غريب هو امر وزارة الصحة الاتحادية بالبلاد والتى درجت على الكشف والاعتراف فيما يلى الامراض والاوبئة التى تتنزل على العباد وينتهى دورها بعد الكشف اى (ينتهى العزاء بمراسم الدفن) ومعروف هو دور وزارة الصحة فى كل دول العالم, وهو توفير الصحة والعلاج لدرء الامراض وما تقوم به وزارة الصحة عندنا هو دور ادارة واحدة من اداراتها وهى ادارة الاوبئة التى ترصد وتجمع المعلومات حول الوباء ورفعه لرئاسة الوزارة لتقوم بدورها بتحوطاتها لا لتكتفى بنشر تقرير ادارة الاوبئة عبر الصحف فماذا تنتظر الوزارة من المواطن قليل الحيلة حيال الرعب والذعر الذى تتسبب له فيه بنشر ارقام الوبائيات هل تدعوه بذلك ان (يرجى الله فى الكريبة) والمتابع لصحافة الخرطوم احسبه قد طالع الاخبار المنسوبة لوزارة الصحة ليومين متتالين خبر اليوم الاول يقول:الصحة تكشف عن (20) الف اصابة درن بالبلاد,اما خبر اليوم الثانى فيقول:وزارة الصحة تعترف بتفشى مرض السل بالبلاد, ولو ان مثل هذه الاخبار نشرت منسوبة لاية وزارة صحة بالعالم لاستقال الوزير او اقيل لانه فى نظر حكومته مقصر فى واجبه لانه لم يوفر العلاج, ومهما حاولنا ايجاد الاعزار لوزارة الصحة الا اننا لن نجد عزرا واحدا ينجيها من الاهمال, فان قلنا بان هنالك جهات اخرى متهمة بالتقصير والتسبب فى انتشار المرض لانه ينتشر بسبب الجوع او التدخين او سواها من المسببات الا ان الحقيقة تقول: لماذا انتظرت وزارة الصحة طيلة هذه الفترة التى تنامى فيها المرض ليصل الرقم المعلن عبر الصحافة ؟ولماذا لم تبدأ فى العلاج الفورى مع ظهور اولى الحالات التى انتقلت بلا شك بعدوى الآلاف الاخرى من المصابين؟ ولا اعتقد بان الوزارة قد اخطرت الحكومة بعدم توفر علاج المرض ولم توفره الحكومة والا لقرأنا اخبارها كما نقرا اخبارها المرعبة هذه الايام, فوزارة الصحة سامحها الله ربما راقها دور الكشف عن الامراض والاعتراف بها فقط دون ان تجهد نفسها عناء درئها وعلاجها, والمحير ان الوزارات والمؤسسات عندنا لا تعترف بالتقصير (باخوى واخوك) مثل وزارة الصحة بل عودتنا وزاراتنا على النفى والتكذيب للاخبار السالبة فى حقها, وما تقوم به وزارة الصحة الاتحادية هو دور المعارضة والاعلام المعادى الذى يلهث وراء تعرية وفضح الحكومة, فهل هذه الوزارة معارضة ام حركة مسلحة رافضة للحوار الوطنى! علما بان اخبارها تتهمها هى اولا واخيرا ,وسؤال يتبادر للذهن هل هذه الوزارة تعمل بلا ادارة اعلام تقوم بالاشراف على اخبارها لنشر الايجابى منها ومنع السالب منها ؟ واذا كان الامر كذلك فما هو جدوى هذه الوزارة لان ما تقوم به بامكان اية مؤسسة لاعلاقة لها بالصحة القيام به فالامر لا يتعدى سوى جمع المعلومات حول المرض او الوباء ومن ثم تعميم الخبر مدعما بالارقام بالصحف وما دام ذلك كذلك فعلى الدولة تفكيك هذه الوزارة والاستفادة من موقعها المميز المطل على النيل الازرق وتسريح اداراتها لتستفيد من خبراتها صحافة الخرطوم والفضائيات واذاعات (الاف ام) على كثرتها وانتشارها بالبلاد اذ ان دور الوزارة الذى انحصر فى(على المواطنين اخذ الحيطة والحذر) احالها الى جهاز انذار متاخر لا يفيد البلاد والعباد فى شىء اذ انها يوم تحدث اخبارها يكون المرض فى طور الوباء ونسال الله السلامة. نشر بعدد اليوم بصحيفة الجريدة. [email protected]