤسف أن من ثمرات مشروع الراحل هو ارتداد عدد كبير من السودانيين عن الدين الاسلامى واعتناقهم المسيحية وهذه حقيقة متجسدة كما الموت الذى لامفر منه لنا جميعا . **الأكثردهشة وحيرة وقتلا للأمل فى نفوس هذا الشعب وهذه الأمة وهذا الوطن المطعون بخنجر أبنائه من السياسيين والرموز والاعلاميين هو هذا الانفصام والكل ينعى ويعدد فى مأثر ومناقب المفكر الراحل والعظيم المغادر رغم أن معظمهم فى حياته يدعون عدائه ويجهرون به ويرجعون مصاب هذا الوطن وكسر هذا الشعب يعود اليه والى فكره..!!!!! فمالكم كيف تحكمون يا أيها السادة والقادة والزعماء والوجهاء؟؟؟ هل نحن كشعب سودانى مع مراعاة حالة الاندهاش والعاطفة الجياشة فى حالات رحيل كثير ممن هم لهم أثر فى واقعنا الاجتماعى والسياسى والثقافى والفنى والفكرى والأدبى وغيره برغم اختلافات وجهات النظر حولهم ورغم أثرهم فينا وهو الميزان والمكيال الحقيقى للجميع لهم الرحمة والمغفرة ..تفتح الباب للتساؤل هل نحن كشعب سودانى بمختلف مواقعنا فى حاجة الى ثورة لتغيير هذا الفكر الذى أورثنا له الراحل اولا ام الى طبيب نفسى لمعالجة مشكلة هذا الانفصام الذى صاحب رحيل الترابى من خصومه قبل تلاميذه ؟؟؟؟؟ ولاحول ولاقوة الا بالله العلى العظيم (انا لله وانا اليه راجعون) [email protected]