سيتساءل الكثيرون عما يجمع السيد رئيس الجمهورية الجنرال سلفاكير ميارديت على وجه خاص , ودولة جنوب السودان على وجه عام بالدولة العراقية في عهد الرئيس العراقي الراحل الذي ودع الدنيا في اول ايام عيد الاضحى المبارك الموافق 30 ديسمبر العام 2006 . بعد غزو الدولة العراقية من قبل الولاياتالمتحدةالامريكية في عهد الرئيس الامريكي السابق السيد جورج بوش الابن عام 2003 تحت عدة ذرائع وبواعث منها امتلاك الدولة العراقية لاسلحة الدمار الشامل او محاولتها تطويرها ورفضها الخضوع للتفيتش الدولي على نحو جدي من دون معوقات او متاريس . ليس الاتهام بامتلاك تلك الاسلحة الممنوعة دوليا فحسب حتى لا تمتلكها بعض الامصار التي تعتقد الاقطار الكبيرة والتي تمتلك سلطات واسعة غير ممنوحة الى اي دولة في هذه البسيطة سوى لهم فقط مثل الولاياتالمتحدةالامريكية , المملكة المتحدة , فرنسا , الصين وروسيا بانها قد تسخدم بشكل خاطئ من قبل الامصار الاخرى خلافهم والتي بمثابة اقطار غير راشدة حسب تصورهم ضد الامن والاستقرار الدوليين . بل ذهبوا الى اكثر من ذلك واتهموا الدولة العراقية بانها تاوي الارهابيين الذين لا ياملون الخير الى الغرب على نحو التحديد وحلفاءهم في منطقة الشرق الاوسط لاسيما الدولة العبرية او الاسرائيلية ودول اخرى في المنطقة على وجه العموم . ونسبة الى هذين الحجتين وبعد الاثار الكبيرة المدمرة التي احدثها هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ضد الولاياتالمتحدة من قبل تنظيم القاعدة برئاسة المرحوم اسامة بن لادن في النفوس في الولاياتالمتحدةالامريكية وحلفاءها في كل انحاء العالم وخاصة في نفسيات الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الذي شاء الاقدار ان تكون تلك الهجمات البربرية والوحشية ضد الابرياء في مبنى التجارة العالمية وبنتاغون في فترة رئاسته . واظن بانه كل الناس قد قاموا بمتابعة للصيقة عما حدث بعد غزو العراق من قبل القوات الامريكية واصدقاءها حول العالم وفي المنطقة , حيث قامت ادارة الرئيس جورج بوش بتفتيش العراق من بعد صدام حسين حتى يبرهنوا للعالم بانه الدولة العراقية كانت تمتلك اسلحة الدمار الشامل بحق وحقيقة وهذه هي الاثار والدلائل الدامغة . ولكن للاسف الشديد ذهب الفريق الامريكي الذي خول له هذا المهام الى العراق وفتشوها على بكرة ابيها ولم يجدوا اي اثر لهذه الاسلحة على الاطلاق مما اجبر الرئيس بوش ووزير خارجيته الاسبق كولن باول بتقديم اعتذار بسبب المعلومات غير الدقيقة التي تحصلوا عليها عبر وكالاتهم الاستخباراتية والتي اتضحت في نهاية المطاف بانها غير حقيقية ولا صائبة في الاساس بعد ان سبق السيف العزل . ومات من لقى حتفه في العراق من الابرياء من شتى الشرائح الاجتماعية المختلفة مثل الاطفال , النساء والشيوخ الكبار وهلم جرا . وكل ذلك بالنسبة لي كان شئيا عاديا بان تكون المعلومات الاستخباراتية غير دقيقة طالما من يقدمون تلك المعلومات والذين نعتمد عليهم في استقاء تلكم المعلومات هم بشر مثلنا يخطئون ويصيبون ما دام نؤمن بانه الكمال لله لوحده ولا شريك له في ذلك . كذلك لا ريب من ان عناصر الامن والاستخبارات الذين يقدمون المعلومات للسياسيين في اكثر الاحوال يتم تسييسهم مما يجعلهم يقدمون معلومات امنية مسيسية والاخير هوعين ما حدث في غزو العراق في الجانب الامريكي وحلفاءها . ولكن ما هو المدهش في هذا السيناريو عزيز القارئ ؟ المستغرب حقا هو ان السيد صدام حسين عندما تم القبض عليه ووضع في السجن من قبل الامريكان تم التحقيق معه وسئل عن المكان الذي يخفي فيه هذه الاسلحة ولماذا لم يحصل فريق التحقيق عن اي اثر لهذه الاسلحة التي غزيت العراق بسببها ؟. فاجاب السيد صدام حسين الرئيس العراقي الاسبق المحققون قائلا بان في حقيقة الامر لا يملك ابدا اي اسلحة للدمار الشامل في العراق . ولما سئل لماذا لم يوضح للعالم ويقدم دليلا دامغا عن عدم امتلاكه لهذه الاسلحة حتى يقطع الطريق امام الولاياتالمتحدةالامريكية ويتجنب الغزو ؟ قال بانه كان على يقين بعدم امتلاكه لهذه الاسلحة ولكنه لم يرد في ذلك الحين ان يظهر ضعفه للعالم ولجارها العدو اللدود ايران . ومن هنا نسال انفسنا هذا السؤال الجوهري والمنطقي جدا ما هو العلاقة ما بين قصة صدام حسين باتهامه بامتلاك اسلحة للدمار الشامل وهو كان على علم تام بانه هذا الاتهام كان اتهاما باطلا وخاطلا ومع ذلك لم يقم بما يليه من واجبات بنفي هذه التهمة الخطيرة جملة وتفصيلة حتى يجنب بلده ويلات الحرب , ما هو صلة هذا بالسيد رئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت ودولة جنوب السودان ؟. واقول بانه من يتتبع ما يحصل في هذا الوطن على نحو حصيف وللصيق سيدرك الاصرة القوية ما بين هاتين الدولتين خاصة فيما يتعلق بتصرف الرئيسان الجنرال سلفاكير ميارديت والرئيس العراقي الراحل صدام حسين . اذ مما لا شك فيه هو ان دولة جنوب السودان في الوقت الراهن يعاني من مجاعة كبيرة وخطيرة وعويصة مما اجبر الاسر الضعفاء من ابناء بلادي للهجرة نزلة اخرى الى الدولة السودانية طلبا للعيش الكريم وهروبا من الجوع ومع ذلك لا تريد الحكومة على لسان السيد رئيس الجمهورية الجنرال سلفاكير ميارديت اخطار العالم والدول المانحة بعدم قدرة الحكومة بمجابهة هذه المجاعة وبالتالي من الاوجب على المنظمات الانسانية العالمية مثل منظمة الغذاء العالمي وغيرها علاوة على الامصار التي على اهبة الاستعداد لتقديم يد العون على الشعب في الجنوب وانقاذ الارواح البرئية من على فم الموت . واذا ما سالت نفسك عزيزي القارئ لماذا لم تعلن حكومتنا حتى هذه اللحظة او تقر بوجود المجاعة على امتداد الوطن وخروجها عن سيطرة الحكومة سواء اكان الحكومة الاتحادية او الولائية على نحو علني وصادق ؟. لا محالة ستجد بانه الاجابة المنطقية والمعقولة حسب قراءة الاوضاع الحالية وطريقة تعامل الحكومة الحالية مع الاشياء الخطيرة كهذه تكمن في ان الحكومة لا تود ولا ترغب ابدا في اظهار ضعفها ووهنها وعدم قدرتها لمعالجة مشكلة المجاعة على رؤوس الاشهاد . وذلك على حساب ارواح ابرياء التي فقدناها وسنظل نفقدها في قادم الايام سبب المجاعة والغرث على امتداد اراضي هذا الوطن الكريم . نواصل [email protected]